العلاقات الأوروبية-الأميركية: توازن المصالح حفاظا على النفوذ العالمي
٦ سبتمبر ٢٠٠٨شدد وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي خلال اجتماع غير رسمي يوم أمس الجمعة في مدينة افينيون الفرنسية على ضرورة التقارب مع الولايات المتحدة إذا ما رغبت القوتان في الإبقاء على نفوذهما العالمي في وقت يشهد فيه العالم صعود قوى جديدة كالصين والهند، بالإضافة إلى عودة الدب الروسي القوية إلى الساحة الدولية. وفي هذا السياق قالت مفوضة الشئون الخارجية الأوروبية، بينيتا فيريرو فالدنر، إنه "يجب على الإدارة الأمريكية الجديدة، كما يجب علينا جميعا التأقلم مع الدول الناشئة الجديدة كالهند والبرازيل والصين".
وعن طبيعة هذه الشراكة مع واشنطن أوضحت المفوضة فيريرو فالدنر بأنها يجب أن تقوم "على قدم المساواة". وأضافت أنه لتحقيق هذه الشراكة الفاعلة "يجب أن نكون أكثر وضوحا ووحدة في المواقف التي نتخذها، يجب أن نكون أكثر فعالية وقوة في استخدام سياستنا وأدواتنا".
شكل التعاون مع الرئيس الأمريكي القادم
من ناحيته قال وزير الخارجية الفرنسي، برنار كوشنير، الذي رأس الاجتماع غير الرسمي لوزراء خارجية الاتحاد الأوروبي إن الوزراء بحثوا كيفية التعاون مع الرئيس الأمريكي القادم فيما يتعلق بقضايا الأمن العالمي كالتغييرات المناخية وأمن الطاقة . كما حذر في الوقت ذاته من أن "العالم يمر بمرحلة خطيرة وعودة النزعة القومية الضيقة فرضت على الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة رؤية مشتركة وخطوات مشتركة".
وفي ضوء اقتراب موعد انتخابات الرئاسة الأمريكية المقررة في 4 تشرين ثان/نوفمبر القادم فإن الاتحاد الأوروبي يعد لوضع قائمة بالقضايا التي يرغب بالتعاون فيها بشكل أوثق مع الولايات المتحدة لإرسالها إلى الرئيس الأمريكي جورج بوش ومرشحي الرئاسة. وأشار كوشنير إلى رغبة الاتحاد الأوروبي بأن يكون قوة سياسية فاعلة على المسرح الدولي وأن لا ينحصر دوره في تقديم المساعدات المالية.
من ناحية أخرى وجه الوزير الفرنسي سهام نقده إلى السياسيات الحالية لنائب الرئيس الأمريكي ديك تشيني الذي زار أمس الجمعة أوكرانيا في إطار جولة في عدد من جمهوريات الاتحاد السوفيتي السابق بهدف تعزيز العلاقات عقب الحرب الروسية الجورجية. وقال كوشنير وفق ما نقلته عن وكالة الأنباء الألمانية إنه لدى تشيني "حس معين بحماية الناس، ولكني لست واثقا جدا من أنه نجح بشكل كبير فيما يتعلق بهذا الحس بالتحديد".
استراتيجية أمنية شاملة
وبحث الوزراء أيضا في الاجتماع مع المنسق الأعلى للسياسات الخارجية والأمنية للاتحاد الأوروبي خافيير سولانا كيف يجب على الاتحاد تحديث استراتيجة سياسته الأمنية المشتركة وهي وثيقة وضعت في كانون أول/ديسمبر 2003. وقال سولانا "هناك قضايا كالتغير المناخي وأمن الطاقة التي بحاجة لحل"، معربا عن أمله في أن يقدم وثيقة جديدة "قصيرة ومفيدة" لقادة الاتحاد الأوروبي بحلول نهاية العام الجاري. وقال "إن افصل حماية لأمننا هو أن يكون هناك عالم مكون من دول ديمقراطية محكومة بشكل جيد"، مشيرا إلى الإصلاحات السياسية والاجتماعية والدفاع عن حقوق الإنسان على أنها "أفضل وسيلة لتعزيز النظام العالمي".