القوات الروسية تتمركز حول كييف وتحاصر ماريوبول
١٢ مارس ٢٠٢٢ذكرت وسائل الإعلام المحلية أن صفارات الإنذار بحدوث قصف دوت في كل الأراضي الأوكرانية، بما في ذلك في المدن الكبرى كييف وأوديسا ودنيبرو وخاركيف.
وكتب الجيش الأوكراني على موقع فيسبوك اليوم السبت (12 آذار/مارس 2022) أن الهجمات التي تشنها القوات الروسية مستمرة في أوكرانيا وأن هجوما على الجانب الشمالي من العاصمة كييف حقق نجاحاً جزئياً.
وفي محاولة لحصار مدينة تشيرنيهيف من الجنوب الغربي، تحاول وحدات روسية السيطرة على بلدتي شيستوفيتسايا وميخايلو كوتسيوبينسكي، على بعد 15 كيلومترا.
وإضافة إلى ماريوبول، يركز الروس جهودهم على مدن كريفي ريغ وكريمنشوغ ونيكوبول وزابوريجيا، حسب الجيش الأوكراني. لكن هدفهم الرئيسي يبقى كييف التي يحاولون تطويقها. وأعلنت هيئة الأركان العامة الأوكرانية أن القوات الروسية الموجودة في ضواحي العاصمة تحاول القضاء على الدفاعات في بلدات عدة بشمال العاصمة وشمالها "لإغلاقها".
وقالت أوكرانيا إن القاذفات الاستراتيجية الروسية تهاجم مدن لوتسك ودنبرو وايفانو-فرانكيفسك بصواريخ كروز.
"قصف مناطق سكنية"
وفي سياق متصل، قالت شركة أمريكية خاصة إن الصور التي التقطتها الأقمار الصناعية يوم الجمعة أظهرت أن وحدات عسكرية روسية تواصل انتشارها بالقرب من العاصمة الأوكرانية كييف وتطلق نيران المدفعية بكثافة صوب مناطق سكنية.
وأضافت شركة ماكسر تكنولوجيز أن النيران اندلعت في عدد من المنازل والمباني وشوهدت أضرار واسعة النطاق في أنحاء بلدة تقع شمال غربي كييف. ولم يتسن لرويترز التحقق بشكل مستقل من اللقطات التي ظهرت في الصور.
وقالت الشركة إن إحدى الصور أظهرت عناصر من كتيبة مدفعية روسية تطلق النار بكثافة في اتجاه جنوبي شرقي. وتابعت أنها لا تستطيع تأكيد أهداف الكتيبة لكن الأضرار التي لوحظت في البلدة كانت على بعد حوالي سبعة كيلومترات جنوب شرقي انتشار المدفعية.
وأظهرت صورة أخرى طوابير طويلة من السيارات تقل أشخاصاً يحاولون الفرار من كييف كما أظهرت أخرى استمرار اشتعال النيران في مطار أنتونوف.
زيلينسكي يخاطب أمهات الجنود الروس
وفي تسجيل مصور على تطبيق تلغرام السبت، ناشد زيلينسكي الذي لم تلق دعواته للحصول على دعم عسكري تجاوباً، أمهات الجنود الروس منع إرسال أبنائهم إلى "الحرب" في أوكرانيا. وقال "أريد أن أتوجه مرة أخرى إلى الأمهات الروسيات وخصوصا أمهات المجندين: لا ترسلوا أطفالكم إلى الحرب في بلد أجنبي". وأضاف زيلينسكي "تحققن من أماكن وجود أولادكن. إذا كان لديكن أدنى شك في إمكانية إرسالهم إلى الحرب ضد أوكرانيا، تحركن على الفور لتجنب مقتله أو أسره".
أزمة إنسانية
ومن جانبها، قالت المنظمة غير الحكومية أطباء بلا حدود أن مدينة ماريوبول الساحلية الاستراتيجية المحاصرة منذ نحو 12 يوما وتتعرض لقصف روسي باستمرار، باتت في وضع "شبه ميؤوس منه". وأضافت أن "مئات الآلاف من الأشخاص" يقيمون فيها بلا مياه وبلا تدفئة، بينما تتحدث حصيلة رسمية عن سقوط 1582 قتيلاً.
وقد ترك عدد من الجثث في الشوارع وتم حفر مقبرة جماعية كبيرة لأخرى. وفي الأيام الأخيرة، شوهد سكان يتشاجرون من أجل الطعام.
وصرح الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي مساء الجمعة إن "العدو ما زال يغلق ماريوبول"، موضحاً أن "القوات الروسية لم تسمح بدخول مساعداتنا الى المدينة". ووعد بالقيام بمحاولة جديدة "غدا" السبت لإيصال مواد غذائية ومياه وأدوية.
وقال ستيفن كورنيش رئيس منظمة أطباء بلا حدود-سويسرا وأحد منسقي عمل المنظمات غير الحكومية في أوكرانيا في مقابلة مع وكالة فرانس برس إن "الحصار ممارسة من العصور الوسطى" محظورة بموجب قوانين الحرب الحديثة.
من جهته أكد وزير الخارجية الأوكراني دميترو كوليبا الجمعة في تغريدة مرفقة بصورة حفرة أن "ماريوبول المحاصرة هي حاليا أسوأ كارثة إنسانية على هذا الكوكب. قتل 1582 مدنياً في 12 يوماً ودفنوا في حفر جماعية مثل هذه".
موجة لاجئين تتسع
وتكشف أرقام نشرتها الأمم المتحدة الجمعة أن الأزمة الإنسانية تتسع. فقد فر أكثر من 2,5 مليون شخص من أوكرانيا بينهم 116 ألفا من رعايا دول أخرى منذ بدء الهجوم الروسي في 24 شباط/فبراير. وتحدث رئيس مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين فيليبو غراندي عن حوالى مليوني نازح آخرين داخل البلاد.
ويتوجه معظم هؤلاء اللاجئين إلى بولندا حيث قدر حرس الحدود بـ 1.5 مليون شخص عدد الذين عبروا الحدود منذ 24 شباط/فبراير. وفي رسالة شكر طويلة للبولنديين، أكد زيلينسكي في تسجيل فيديو أن هؤلاء اللاجئين "لا يشعرون أنهم زوار، وعائلاتكم رحبت بهم بحنان ولطف أخوي".
وقال الرئيس الأوكراني فلوديمير زيلينسكي يوم الجمعة إن خط أنابيب مهم للمياه بالقرب من تشيرنيهيف تضرر جراء القصف، ولذلك فقدت المدينة التي يبلغ عدد سكانها نحو 280 ألف نسمة إمداداتها من المياه.
من جهتها، أعلنت روسيا أنها ستحد من الوصول إلى انستغرام متهمة هذه الشبكة للتواصل الاجتماعي بنشر دعوات إلى العنف ضد الروس مرتبطة بالنزاع في أوكرانيا ، بعد أن خففت الشركة الأم للتطبيق وفيسبوك قواعدها بشأن الرسائل العنيفة الموجهة إلى الجيش والقادة الروس.
ع.ح./خ.س. (أ ف ب، د ب ا، رويترز)