المجلس الوطني السوري يطالب بتدخل مجلس الأمن وعدد القتلى يرتفع
٢٦ ديسمبر ٢٠١١طالب المجلس الوطني السوري المعارض اليوم الاثنين (26 كانون الأول/ ديسمبر 2011) بان "يتبنى مجلس الأمن بدعم من أعضاء الأمم المتحدة المبادرة العربية حول سوريا ويعطي فرصة لتطبيقها". وقال رئيس المجلس برهان غليون في مؤتمر صحفي في العاصمة الفرنسية باريس إن مبادرة الجامعة العربية "هي خطة جيدة ولكن ليس هناك سبل لتطبيقها". وأكد غليون وصول مراقبين للجامعة العربية إلى مدينة حمص التي تستمر فيها الحملة العسكرية ضد المحتجين في عدة أحياء بالمدينة، لكنهم لا يستطيعون القيام بمهمتهم. وقال في هذا السياق إن "هؤلاء أعلنوا أنهم لا يستطيعون الوصول إلى أماكن لا تريد السلطات السورية أن يصلوا إليها".
وقال غليون إنه "من الأفضل أن يتولى مجلس الأمن الدولي أمر هذه الخطة العربية، ويتبناها ويؤمن سبل تطبيقها"، معتبرا أن "هذا الأمر سيمنح المبادرة مزيدا من القوة". وإذ تحدث غليون عن وقوع "مجازر" في حمص، ولاسيما في حي بابا عمرو. وطالب رئيس المجلس الوطني الجامعة العربية بـ "التدخل للتنديد بهذا السلوك" من جانب السلطات السورية، كما طالب "الأمم المتحدة وأمينها العام والقادة الأوروبيين بالتدخل للقول إنه ينبغي وضع حد لهذه المأساة".
وقد أكد عضو بوفد المراقبين العرب في دمشق أن المجموعة الأولى من المراقبين وصلت إلى سوريا اليوم لتقييم مدى التزام دمشق بخطة لإنهاء حملة بدأت قبل تسعة أشهر ضد احتجاجات شعبية على حكم الرئيس بشار الأسد. ووصل رئيس بعثة المراقبة الفريق أول الركن السوداني مصطفى الدابي الى دمشق يوم السبت. وجاء وصوله بعد قليل من وصول فريق من مسئولي الجامعة العربية إلى دمشق لإعداد الترتيبات اللازمة لمهمة البعثة.
حملة عسكرية شرسة ضد عدة أحياء في حمص
وشنت القوات السورية هجوما عسكريا كبيرا اليوم الاثنين لاستعادة السيطرة على حي بابا عمرو في حمص. وتحدث اتحاد التنسيقيات ومصادر أخرى من المعارضة عن وقوع أكثر من 30 قتيلا قبل انتشار المراقبين العرب الذي سيبدؤون مهمتهم الثلاثاء كما ذكر الأمين العام للجامعة العربية نبيل العربي. وذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان أن عدد القتلى المدنيين "الموثقين بالأسماء في محافظة حمص ارتفع الاثنين إلى 23 شخصا، 15 منهم قتلوا خلال القصف المستمر على حي بابا عمرو، بينهم سيدة عراقية وسبعة قتلوا خلال إطلاق رصاص عشوائي في حي الإنشاءات المجاور لحي بابا عمرو وحيي البياضة وباب السباع وقرية تيرمعلة، إضافة إلى شهيدة قتلت في بلدة تلبيسة قرب مدينة حمص".
ونقل المرصد عن ناشط من بابا عمرو قوله إن "الوضع مخيف جدا" في حمص ثالث مدن سوريا، والتي تشكل حاليا معقل الحركة الاحتجاجية ضد نظام بشار الأسد. كما أعلن المرصد السوري لحقوق الإنسان عن سقوط قتلى وجرحى في عدة مواقع سورية في محافظة حماة عندما أطلقت قوات الأمن النار على متظاهرين، وفي محافظة إدلب حيث سجل المرصد "إطلاق رصاص كثيف من قبل قوات أمنية وعسكرية لتفريق تظاهرة في مدينة خان شيخون، فيما قامت آلية عسكرية مدرعة بإطلاق نار عشوائي باتجاه المنازل في المدينة". وأشار المصدر نفسه إلى أن "انفجارات عدة هزت مدينة دوما في ريف دمشق تزامنت مع اشتباكات عنيفة تدور بين مجموعات منشقة والجيش والشرطة النظاميين السوريين في أحد أحياء المدينة".
وفي محافظة دير الزور، قال المرصد إن "ناقلات جند مدرعة تجوب شوارع مدينة القوارية وتطلق النار عشوائيا باتجاه المنازل لترويع الأهالي". من جهة أخرى، دعا المرصد الأمين العام للجامعة العربية نبيل العربي إلى "التدخل الفوري لمنع اقتحام مستشفى الحكمة القريب من حي بابا عمرو، واعتقال الجرحى من داخله". ودعا المرصد مجددا من جهته المراقبين العرب إلى "التوجه الفوري إلى حي بابا عمرو ليتوقف القتل المستمر بحق أبناء الشعب السوري وخصوصا في هذا الحي المنكوب ولكي يكونوا شهودا على جرائم النظام السوري بحق الإنسانية".
(م أ م/ رويترز، ا ف ب)
مراجعة: أحمد حسو