بعد سيطرته على تدمر نصف سوريا في قبضة "داعش"
٢١ مايو ٢٠١٥سيطر تنظيم "الدولة الإسلامية" بشكل كامل على مدينة تدمر الأثرية، ما يفتح له الطريق إلى البادية السورية، ويجعل نصف مساحة الأراضي الجغرافية السورية تحت سيطرة التنظيم الجهادي، بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان. وقال مدير المرصد السوري رامي عبد الرحمن اليوم الخميس (21 مايو/أيار 2015) "انتشر عناصر تنظيم الدولة الإسلامية في كل أنحاء المدينة، بما فيها المنطقة الأثرية في جنوب غربها والقلعة في غربها".
من جانبه قال تنظيم "الدولة الإسلامية" في بيان على موقع تويتر اليوم الخميس إنه يسيطر بالكامل على مدينة تدمر السورية بما في ذلك المطار العسكري والسجن بعد "انهيار" القوات الموالية للحكومة هناك.
واقر الإعلام الرسمي السوري من جهته بانسحاب القوات الحكومية. وجاء في خبر لوكالة الأنباء السورية الرسمية سانا "انسحبت قوات الدفاع الشعبي من أحياء تدمر بعد تأمين خروج معظم الأهالي واستقدام تنظيم داعش الإرهابي أعدادا كبيرة من إرهابييه".
وأكد المرصد وناشطون أن القوات النظامية السورية انسحبت من كل مواقعها ومقارها في تدمر، بما فيها سجن تدمر والمطار العسكري (شرق) وفرع البادية للمخابرات العسكرية (غرب) التي دخلها التنظيم ليلا. وأشار إلى مقتل 28 عنصرا من قوات النظام وإصابة نحو سبعين بجروح لدى استهدافهم خلال انسحابهم في اتجاه مدينة حمص. وتحدث الناشط محمد حسن الحمصي المتحدر من تدمر لوكالة فرانس برس عن "انهيار قوات النظام التي انسحبت من معظم المواقع من دون مقاومة تذكر". وقال عبد الرحمن إن المعارك التي سبقت سقوط المدينة حصل فيها استخدام كثيف لصواريخ "تاو" الأميركية الصنع من جانب تنظيم "الدولة الإسلامية".
وأشار المرصد السوري إلى أن هذه السيطرة فتحت الطريق للتنظيم على البادية السورية وصولا إلى الحدود العراقية. ولا يزال النظام يحتفظ في هذه المنطقة ببعض المواقع العسكرية، بينها ثلاثة مطارات عسكرية "س 1" و"س 2" ومطار تيفور العسكري. لكن جغرافيا، باتت نصف مساحة سوريا تقريبا تحت سيطرة التنظيم الجهادي.
وأوضح المرصد في بيان تلقت وكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ) نسخة منه أن التنظيم أصبح يسيطر على أكثر من 95 ألف كلم مربع من المساحة الجغرافية لسوريا ، كما أنه يسيطر ويتواجد في تسع محافظات سورية هي حمص والرقة ودير الزور والحسكة وحماة وحلب ودمشق وريف دمشق والسويداء، إضافة لوجود موالين له في محافظة درعا. كما أصبح يسيطر على الغالبية الساحقة من حقول النفط والغاز في سوريا، وبقي خارج سيطرته كل من حقل شاعر الذي تسيطر عليهما قوات النظام في ريف حمص الشرقي ، وحقول رميلان التي تسيطر عليها وحدات حماية الشعب الكردي في ريف الحسكة.
وبدأ التنظيم المعروف إعلاميا ب"داعش" هجومه في اتجاه مدينة تدمر في 13 أيار/مايو وسيطر على مناطق محيطة بها خلال الأيام الماضية بينها بلدة السخنة وحقلان للغاز.
ويثير دخول التنظيم الجهادي إلى المدينة العريقة المدرجة آثارها على لائحة التراث العالمي تدمر قلقا في العالم، إذ سبق للتنظيم أن دمر وجرف مواقع وقرى أثرية في العراق خصوصا وفي سوريا. وحسب المرصد فقد دخل مقاتلو التنظيم المنطقة الأثرية في المدينة لكن لم ترد تقارير عن أي تدمير للآثار.
ش.ع/ع.ج.م (أ.ف.ب، رويترز، د ب أ)