"المستشار" برنامج ألماني لمساعدة الناخب اليمني
٢٤ نوفمبر ٢٠١٣تقوم مجموعة من الناشطين اليمنيين الشباب بزيارة لألمانيا للتعرف عن قرب على الحياة السياسية وطريقة عمل الأحزاب السياسية والبرلمان وجمعيات المجتمع المدني، وبهدف جمع التجارب لمحاولة الاستفادة منها بعد العودة. إضافة إلى اللقاءات المباشرة مع السياسيين الألمان والزيارات الميدانية، استفاد الشباب اليمني من مجموعة ورش عمل أبرزها ورشة "المستشار"، التي احتضنها مقر جمعية الصداقة العربية الألمانية بالعاصمة الألمانية برلين. ويتعلق ببرنامج طوره خمسة طلبة يدرسون العلوم السياسية في جامعة ماربورغ لمساعدة الناخبين على إيجاد الحزب، الذي يناسب القناعات الفردية لكل ناخب ويلبي توقعاته في جميع المجالات.
"هدف المستشارة إرشاد الناخبين"
عن أهداف برنامج "المستشار" تقول الطالبة الألمانية من أصول فلسطينية، دنا عبد الفتاح في حوار مع DWعربية: "مشروعنا يهدف إلى مساعدة اليمنيين في الانتخابات البرلمانية المقبلة عام 2014. وتجريب البرنامج أمام الشباب اليمنيين أمر مناسب جداً لنرى كيف يتفاعلون معه ونسمع رأيهم حوله". وعن الأسباب التي دفعت الطلاب الألمان لاختيار اليمن لإطلاق البرنامج تقول الطالبة صوفيا صتابل لـDWعربية: "اختيار اليمن جاء لعدة أسباب أهمها النشاط والحركية في صفوف الشباب اليمني بعد ما يعرف بالربيع العربي، لكنه لا يعرف الكثير عن برامج الأحزاب السياسية أو يقاطعها بسبب الفساد. أضف إلى ذلك طغيان الأسلوب التقليدي في الانتخابات التي تسود عليه النزعات القبلية".
"برامج متقادمة أو غامضة للأحزاب"
قبل تطوير البرنامج شكلاً ومضموناً قام الطلاب الألمان بزيارات ميدانية لليمن لجمع المعلومات العامة عن الأحزاب السياسية بشكل خاص والحياة السياسية بشكل عام، كما قاموا بالتنسيق مع مجموعة من الخبراء في الشأن اليمني والاستعانة بخدمات المنظمات غير الحكومية الناشطة في اليمن. وفي هذا الصدد تقول دنا عبد الفتاح: "جمع المعلومات لم يكن بالأمر السهل، أولاً، لأن بعض الأحزاب لم تزودنا بالأجوبة على الأسئلة التي طرحناها عليهم بخصوص مواقفهم وخططهم المستقبلية، إضافة إلى تقادم برامج بعض الأحزاب بشكل لا ينسجم مع الأوضاع الجديدة، كما أن برامج بعض الأحزاب يلفها الغموض". وتم الإقتصار في النهاية على سبعة أحزاب فقط.
أسئلة حول الأوضاع الداخلية والخارجية
بناء على المعلومات التي تم جمعها تم صياغة مجموعة من الأسئلة تتعلق بالسياسة الداخلية والخارجية لليمن، يتم الإجابة عنها على الحاسوب بـ: موافق، موافق نسبيا، غير موافق، غير موافق نسبيا، محايد. وبعد شرح مضمون البرنامج والأهداف المتوخاة منه للناشطين السياسيين والحقوقيين اليمنيين، تم اختيار شاب للقيام بتجريب البرنامج. إذ طرحت عليه أسئلة عامة وخاصة مثل:هل أنت مع النظام الفيدرالي في اليمن؟ هل أنت مع محاكمة عبد الله صالح؟ هل أنت مع التعاون مع القاعدة؟ هل أنت مع رفع الضرائب؟ بعد إجابة المشارك اليمني على تلك الأسئلة يقوم البرنامج بجمع النقاط وبعقد مقارنة بين الأجوبة وبرامج الأحزاب، وفي الأخير يقوم البرنامج باختيار اسم الحزب الذي ينسجم مع اختيارات الناخبين.
البرنامج جيد لكنه لا يخلو من نقائص
وحول رأيها في التجربة تقول الشابة نجلة سعد رئيسة مؤسسة لتنمية أوضاع المرأة اليمينية: "عموماً تجربتنا في ألمانيا مفيدة جداً وتعلمنا أشياءً كثيرةً، ورغم أن فكرة البرنامج جيدة لكنه يجب إعادة صياغة بعض الأسئلة التي لا تراعي الانتماءات الطبقية للمواطنين اليمنيين"، وبدوره يقول الصحفي الشاب أنو التاج: "الحزب الذي يقترحه البرنامج في الأخير ليس بالضرورة هو الحزب القريب من توجهاتي، إضافة إلى أن الأحزاب لا تراعي درجات الأجوبة فيما يتعلق ببرامجها على النحو التالي: موافق، موافق نسبيا، غير موافق، غير موافق نسبيا، محايد".
بدورهما لا تنفي الطالبة دنا عبد الفتاح وزميلتها صوفيا صتابل وجود ثغرات ونقائص في البرنامج وهو ما اكتشفتاه من خلال اللقاء مع الشباب اليمنيين على حد تعبيرهما. ويبقى الأهم في رأيهما: "التعاون مع هؤلاء الشباب لاستدراك نقاط الضعف قبل الانتخابات البرلمانية المقبلة".