المصريون لا يتخلون عن خفة ظلهم حتى خلال الثورة
١١ فبراير ٢٠١١أصبحت أكبر حركة احتجاج شعبي تشهدها مصر ضد نظام الرئيس حسني مبارك موضع نكات وتهكم على هذا النظام وعلى شخص الرئيس أيضا. فيمشي رجل يحمل كيس نفايات في ميدان التحرير وقد ارتسمت على وجهه ابتسامة ساخرة. يهتف الرجل "يا جماعة، لموا حسني من على الأرض!". ويضحك الأشخاص الواقفون حوله ويلملمون في لحظات قليلة النفايات ليلقوا بها في الكيس. هذا الرجل ليس الوحيد في ميدان التحرير الذي يعبر عن رأيه في النظام السياسي المصري بخفة ظل وسخرية.
"انتهى الدرس يا غبي"
وفي حين أن اللافتات التي ظهرت في الأيام الأولى من الثورة كانت جادة أصبحت الآن تتمتع بخفة الظل. فواحدة من اللافتات رسمت عليها طائرة وسفينة كتب تحتها بالعربية "اختار" وبالانجليزية "chose"، فيما كتب متظاهر آخر على سترته "أنا ضحيت بثمن الجاكيت". كما استعار بعض المتظاهرين عناوين بعض الأفلام الكوميدية أو التلاعب بها مع لافتة تقول "طير أنت"، في إشارة إلى الفيلم الكوميدي الذي قام ببطولته الممثل أحمد مكي. كما كانت هناك لافتة أخرى تقول "انتهى الدرس يا غبي"، في إشارة إلى المسرحية التي تحمل الاسم نفسه.
ومن ناحية أخرى أصبحت مواقع الإنترنت والفيسبوك مجالا لتداول الكثير من النكات مثل "خبر عاجل: مبارك يهدي من خلال إذاعة (تناحة) الشعب المصري أغنية نانسي عجرم: أخاصمك آه .. أسيبك لا". ويقوم بعض المحتجين بتمارين الصباح الرياضية على إيقاع "اسقط ... ارحل"، بينما يقف أحدهم حاملا لافتة مكتوب عليها "ارحل- الولية عايزة تولد والولد مش عايز يشوفك".
خفة الظل للتعامل مع الأوضاع
وتقول الصحفية المصرية آمال عويضة أن النكت المصرية المتعلقة بالاحتجاجات الشعبية قد تطورت كثيراً. وأعطت عويضة مثالا على ذلك حين كان الناس يهتفون في البداية "الشعب يريد إسقاط النظام" مما دفع بصحيفة المصري اليوم إلى نشر نكتة كاريكاتورية تظهر أن مبارك جالسا على أريكة ويقول "الحمد لله ماسميش النظام". وأضافت عويضة بأنه أصبح هناك في الميدان حائط كارتوني كاريكاتيري يتجدد يومياً يستطيع الناس من خلاله نشر أفكارهم عليه إما بمفردهم أو بمساعدة من يجيدون الرسم. وتقول عويضة "يستخدم الشعب المصري خفة الظل كسلاح للتعامل مع الوضع الحالي".
وبدوره يرى الصحفي المصري محمد غريب أن هناك رأيان حول لجوء المصريين إلى الفكاهة في التعبير عن الانتفاضة. الرأي الأول يقول إن المصريون يتعاملون مع الظروف الحالية بروح الدعابة للتخفيف من شدة الأزمة، أما فحوى الرأي الثاني فهو "أننا نتعامل مع الوضع كأنه أمر عادي لأن الثورة أصبحت تشكل جزءاً من حياتنا"، حسب تعبير غريب.
منى حفني
مراجعة: أحمد حسو