المنافسة بين الكتاب الالكتروني والتقليدي: إلى أين؟
١٠ أكتوبر ٢٠١٢حققت مبيعات الكتب خلال العام الجاري أرباحا بقيمة عشرة ملايير يورو، ورغم تراجع مستوى مبيعات الكتب في النصف الأول من العام الجاري فإن حجم مبيعات الكتب الإلكترونية حسبما جاء في دراسة شركة "بي دابليو سي" ارتفع بأكثر من نسبة 260 بالمائة إلى مستوى 175 مليار يورو.
في معرض فرانكفورت الدولي للكتاب الذي فتح أبوابه بداية هذا الأسبوع يشارك حوالي 7300 عارضا من أكثر من 100 دولة، وتأخذ النقاشات حول وضع القراءة والكتاب في العالم باهتمام المشاركين والمشاركات من دور النشر المختلفة . ومن المنتظر أن يتوافد على المعرض الذي يقام على مدى اسبوع كامل أكثر من 300 ألف زائر. ورغم ما يعرفه الكتاب التقليدي من منافسة قوية بسبب التطور السريع للكتاب الإلكتروني ، فإن هذا المعرض لازال يعتبر حتى الآن أهم تظاهرة عالمية لقطاع الكتاب بشكل عام.
المنافسة بين الكتاب الورقي و الإلكتروني
غير أن بعض المراقبين عبروا عن اعتقادهم أن المعرض لم يعد معرضا للكتاب فقط وإنما معرضا لوسائل تواصلية أخرى أيضا. بحيث إن الكتاب يبقى في قلب الحدث الثقافي الى جانب التطورات الرقمية في قطاع الكتاب وتسويقه. حوالي ألف كاتب يشاركون في معرض هذه السنة من خلال أكثر من 3000 نشاط ثقافي، كما يشكل المعرض فرصة للقاءات الجمهور بالكُتاب النجوم مثل الكاتبة الحائزة على جائزة نوبل للآداب هيرتا مولر أو الكاتب الألماني مارتين فالزر وغيرهما.
ورغم ذلك تشعر دور النشر بأنها مهددة بسبب التطور السريع في هذا القطاع. فإذا كان الإقبال على شراء الكتب متواصلا، فإن عدد الألمان الذين يشترون الكتب من الانترنيت يتزايد بشكل سريع. ويعد الكتاب الإلكتروني "إي. بوك" المنافس الرئيسي للكتاب الورقي، خصوصا وأن بعض الكُتاب يقومون شخصيا بنشر كتبهم على شبكة الانترنيت دون اللجوء إلى دور النشر. ويشير ذلك إلى أن أسواق الكتب أصبحت تعيش الآن تحولا جدريا، مما يدعو الى التساؤل عن المسار المستقبلي وتطورات هذا القطاع.
تختلف مواقف المهتمين بهذا الشأن. البعض يؤكد أن الكفة ستميل مستقبلا لصالح الكتاب الالكتروني، فحجم مبيعات الكتاب الالكتروني في تنام مستمر، ورغم ارتفاع مستوى مبيعات الكتب الورقية عبر الانترنيت أيضا، فإن نسبة مبيعاتها انخفض بشكل عام كما يؤكد مسؤول بشركة "بي دابليو سي" الاستشارية الذي اعتبر أن " انتقال نسخ الكتب إلى الإنترنت وتوزيعها إلكترونيا يغير سوق الكتب بشكل هائل حيث إن تحويل الكتب الورقية الى الشكل الرقمي الإلكتروني يشكل أهم حافز في مستوى نمو قطاع الكتب خلال السنوات المقبلة". وتوقع نفس المسؤول أن يبلغ نصيب الكتب الإلكترونية في سوق الكتب الأدبية نسبة 13 بالمائة بحلول عام 2016.
غير أن الكسندر سكيبيس رئيس جمعية ناشري الكتب في ألمانيا يعتبر أن"كتبيا واحدا يبيع عادة أكثر مما يبيع موقع أمازون الشبكي من كتب". سكيبيس متفائل ويرى أن الكتب التقليدية في حاجة إلى دعم إلكتروني مثل تطوير مكتبات رقمية ويشير إلى ما قامت به جمعية ناشري الكتب من مشاريع بهذا الشأن للنهوض بقطاع الكتب التقليدية، حيث يقترح احد المشاريع بربط الكتاب بوسائل تواصلية أخرى مثل الفيسبوك والأفلام وألعاب الكومبيوتر على سبيل المثال. لكن مما لاشك فيه هو أن عملية تسويق الكتاب لن تستمر على شكلها السابق وإنما ستخضع لضوابط تسويق جديدة يشكل الانترنيت جزءا أساسيا منها.
مشاكل الكتاب في العالم العربي
إذا كانت دور النشر في ألمانيا تعاني من منافسة الكتاب الإلكتروني، فإن دور النشر العربية تعاني من مشاكل أخرى مثل قرصنة الكتب، حيث إن أشهر العناوين العربية يتم تصويرها ونقلها الى بعض المواقع الخاصة بتحميل الكتب، حيث يحصل القارئ في رمشة عين على ديوان لنزار قباني أو كتاب لنجيب محفوظ دون مقابل. وبالاضافة إلى النقاش القائم حول أزمة القراءة في العالم العربي فإن دور النشر العربية تؤكد أن نسبة المبيعات متدنية في الدول العربية بسبب ضعف الإقبال على شراء الكتب التقليدية وضعف انتشار الكتاب الالكتروني فيها.