المهاجرون الأفارقة يواجهون خطر الموت في الصحراء
١٣ يونيو ٢٠٢٢تحدثت منظمة أطباء بلا حدود (MSF) عن تقارير تشير إلى ترحيل أكثر من ألفي مهاجر من الجزائر وليبيا كل شهر، وتركهم في وسط صحراء الساحل على المنطقة الحدودية بين الجزائر والنيجر. وأضافت أن من بين الذين تُركوا في الصحراء مهاجرون يعانون من إصابات جسدية بالإضافة إلى ناجين من العنف الجنسي وأشخاص يعانون من صدمات نفسية شديدة.
وأفاد ما يقرب من 70 في المائة من الأشخاص الذين تلقوا الرعاية من أطباء بلا حدود في المنطقة، أنهم تعرضوا للعنف وسوء المعاملة على حدود الجزائر وليبيا. كما تم تأكيد وفاة ما لا يقل عن 38 شخصا في المنطقة الحدودية بين عامي 2020 و 2021.
وانتقدت المنظمة الاتحاد الأوروبي وحملته مسؤولية الوضع الحالي في صحراء الساحل في النيجر. وألقت المتحدثة باسم منظمة أطباء بلا حدود، ماري فون مانتوفيل، باللوم على الاتحاد الأوروبي لاتباعه نهجه "سلبيا" في سياسات حماية الحدود، وقالت: "بسبب مبادرات الاتحاد الأوروبي المصممة للحد من الهجرة، أصبح طريق الهجرة أكثر خطورة"، مضيفة أنه نتيجة لذلك، "أُجبر المهاجرون على استخدام طرق خطرة عبر الصحراء لتجنب مراقبة الحدود، الأمر الذي يزيد من تعرضهم للاستغلال الخطير".
لا اعتبار لـ "كرامة الإنسان"
وأشارت منظمة أطباء بلا حدود إلى الوضع في النيجر باعتباره "مأساة إنسانية" ودعت السلطات الإقليمية والاتحاد الأوروبي إلى إيجاد حلول مستدامة لأولئك المتضررين. وشددت على أنه من بين أمور أخرى، يجب احترام كرامة الإنسان دائما أثناء عمليات مراقبة الحدود والإجراءات المتعلقة بذلك.
وفي وقت سابق من هذا العام، وثقت أطباء بلا حدود ترحيل من 14 ألف مهاجر "تم ترحيلهم من الجزائر إلى النيجر في ظل ظروف غير إنسانية وتركوا لمصيرهم" بحسب ماري فون مانتويفل. التي أضافت بأن هناك أنباء عن أعمال عنف وإهانة على يد حراس جزائريين وليبيين.
من جهته، قال رئيس بعثة منظمة أطباء بلا حدود في النيجر ، جمال مروش: "إن الحالة النفسية والجسدية للمهاجرين الذين تم فحصهم في المرافق الصحية المحلية كانت دليلاً كافياً على أنهم مروا بالجحيم".
الهجرة عبر النيجر
أصبحت المنطقة المحيطة بمدينة أغاديز النيجيرية مركزاً لعبور المهاجرين، لا سيما القادمين من أفريقيا جنوب الصحراء. إذ يتجه كثيرون من هناك إلى الشمال، وغالبا ما يتوجهون إلى ليبيا أو الجزائر حيث يأملون في الإبحار وصولاً إلى أوروبا.
ومع ذلك، فإن بعض المهاجرين، الذين تعترضهم السلطات في تلك البلدان، يُعادون مباشرة إلى المنطقة الحدودية حيث يتركون لوحدهم. فينتهي الأمرأيضاً بالعديد ممن يجدون أنفسهم عالقين في الصحراء بعد طردهم من ليبيا والجزائر في أغاديز، حيث يقضي البعض النهار مختبئا ويغامرون بالخروج ليلاً فقط خوفًا من إعادتهم إلى بلدانهم الأصلية.
وتنظم فرق منظمة أطباء بلا حدود بعثات إنقاذ منتظمة لمساعدة أولئك الذين ضلوا طريقهم أو تُركوا في الصحراء. ومن خلال دعم العديد من المراكز الصحية المتكاملة والعيادات المتنقلة في منطقة أغاديز، توفر المنظمة الرعاية الصحية المجانية، والدعم النفسي والاجتماعي، والإحالات للحالات المعقدة، والإجلاء في حالات الطوارئ للعلاج العاجل.
وتدعو أطباء بلا حدود السلطات الإقليمية وشركاءها إلى إيجاد استجابات إنسانية وعاجلة ومناسبة ومستدامة لمعاناة المهاجرين الذين تم ترحيلهم من الجزائر وليبيا إلى صحراء منطقة الساحل.
مهاجر نيوز 2022