النخب السياسية والاقتصادية تناقش تحديات العالم في دافوس

تلتقي النخب الاقتصادية والسياسية في العالم اعتبارا من يوم غد الأربعاء في منتجع دافوس السويسري في إطار المنتدى الاقتصادي العالمي الذي سيناقش التحديات التي يواجهها العالم. ويعقد اكثر من 2400 مشارك من 90 دولة بينهم 24 رئيس دولة وحكومة و85 وزيرا، بين 24 و28 يناير / كانون الثاني اجتماعات مخصصة لبحث مواضيع تتراوح بين العراق والتغييرات المناخية وحتى مكانة الديانات في المجتمعات الحديثة. ودعا كلاوس شفاب، مؤسس المنتدى، انه ينبغي تقويم التحديات ووضع الاولويات ومناقشة الحلول المحتملة". ويعول على الأجواء البعيدة عن البروتوكول في المنتدى، حيث أن ربطات العنق محظورة.

ويخصص حوالى 15 اجتماعا لموضوع ارتفاع حرارة الأرض وحده، وهي مسألة استفادت من ارتفاع الوعي بين سكان الكرة الأرضية في 2006، كما يقول المنظمون للملتقى. وسيحتل موضوع المناخ حيزا واسعا في كلمة المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل التي ستعرض عند افتتاح المنتدى اولوياتها لرئاسة مجموعة الدول الثماني الأكثر تصنيعا في العالم والاتحاد الأوروبي.

التحديات الاقتصادية في عالم اليوم

إضافة الى كل ما سبق يناقش المنتدى كذلك مستقبل المفاوضات حول النظام التجاري العالمي الجديد مع مشاركة نحو ثلاثين وزيرا من دول أعضاء في منظمة التجارة العالمية في 27 يناير/ كانون الثاني. وهذا الاجتماع، وهو الأول منذ تعليق المفاوضات في تموز/يوليو الماضي، قد يؤدي إلى وضع جدول زمني لاستئنافها.

وفي توصيفه للوضع الاقتصادي السائد في عالم اليوم يقول شفاب "إننا نشهد اكثر واكثر عالما يعاني من انفصام. فالاقتصاد في وضع جيد والانطباع جيد لكن مع كل ذلك فالمخاطر والتحديات والاختلالات كثيرة. اننا نعيش في عالم خطير جدا." ويدلل شفاب على هذا الوضع من خلال نتائج دراسة استطلاع للرأي أجراه معهد غالوب نهاية العام 2006 لحساب المنتدى وشمل 55 الف شخص في 60 دولة، حيث أشارت هذه النتائج الى ان 48 في المائة من سكان العالم يعتبرون ان أولادهم سيعيشون في عالم اقل أمانا بينما عبر 30 في المائة عن تشاؤمهم من المستقبل. الجدير بالذكر في هذا السياق ان دراسة نشرت مطلع الشهر الحالي أظهرت أن الخبراء الذين يجمعهم المنتدى خلصوا الى ان المخاطر التي تشكلها البيئة على الاقتصاد العالمي بجانب الأمراض والإرهاب او حتى أسعار النفط قد زادت العام الماضي بشكل ملموس.

لقاء بين ميركل وعباس

يأمل المنتدى بتسهيل الحوار بين العراقيين، حيث ينتظر مشاركة عدد من كبار المسؤولين العراقيين بينهم نائبا الرئيس عادل عبد المهدي وطارق الهاشمي. وبشأن الشرق الأوسط يعول منتدى دافوس على رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس ونائب رئيس الوزراء الاسرائيلي شيمون بيريز الذي ترافقه وزيرة الخارجية تسيبي ليفني. في هذا السياق اعلن امس في برلين ان المستشارة الألمانية انجيلا ميركل سوف تلتقي الرئيس الفلسطيني على هامش المنتدى ومن المتوقع ان يتم بحث رغبة ألمانيا في إحياء دور اللجنة الرباعية وعملية السلام في المنطقة.

كذلك اعلن عن مشاركة رئيس الوزراء اللبناني فؤاد السنيورة فضلا عن الأمين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى. وبين المدعوين كذلك المسؤولون الدوليون الذين يبرز نجمهم مثل غوردون براون ،الذي سيخلف على الارجح توني بلير، اضافة الى المرشح الأوفر حظا للفوز بالانتخابات الرئاسية الروسية في 2008 ديمتري ميدفيديف. لكن المرشحين الى الانتخابات الرئاسية الفرنسية سيغيبان عن المنتدى، اذ يؤكد شفاب ان منتدى دافوس لا يريد ان يشهد "مسابقة جمال" قبل اشهر قليلة على الاقتراع الفرنسي.