النساء يقتحمن عالم الألعاب الإلكترونية لكن بمتطلبات مختلفة
١٨ أغسطس ٢٠١٢يبدو الإشراق على وجه كورنليا غيبرت وهي تفتح بابا مملكتها الخاصة في هذا المبنى القديم الواقع بحي شونِبرغ البرليني حيث تعمل مع ستة من زملائها على تصميم عالم جديد مليء بالألوان المبهجة لكنه لا يخلو في الوقت نفسه من الغموض والتعقيد. وتعمل غيبرت كمصممة ألعاب إلكترونية فهي تبتكر ألعابا جديدة لهذه السوق التي تشهد نموا متزايدا.
وتشير الإحصائيات إلى أن ثلث الألمان يلعبون بانتظام الألعاب الإلكترونية سواء على الكمبيوتر أو الأجهزة المصنوعة خصيصا للألعاب. ومع الوقت اختفت الصورة التقليدية للشباب الذي يقبل على هذه الألعاب فالأمر لم يعد قاصرا على فئة عمرية معينة كما لم يعد حكرا على الرجال. وتمثل النساء نسبة النصف تقريبا من إجمالي "اللاعبين" لكن للنساء اللاعبات مطالب معينة في الألعاب وهو الأمر الذي تعرفه غيبرت جيدا.
النساء يقبلن على "الألعاب الاجتماعية"
الأنشطة الجماعية والاسترخاء تأتي في المقدمة عند النساء كبديل لألعاب المنافسة والألعاب العنيفة لذلك تفضل النساء ما يطلق عليه "الألعاب الاجتماعية" مثل زراعة حدائق افتراضية على موقع الفيسبوك مع أصدقائهن أو تخليص المدن من الأشباح.
وعن نوعية الألعاب المفضلة لدى النساء تقول مصممة الألعاب غيبرت: "الجو العام للعبة مهم جدا للمرأة فهو يجب أن يكون مريحا". وتلعب بعض التفاصيل الصغيرة مثل الأصوات أو تنسيق الإضاءة دورا مهما لدى النساء في اختيار الألعاب المفضلة لديهن.
ولدى غيبرت خبرة جيدة في التعامل مع الألعاب فهي تلعب جميع الألعاب منذ طفولتها بما فيها الألعاب العنيفة التي يتعين فيها عليها قتل اللاعبين الآخرين لكن هذا لا يعني أنها تفضل هذه الألعاب فغيبرت تميل أكثر للألعاب الهادئة.
فرص عمل جديدة
تواجه شركات تصنيع الألعاب الإلكترونية تحديا كبيرا لتلبية الذوق النسائي في الألعاب، إذ أن معظم مطوري هذه الألعاب من الرجال. ورغم ارتفاع عدد النساء العاملات في هذا القطاع خلال الأعوام الأخيرة إلا أنه لم يتجاوز حاجز الـ 20% ، بحسب الرابطة الاتحادية للصناعات الترفيهية. وتحاول شركات الألعاب الإلكترونية تغيير هذا الوضع لذلك تسعى لاجتذاب عمالة نسائية شابة.
ويبدو مستقبل العمل في هذه الشركات جيدا فهناك 250 شركة متخصصة في تطوير أو بيع الألعاب الإلكترونية على مستوى ألمانيا. وتبحث الشركات عن موظفين جدد لاسيما في مجال البرمجة إذ أن هناك العديد من الوظائف التي مازالت بحاجة لمن يشغلها.
وبهدف سد هذه الثغرة تحاول العديد من المنشآت التعليمية تقديم برامج تدريب مهني لتأهيل الشباب للحصول على هذه الوظائف. وفي الوقت الحالي تقدم أكثر من 40 منشأة خاصة وعامة برامج دراسية وبحثية تدور حول موضوع الألعاب الإلكترونية.
"أفضل وظيفة في العالم"
وتعد "أكاديمية الألعاب" في برلين الأقدم في ألمانيا. وهنا خطت غيبرت أولى خطواتها في هذا المجال قبل عشرة أعوام عندما تقدمت وهي في الثامنة عشرة من عمرها بطلب للحصول على منحة في الأكاديمية بعد أن أنهت دراستها للرسم الكاريكاتوري. وحصلت غيبرت على المنحة مع شابة واحدة فقط وتلقت تدريبها كمصممة ألعاب إلكترونية. لكن عمل غيبرت في وسط يهيمن عليه الرجال لم يزعجها على الإطلاق.
وأسست غيبرت مع زميلها بوريس مونسر شركة صغيرة خاصة بهما أطلقت عليها اسم "جو- ماي". وحملت أول لعبة طورتها الشركة اسم "كويوتل".
ولا تفهم غيبرت سر قلة عدد النساء العاملات في هذا المجال وتقول: "أبتكر مع فريقي عالما جديدا وفريدا وهو أمر ممتع جدا..بالنسبة لي هذه أفضل وظيفة في العالم".
تريزا تروبر/ ابتسام فوزي
مراجعة: أحمد حسو