"الوفاء" فضيلة تتراجع في عالم كرة القدم بألمانيا
١٩ سبتمبر ٢٠١٧لقد ولَّت ومنذ مدة طويلة في ألمانيا أوقات كان اللاعب يربتط فيها بناد واحد في مسيرته، ويعيش خلالها قنوعا بحياة بسيطة مثل أوفى زيلر، الذي قضى 26 عاما في هامبورغ، وفريتس فالتر، الذي بقي في كايزرسلاوترن 30 عاما كناشيء وكلاعب محترف.
اللعب لـ14 ناديا في مدة قصيرة
وحالة المهاجم البرازيلي جوناثاس، لم تعد حالة فريدة. فاللاعب صاحب الـ28 عاما تنقل حتى الآن بين 14 ناديا بداية من بلده البرازيل ثم هولندا، وخمسة أندية في إيطاليا واثنين في إسبانيا وروبين كازان الروسي قبل أن تحط رحاله هذا العام في هانوفر الألماني. ومثله أيضا المجري بيتر غولاتشي، حارس مرمى ريد بول لايبزيغ، الذي لعب حتى الآن لـ14 ناديا رغم أن سنه 27 عاما فقط. وياروسلاف دروبني (37 عاما) حارس فيردر بريمن، الذي لعب لـ13 ناديا، وغيرهم من اللاعبين.
وفي مقابل هؤلاء يقف رومان فايدنفيلر، حارس دورتموند المخضرم، كأثر اللاعبين وفاء لفريقه حالياً في ألمانيا حيث يلعب في دورتموند منذ أكثر من 15 عاماً.
بايرن ودورتموند الأكثر استقراراً
وتقول مجلة كيكر الألمانية في عدد هذا الأسبوع "إن اللاعبين المحترفين لم يعودوا رياضيين فقط وإنما أيضا مجالات للاستثمار وكتلا متحركة وأدوات للإعلان، وبذلك يكونون جزءً من تجارة تثري الجميع، في حالتها المثلى."
ونتيجة لهذا كله فإن أندية دوري الدرجة الأولى "بوندسليغا" والدرجة الثانية في ألمانيا، وعددها 36 ناديا، بها 934 لاعبا أصبح متوسط بقاء اللاعب في ناد من الأندية هو 1.8 عاما، أي أقل من عامين، وفقا لنظرة ألقتها مجلة كيكر على عام 2017.
نادي بايرن ميونيخ يبقى به اللاعب 3.28 سنة وهو بذلك أكثر الأندية في ألمانيا استقرارا من حيث كادر اللاعبين، يليه دورتموند، الذي يبقى به اللاعب في المتوسط 2.64 من السنوات. ويرى توماس أيشين، وهو لاعب وإداري سابق، ووكيل أعمال حاليا أن هذا ليس صدفة "فدورتموند وميونيخ لا يتحتم عليهما تحقيق عائدات انتقال على عكس أندية أخرى تعيش قبل كل شيء على عائدات الانتقال"، حسب ما قال لكيكر.
ويضيف المدافع السابق يورغن كولر، الفائز مع ألمانيا بمونديال 1990، والذي لعب لدورتموند وبايرن أيضا "ببساطة لا توجد أسباب كثيرة للرحيل عن الناديين".
النجاح والاستقرار علاقة متبادلة
وبالنسبة لبايرن خصوصا فإنه تكاد لا توجد تقريبا فرصة للاعب، الذي يغادره، لكي يحسن من مستواه الرياضي. ولذلك بإمكان نجوم عالميين مثل مانويل نوير البقاء طويلا في بايرن "فالنجاح والاستدامة علاقتهما تبادلية: اللاعبون يبقون (في النادي) بسبب نجاحه والنجاح يبقى (في النادي) بسبب بقاء اللاعبين"، تقول كيكر.
وفي مقابل بايرن ودورتموند هناك أندية عديدة تعتمد على كثرة التغيير والتبديل من أجل الحصول على المال، مثل فرايبورغ، الذي يشتري مثلا لاعبين بأسعار بسيطة ثم يبيعها ويكسب فيها الكثير. غير أن هناك أندية أيضا تضطر لبيع لاعبيها، حتى الذين تربوا داخل أوروقة النادي بسبب مصاعب مالية.
وهناك أيضا لاعبون يسعون لتغيير أنديتهم وخصوصا مثلا عندما يكون الفريق معرضا للهبوط من البوندسليغا إلى الدرجة الثانية أو من الثانية إلى الثالثة وهكذا. لكن هناك من يسعى للانتقال إلى ناد أكبر لتحقيق التطور الرياضي والمكسب المادي، وهذا عادة أهم سبب لدى اللاعب للانتقال.
صلاح شرارة