اليمن: اتفاق للتهدئة بين الحوثيين وقبائل حاشد
٩ يناير ٢٠١٤نقلت وكالة فرانس بريس عن وكالة الأنباء اليمنية سبأ ومصادر قبلية التوصل إلى وقف لإطلاق النار أمس الأربعاء (8 يناير/ كانون الثاني 2014) بين الحوثيين الشيعة ومقاتلين من قبائل حاشد بشمال صنعاء، بعد ثلاثة أيام من المعارك العنيفة. وأضافت الوكالة أن الطرفين وافقا أيضا على نشر مراقبين للإشراف على الهدنة على أن يخلي المسلحون مواقعهم صباح الخميس.
وخلال الأشهر الماضية، تمددت رقعة المعارك بين الحوثيين وخصومهم من السلفيين وآل الأحمر الذين يتزعمون تاريخيا قبائل حاشد، في محافظات الجوف على الحدود مع السعودية وحجة على البحر الأحمر وعمران في شمال صنعاء إضافة إلى ارحب في شمال صنعاء ومعقل الحوثيين في صعدة. وتحالف قبائل حاشد هو الأكثر نفوذا تاريخيا في اليمن وشكل السند الأقوى للحكم في صنعاء، وهو بزعامة أبناء الشيخ القبلي الراحل عبدالله الأحمر.
وقال مصدر قبلي بارز لوكالة فرانس برس إن الحوثيين، المتهمين من قبل خصومهم بتلقي الدعم من إيران، "أسقطوا خلال الأشهر الماضية مناطق في الجوف ويحاولون السيطرة على عاصمة المحافظة مدينة الحزم"، إلا أن "القبائل تمكنوا من إحراز تقدم في الأيام الأخيرة وإخراج الحوثيين من بعض المناطق". كما ذكر المصدر أن محافظة "حجة (غرب صعدة) شبه موالية لهم وباتت هادئة" بعد سريان هدنة سعت من أجلها لجنة وساطة رئاسية، فيما "يستمر القتال في دماج"، وهي المنطقة التي فيها مركز يضم آلاف السلفيين في قلب صعدة. إلا أن المعارك الأكبر دارت في محافظة عمران شمال صنعاء، خصوصا في معاقل قبائل حاشد. وذكر المصدر القبلي أن الحوثيين "يحاولون إخضاع القبائل لنفوذهم"، مشيرا إلى أنهم "نجحوا في استقطاب أجنحة من فروع قبائل حاشد، بسبب رفض هذه الأجنحة لسيطرة آل الأحمر" ما أسفر عن "أول انقسام في حاشد في تاريخها".
وترى أوساط سياسية في صنعاء أن الحوثيين يريدون بسط نفوذهم في شمال غرب البلاد ليكونوا القوة المسيطرة على الإقليم الشمالي الغربي في صيغة الأقاليم الستة المطروحة للدولة الاتحادية المزمع إقامتها في اليمن بموجب الحوار الوطني الذي تشهده البلاد. وسيتمتع هذا الإقليم في حال قيامه بميناء على البحر الأحمر في حجة بأهمية استراتيجية بسبب حدوده مع السعودية وقربه من صنعاء، فضلا عن مؤشرات لاكتشافات نفطية في الجوف بحسب هذه الأوساط.
ح.ز/ ف.ي (أ.ف.ب)