اليمن- قلق أممي على المدنيين مع تصاعد معارك الحديدة
٦ نوفمبر ٢٠١٨مع تواصل المعارك في محيط مدينة الحديدة اليمنية (الثلاثاء السادس من تشرين الثاني/ نوفمبر 2018) بين القوات الموالية للحكومة والميليشيات الحوثية، يتزايد القلق على أرواح السكان الذين وجدوا أنفسهم عالقين وسط الحرب.
وفي هذا السياق، حذّرت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسف) من أن هذه المعارك تهدّد خصوصا حياة 59 طفلا يمنيا يتلقّون العلاج في أحد مستشفيات الحديدة المطلة على البحر الأحمر.
وقالت المنظمة في بيان تلقت وكالة فرانس برس نسخة منه إنّ "المواجهات الكثيفة في مدينة الحديدة (...) أصبحت قريبة بشكل خطير من مستشفى الثورة، ما يعرضّ حياة 59 طفلا، بينهم 25 في العناية الفائقة، لخطر الموت".
وأضافت "أكّد أعضاء الجهاز الطبي والمرضى في المستشفى أنهم يسمعون أصوات انفجارات عنيفة واطلاق نار. كما أن حركة الدخول والخروج من المستشفى، الوحيد الذي لا يزال يعمل في المنطقة، أصبحت عرضة للخطر".
يعاني بعض الأطفال الذين يتلقّون العلاج في المستشفى، من سوء التغذية، وفقا للمنظمة.
ويقع المستشفى في جنوب المدينة بالقرب من مينائها الاستراتيجي الذي تمر عبره غالبية المساعدات والمواد التجارية والغذائية ويعتبر شريان حياة لملايين السكان.
ويشهد محيط مدينة الحديدة منذ الخميس معارك عنيفة بين القوات الموالية للحكومة والمدعومة من تحالف عسكري بقيادة السعودية، والميليشيات الحوثية المتهمة بتلقي الدعم العسكري من إيران.
من جانبها، قالت منظمة "أطباء بلا حدود" في تغريدات على موقعها على تويتر اليوم إن "حدة العنف والمعارك الأرضية والقصف الجوي والبحري" اشتدت منذ الخميس الماضي، وان "خطوط الجبهات" تقترب "من المناطق المدنية والمرافق الصحية".
وتحدّثت المنظمة عن حركة نزوح لمدنيين غادروا الحديدة نهاية الأسبوع "بينما تفيد تقارير بأنّ هنالك آخرين عالقين داخل المدينة بسبب المعارك اليومية التي تزداد بسببها مخاوف وقوع المدينة تحت الحصار".
وكانت منظمة "سيف ذي تشيلدرن" أعربت الاثنين عن "قلقها الشديد" من القتال في الحديدة، داعية إلى وقف فوري لإطلاق النار.
وقال مدير اليمن في المنظمة تامر كيرولوس في بيان إن "هذا التصعيد الخطير على أهم مدينة وميناء في اليمن قد يضع عشرات آلاف الأطفال في خط النار ويزيد من تضييق الخناق على إيصال الغذاء والدواء إلى بلد نقدر أن الجوع الشديد والمرض فيه يقتلان ما معدله 100 طفلٍ يومياً".
وكانت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف) حذّرت الأحد من أن "اليمن اليوم جحيم حي" مطالبة أطراف النزاع بوقف الحرب في هذا البلد. كما حذّرت الأمم المتحدة من أن 14 مليون شخص قد يصبحون "على شفا المجاعة" خلال الأشهر المقبلة في حال استمرت الأوضاع على حالها في هذا البلد.
على صعيد متصل أعلنت المفوضية الأوروبية، اليوم، إضافة 90 مليون يورو كمساعدات إنسانية للمدنيين في اليمن "إذ أن البلد الذي مزقته الحرب يغرق في أسوأ أزمة جوع عالمية". وقال كرستوس ستيليانديز، مفوض المساعدات الإنسانية وإدارة الأزمات في بيان أطلعت عليه وكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ): "نخوض سباقا مع الزمن لتجنب المجاعة في اليمن. لذا يرفع الاتحاد الأوروبي من مساعداته الإنسانية المنقذة للأرواح إلى الشعب اليمني". وأشار إلى أن قرابة 8 مليون شخص مستضعف سيستفيدون من هذا التمويل الإضافي "والذي سيغطي احتياجات التغذية والصحة والصرف الصحي والحماية - بالإضافة إلى احتياجات أخرى، ورغم ذلك فإن السبيل الوحيد لوقف هذه المأساة الإنسانية هو من خلال حل سياسي يضع حدا للعنف."
وأكد المفوض ستيليانديز على ضرورة أن تراعي أطراف النزاع القانون الإنساني الدولي ومن ذلك ضمان وصول المساعدات الإنسانية إلى المحتاجين وعدم استهداف المدنيين وموظفي الإغاثة.
م.م/ ع.ج.م ( أ ف ب، د ب أ)