بيلاروس ـ المرأة التي أحرجت لوكاشنكو في الداخل والخارج
٩ أغسطس ٢٠٢٠بدأ الناخبون في روسيا البيضاء الأحد (التاسع من أغسطس/ آب 2020) التصويت في انتخابات قد تزعزع عرش الرئيس ألكسندر لوكاشينكو الذي وصفته واشنطن بأنه "آخر دكتاتور في أوروبا"، لكن دون أن تزيحه من السلطة.
ففي حكم المؤكد سوف يفوز لوكاشينكو (65 عاما) بسادس ولاية رئاسية على التوالي لكنه قد يواجه موجة احتجاجات جديدة وسط غضب إزاء تعامله مع وباء فيروس كورونا والاقتصاد وسجل حقوق الإنسان.
ومن المتوقع أن تحصل سفيتلانا تيخانوفسكايا منافسته في الانتخابات والحديثة العهد على الساحة السياسية بدعم شعبي قوي.
وقد وضع بعض الناخبين المتوجهين إلى مراكز الاقتراع التي فتحت أبوابها عند الساعة الثامنة صباحا بالتوقيت المحلي سوارا أبيض للتعرف عليهم بطلب من مرشحة المعارضة التي دعتهم أيضا إلى التزام الحذر من عمليات التزوير.
وبذلت سلطات بيلاروس (روسيا البيضاء) جهودا مضاعفة من أجل الحد من تأثير تيخانوفسكايا. وقد قامت بتوقيف رئيسة حملتها السبت، وتتحدث منذ نهاية تموز/ يوليو عن مؤامرة المعارضة ومرتزقة روس لإشعال البلاد.
لكن منافسة لوكاشنكو (64 عاما) التي تعمل أساسا مدرسة للغة الانكليزية وتبلغ من العمر 37 عاما، صمدت مع أنها "تشعر بالخوف كل يوم"، كما ذكرت قالت. وفي تسجيل فيديو وضع السبت على الانترنت قالت تيخانوفسكايا لمؤيديها "شكرا لدعمكم ولثقتكم (...) لنستيقظ على بلد جديد"، مدينة الاعتقالات التي جرت في الأيام الأخيرة، وداعية للحذر من عمليات التزوير.
وفي مقابلتها مع فرانس برس الجمعة، رحبت المعارضة بـ"استيقاض" بيلاروس بعد 26 عاما من حكم النظام الاستبدادي لالكسندر لوكاشنكو.
نتيجة محسومة؟
في الوقت ذاته أكدت الأخيرة أنه ليست لديها "أوهام" بشأن النتيجة لأن "عمليات تزوير مشينة" جرت خلال التصويت المبكر الذي نظم من الثلاثاء إلى السبت واقترع خلاله حوالى ثلث الناخبين، في ظل خفض عدد المراقبين المستقلين إلى أدنى حد واتهامات النظام لأوروبا وروسيا بالتدخل في الانتخابات.
في المقابل، تعهّد لوكاشنكو في برنامجه الانتخابي بتعزيز العلاقات بين بيلاروس ودول أخرى. وأكد أنه منذ تسلّم السلطة "ونحن نبني بيتنا المشترك بيلاروس مع نوافذ تطل شرقا وغربا".
في ذات الوقت أعلن لوكاشنكو مؤخرا توقيف 33 روسيا اتهمتهم أجهزة الأمن بالتخطيط مع المعارضة للقيام بأعمال شغب واسعة.
ولم تعترف منظمة الأمن والتعاون في أوروبا بأي انتخابات في بيلاروس على أنها حرّة ومنصفة منذ العام 1995.
ومن شأن الحملة الصارمة التي تباشرها السلطات حاليا ضد المعارضة إلى الإضرار بمحاولات الرئيس إصلاح الروابط مع الغرب في ظل توتر مع روسيا الحليف التقليدي لبلاده والتي سعت للضغط على مينسك للدخول في اتحاد اقتصادي وسياسي أوثق.
و.ب/ح.ز (رويترز، أ ف ب)