انطلاق الحوار بين "النهضة" ومعارضيها لإنهاء الأزمة السياسية
٥ أكتوبر ٢٠١٣بدأ حزب حركة النهضة الحاكم في تونس ومعارضوه العلمانيون محادثات هامة اليوم السبت (الخامس منتشرين الثاني/ أكتوبر 2013) تستهدف تمهيد الطريق أمام تشكيل حكومة انتقالية وإنهاء الجمودالسياسي في البلاد. وتشهد تونس أزمة منذ عدة أشهر بعد اغتيال زعيم معارض وهو ما فجر احتجاجات وهدد مسار التحول الديمقراطي في البلاد.
ووقع الائتلاف الحاكم بقيادة حزب النهضة اتفاقا مع المعارضة اليوم السبت لتشكيل حكومة انتقالية وبموجب الخطة ، سوف يفسح الائتلاف بقيادة حزب النهضة الذي جاء إلى السلطة منذ تشرين أول/أكتوبر عام 2011 المجال لمجلس وزراء مستقل سياسيا يتولى الحكم حتى إجراء الانتخابات. ويحدد الاتفاق جدولا زمنيا محدد بثلاثة أسابيع لتشكيل حكومة انتقالية من خبراء مستقلين . وفي ظل الاتفاق يتم تعيين رئيس وزراء بحلول نهاية الأسبوع الذي سيكون أمامه أسبوعين لتشكيل مجلس وزراء .
وبعد ذلك يعتزم الإسلاميون الانسحاب من الحكومة. وسوف تتمثل المهمة الأكثر أهمية للحكومةالانتقالية في الإعداد للانتخابات.
ومازالت المفاوضات تشهد تعقيدات، لكن حزب النهضة الإسلامي المعتدل وافق على التنحي في نهاية المحادثات التي تستمر ثلاثة أسابيع لاتخاذ قرار بشأن تشكيل حكومة انتقالية وتحديد موعد لإجراء انتخابات جديدة. وقالت مي الجريبي وهي زعيمة حزب علماني معارض في المحادثات التي جرت بوسط العاصمة التونسية إن هناك نوع من التوازن الهش ويتعين العمل على إيجاد توافق.
وتفجرت الاضطرابات في يوليو تموز بعد مقتل زعيم معارض آخر وهو ثاني قيادي علماني يتعرض للاغتيال على ايدي متشدين إسلاميين هذا العام. واتهمت أحزاب المعارضة حزب النهضة بالتهاون مع ممارسات الإسلاميين المتشددين وطالبت باستقالة الحكومة التي يقودها ضمن إئتلاف يضم حزبين علمانيين.
وقال الرئيس المؤقت المنصف المرزوقي في خطاب ألقاه خلال الجلسة التي حضرها رئيسا الحكومة والمجلس الوطني التأسيسي اليوم السبت إن "تجاوز إشكال اليوم يعتبر نذير خير"، محذرا من أن الفشل في الحوار يهدد الوضع الأمني والاقتصادي في البلاد ومواطن رزق مئات الآلاف من التونسيين. وأضاف المرزوقي"أنا متفائل وعلى ثقة من التوافق"، داعيا الطبقة السياسية إلى سرعة إتمام هياكل الدولة بأقصى سرعة والأخذ بعين الاعتبار المخاطر الإرهابية التي تهدد تونس.
فيما دعا حسين العباسي الأمين العام للاتحاد العام التونسي للشغل (المركزية النقابية القوية) إلى "اختصار آجال هذا الحوار". وقال العباسي "لكي نضمن للحوار (المفاوضات) الجدية المطلوبة والمصداقية المنشودة، من الضروري الحرص على اختصار آجال هذا الحوار وخاصة إضفاء الصبغة الإلزامية والقانونية على نتائجه، حتى لا تبقى مجرد إعلان نوايا لا غير".
وكان اتحاد الشغل طرح مع 3 منظمات أهلية أخرى بينها منظمة أرباب العمل الرئيسية ورابطة حقوق الانسان وهيئة المحامين، "خارطة طريق" على المعارضة والائتلاف الثلاثي الحاكم لإخراج البلاد من الأزمة. وتنص خارطة الطريق التي أعلنت المعارضة والحكومة القبول بها، بالخصوص على استقالة الحكومة الحالية التي يرأسها علي العريض القيادي في حركة النهضة، لتحل محلها حكومة كفاءات غير متحزبة، لا يترشح أعضاؤها في الانتخابات المقبلة.
ع.خ/ م. س (د.ب.ا، ا.ف.ب)