انطلاق حملة الانتخابات الرئاسية والتشريعية في السودان
١٣ فبراير ٢٠١٠
بعد تأجيلها مرتين انطلقت السبت أول حملة انتخابية منذ ما يقارب ربع قرن في السودان، أكبر بلاد القارة السمراء. ويشارك في الحملة الرئيس عمر البشير بصفته مرشحاً للاقتراع الرئاسي. وسيواجه البشير 11 مرشحا في الانتخابات الرئاسية، بينهم ياسر عرمان ذو التوجه العلماني المتحدر من شمال السودان وممثل الحركة الشعبية لتحرير السودان، والصادق المهدي زعيم حزب الأمة (القومي) الذي أطاح به البشير سنة 1989. من ناحية أخرى فإن نحو أربعة عشر ألف مرشحاً ( حزبيا ومستقلا) يتنافسون علي ألفي موقع تنفيذي وتشريعي، حسبما ذكرت الإذاعة السودانية.
ويُفترض أن يستفيد عرمان من دعم كبير في جنوب السودان والصادق المهدي في بعض مناطق الشمال، لكن يصعب التكهن بالنتيجة في بلد تغيب عنه استطلاعات الرأي، ولم يخض اقتراعا حقيقيا منذ 1986. وقد أخذ حزب البشير على محمل الجد عملية تسجيل الناخبين في اللوائح الانتخابية في نوفمبر (تشرين الثاني) وديسمبر (كانون الأول)، وقام بتسجيل أكبر عدد ممكن من أنصاره.
من ناحية أخرى قاطع عملية التسجيل معظم سكان مخيمات دارفور (غرب) الذين يعتبرون مناهضين للحكومة، وهم بالتالي لن يشاركوا في الاقتراع. ويواجه البشير اتهامات باستخدام أجهزة الدولة لصالحه. في هذا الصدد قال مبارك عبد الله الفاضل مرشح حزب الأمة ـ الإصلاح والتجديد لـ"فرانس برس" إن "المؤتمر الوطني (حزب البشير) يعول على جهاز الدولة وأموال الحكومة".
كارتر يستبعد فوز البشير من أول جولة
لكن رغم كل ذلك استبعد الرئيس الأميركي الأسبق جيمي كارتر أن يفوز البشير في الجولة الأولى من الاقتراع. ويقود كارتر مركزاً يحمل اسمه يمثل بعثة المراقبة الوحيدة التي تتابع الانتخابات السودانية من البداية، غير أن فرق مراقبة من الاتحاد الأوروبي والاتحاد الأفريقي والصين وجهات أخرى ستنضم إليها قريباً. وقال كارتر للصحفيين خلال زيارة لجنوب السودان "إذا لم يحصل أحد على الأغلبية المطلقة فستجرى جولة إعادة في مايو/أيار، وأعتقد أن هذا مرجح بدرجة كبيرة." وإذا لم يحصل أي مرشح للرئاسة على أكثر من 50 في المائة من الأصوات وهي النسبة اللازمة للفوز من الجولة الأولى فسيتواجه المرشحان الحاصلان على أعلى الأصوات في جولة الإعادة.
وحذرت المعارضة السودانية من أن القوانين غير الديمقراطية وانتشار التلاعب سيجعلان الانتخابات غير حرة أو نزيهة، غير أن الغالبية قررت خوض الانتخابات على أي حال، لكن البعض ترك الباب مفتوحا أمام احتمال مقاطعتها في اللحظات الأخيرة. وأعلنت عدة أحزاب من المعارضة أنها ستتوحد خلف المرشح الذي سيواجه البشير في جولة الإعادة. ومن المقرر أن يعقب الانتخابات استفتاء بالجنوب في يناير/كانون الثاني 2011، ويتوقع أغلب المحللين أن تخرج نتيجته مؤيدة لانفصال الجنوب. وتعد الانتخابات والاستفتاء من النقاط الرئيسية في اتفاق السلام الذي وقع في 2005 بين الشمال والجنوب وأنهى أكثر من 20 عاما من الحرب الأهلية.
(س ج / د ب أ/ أ ف ب/ رويترز)
مراجعة: عبده جميل المخلافي