انطلاق مؤتمر الرياض حول مستقبل سوريا بمشاركة عربية ودولية
١٢ يناير ٢٠٢٥على مستوى وزراء الخارجية، يُعقد اليوم الأحد (12 كانون الثاني/ يناير 2024)، مؤتمر في العاصمة الرياض حول الوضع في سوريا بعد سقوط نظام بشار الأسد.
وقال مسؤول سعودي لوكالة فرانس برس السبت إن القمة ستعقد في جلستين، الأولى ستجمع مسؤولين عربا، والثانية ستكون بمشاركة أوسع تشمل تركيا وفرنسا والاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة.
ويأتي هذا الاجتماع في وقت يسعى فيه رئيس الإدارة الجديدة في دمشق أحمد الشرع، الذي سيطرت قواته مع فصائل معارضة مسلحة على دمشق وأطاحت بحكم الأسد الشهر الماضي، إلى تخفيف العقوبات الغربية عن البلاد، والتي فرضت بسبب الجرائم الشنيعة التي قام بها نظام الأسد بحق شعبه ما أشعل فتيل حرب أهلية دامت نحو 13 عاما.
وتعتبر السعودية اجتماعات الأحد امتدادا للمحادثات حول سوريا ما بعد الأسد التي عقدت الشهر الماضي في العقبة بالأردن.
وأعلنت وكالة الأنباء السعودية الرسمية "واس" السبت، عن وصول وزير الخارجية السوري أسعد الشيباني إلى الرياض للمشاركة في القمة، إلى جانب وزراء خارجية تركيا، والدول الأعضاء في مجلس التعاون الخليجي، والعراق ولبنان والأردن ومصر وبريطانيا وألمانيا، فيما تقتضر مشاركة الولايات المتحدة وإيطاليا على مستوى نائب وزير الخارجية.
وتحضر الاجتماع أيضا الممثلة العليا للشؤون الخارجية والسياسة الأمنية في الاتحاد الأوروبي كايا كالاس، والأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط، والأمين العام لمجلس التعاون الخليجي جاسم محمد البديوي، وجير بيدرسون المبعوث الأممي الخاص إلى سوريا.
رفع العقوبات
وتحضر وزيرة الخارجية الألمانية أناليا بيربوكإلى الرياض، بعدما زارت في وقت سابق دمشق والتقت بقيادات من حكومة تسيير الأعمال وعلى رأسهم أحمد الشرع. وحينها طرحت بيربوك خطة من ثماني نقاط بشأن سوريا، وتضمنت - من بين أمور أخرى - الانتقال السلمي إلى نظام سياسي يمنح الحقوق والمشاركة لجميع فئات المجتمع السوري، فضلا عن معالجة الجرائم القاسية التي ارتكبت في عهد الأسد.
كما حددت بيربوك شروطا واضحة لحصول البلاد على دعم من الاتحاد الأوروبي، موضحة أن ألمانيا والاتحاد الأوروبي يعتزمان المساعدة في ضمان أن يكون الفصل المستقبلي في سوريا سلميا وحرا، مشيرة في المقابل إلى أنه لا يوجد حتى الآن يقين بهذا الشأن، مع الإشارة إلى ضرورة إجراء حوار سياسي يضم جميع المجموعات العرقية والدينية، ويضم جميع المواطنين.
وفي السياق ذاته، قالت وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي كايا كالاس الجمعة إن التكتل الأوروبي "قد يبدأ" في رفع العقوبات إذا اتخذ حكام سوريا الجدد خطوات لتشكيل حكومة شاملة تحمي الأقليات.
الرياض تسعى إلى دعم استقرار سوريا
أما المملكة العربية السعودية، البلد المضيف، فتسعى إلى تنسيق دعم دولي لدعم انتقال سوريا ما بعد الأسد إلى مرحلة جديدة. ونقلت وكالة فرنس برس عن آنا جاكوبس من معهد دول الخليج العربية في واشنطن إن "هذه القمة "ترسل رسالة مفادها أن السعودية تريد أخذ زمام المبادرة في تنسيق الجهود الإقليمية لدعم تعافي سوريا". وأضافت "لكن السؤال الكبير هو كم من الوقت وكم من الموارد ستكرسها المملكة لهذا الجهد؟ وما هو الممكن مع بقاء عقوبات عدة سارية؟". وتضيف أن اجتماع الأحد من شأنه أن "يمنح الرياض فرصة لزيادة نفوذها مع الحكومة السورية الجديدة، وتنمية نفوذ أكبر في بلد تتمتع فيه تركيا وقطر بنفوذ أكبر".
في الوقت ذاته، تجدر الإشارة إلى أن السعودية لا تزال "حذرة" وفق مراقبين مقارنة بقطر وتركيا، اللتين كانتا أول من أعاد فتح سفارتيهما في دمشق بعد سقوط الأسد. ومع ذلك يقول عمر كريم، الخبير في السياسة السعودية في جامعة برمنغهام للفرنسية، إن الرياض "تتعامل بإيجابية" مع القادة الجدد في سوريا، وتتطلع إلى معرفة ما إذا كانوا قادرين على جلب الاستقرار و"السيطرة على العناصر الأكثر تطرفا في صفوفهم".
ح.ز/و.ب (أ ف ب، د ب أ)