اولمبياد بكين: أندرياس ديتمار يحلم بالميدالية الذهبية الرابعة
٢٦ يوليو ٢٠٠٨في أولمبياد أثينا 2004 أحرز المنتخب الأولمبي الألماني 49 ميدالية، كانت 13 منها من نصيب مُجذّفي الكانو. وإذا ما أخذنا الميداليات الذهبية بعين الاعتبار، فنكتشف أن ست ميداليات من أصل 13 ميدالية ذهبية كانت من نصيب مُجذّفي الكانو، أي ما يقارب نصف الحصيلة الذهبية للمنتخب الأولمبي الألماني.
إحدى هذه الميداليات الذهبية علّقها حول عنقه مُجذّف الكانو أندرياس ديتمار إثر فوزه بسباق الـ 500 متر. وهذا بعد أن كان فشل قبل يوم من ذلك في إحراز ذهبية سباق الألف متر، على الرغم من دخوله هذا السباق كأبرز المرشحين للفوز. لكن ديتمار مازال حتى يومنا هذا فخوراً بما حققه آنذاك. يقول ديتمار: "ما أفتخر به بشكل خاص هو أنني نجحت في تجاوُز فشلي في سباق الألف متر بسرعة كبيرة لأسجّل عودة قوية وموفقة بعد يوم واحد فقط من ذلك وأفوز بسباق الـ 500 متر. أعتقد أن الفضل في ذلك يعود بالدرجة الأولى لإرادتي القوية وتصميمي الكبير على عدم مغادرة المياه دون أن تكون الميدالية الذهبية في جيبي".
ثلاث ميداليات ذهبية أولها عام 1996
يتذكر الحائز على ثلاث ميداليات ذهبية أولمبية جيداً فوزه الأول في الأولمبياد الذي جاء عام 1996 حين أحرز ذهبية سباق الألف متر مع زميله في قارب الكانو الثنائي غونار كيرشباخ في أتلانتا. غير أن هذا الفوز كان ربما السبب في فشل ديتمار في الفوز بذهبية سباق الـ 500 متر الذي نُظّم في اليوم التالي، وذلك لأنه لم يستطع في تلك الليلة النوم من شدة فرحته بذهبية الألف متر. ما يعني أن نجم الكانو الألماني خاض سباق اليوم التالي وهو بالتأكيد في حالة إرهاق شديدة، ما يؤدي بالطبع إلى ضعف في التركيز.
وهذا ما ينبغي تفاديه الآن في بكين، لا سيما أن إبن الـ 36 ربيعاً يحلم بإحراز ميداليته الذهبية الرابعة ضمن الأولمبياد قبل أن يضع حداً لمسيرته الاحترافية. على الرغم من هذا الهدف المنشود سيتوجه ديتمار إلى آخر دورة أولمبية يُشارك فيها بأعصاب باردة وثقة عالية بالنفس. وقال مُجذّف الكانو الألماني الذي يعيش في مدينة نويبراندنبورغ في شرق ألمانيا إنه لن يضع نفسه تحت ضغط الفوز، لا سيما أنه سبق وفاز بثلاث ميداليات ذهبية أولمبية. وهذا ما يحلُم به رياضيون كثيرون في العالم.
الناشؤون المتحمسون يحتلون الأضواء
بعد اعتزال بيرغيت فيشر، صاحبة الرقم القياسي في الفوز بالميداليات الأولمبية ستُسلّط الأضواء في بكين على الناشئين من مُجذّفي الكانو، وبشكل خاص على فانه فيشر، إبنة شقيق بيرغيت، الفائزة مع زميلتها نيكول راينهارد بلقب بطولة العالم في سباق الكياك الثنائي.
وتعتبر إبنة الـ 21 ربيعاً من مدينة بوتسدام الألمانية واحدة من أعضاء المنتخب الأولمبي الألماني الأكثر حماساً وطموحاً. وهذا الخليط بين الرياضيين المخضرمين والناشئين يعتبره أندرياس ديتمار عنصراً أساسياً لضمان بقاء مستوى المنتخب الأولمبي الألماني للكانو على ما هو عليه. ويُشير ديتمار بشكل خاص إلى أن المنتخب الألماني يضم عدداً كبيراً من المتسابقين المتحمسين والطموحين، ما يعني أن هناك منافسة حادة بينهم تدفع كلاً منهم إلى تقديم أفضل ما لديه. ويتوقع ديتمار أن يُحرز متسابقو الكانو في أولمبياد بكين من 6 إلى 8 ميداليات.
كذلك متسابقو قوارب التجذيف الأخرى يطمحون إلى إحراز أكبر عدد مُمكن من الميداليات الأولمبية. لكن يبدو أن الهدف الذي وضعه الاتحاد لنفسه، وهو الفوز بـ 4 إلى 6 ميداليات، سيكون صعب المنال. فالعروض المتواضعة التي قدمها الفريق خلال الموسم الحالي لا توحي بذلك وتُثير تساؤلات كثيرة حول إمكانية تحقيق هذا الهدف الذي يبدو أنه مبالغٌ به بعض الشيء. وزادادت هذه التساؤلات بعد إقدام فريق التجذيف الثماني مؤخراً على تجريد مدربه ديتر غراهن من صلاحياته والتخلي عن خدمات المُجذّفين ممن أحرزوا لقب بطولة العالم عام 2006.
آمال كبير تُعلّق على الفريق الرباعي المزدوج للسيدات
يُعلق المنتخب الأولمبي الألماني آمالاً كبيرة على فريق التجذيف الرباعي المزدوج للسيدات الذي أحرز لألمانيا ذهبية هذا النوع من السباق 5 مرات متتالية منذ عام 1988. لذا من المنطقي جداً أن يتوجه هذا الفريق بقيادة كاترين بورون، الفائزة بأربع ميداليات ذهبية أولمبية، إلى بكين كأبرز الفرق المرشحة للفوز بذهبية هذا السباق.
علاء الدين موسى البوريني