بايرن ميونخ يستعيد عافيته بعد عودة قوية لـهدافه روبين
٢٦ يناير ٢٠١١بعد هزيمة هانوفر وماينتس وتعادُل بروسيا دورتموند ضمن منافسات الأسبوع الـ 19 اقترب حامل اللقب فريق بايرن ميونيخ بعض الشيئ من الصدارة، ليُحيي بذلك آماله الضئيلة في الدفاع عن لقبه، مع أن المسؤولين في الفريق البافاري أعلنوا أن هدفهم الرئيسي لم يعُد يكمُن في الدفاع عن لقب الدوري، بل في احتلال المركز الثاني على قائمة الدوري المؤهل مباشرة إلى دوري أبطال أوروبا.
لكن وبغض النظر عن ذلك يُعدّ فريق بايرن ميونخ، إلى جانب باير ليفركوزن، من أكبر الكاسبين من منافسات المرحلة الـ 19 للبوندسليغا، نظراً لفوزه الساحق على كايزرسلاوترن بخمسة أهداف لهدف وفوز ليفركوزن على مُضيفه بروسيا مونشينغلادباخ بثلاثة أهداف لهدف. فبهذه النتائج أصبح ليفركوزن أقرب منافسي فريق بروسيا دورتموند المتصدر على اللقب. وبهذه النتائج أيضاً عاد حامل اللقب إلى أجواء المنافسة على درع الدوري. لكن رحلة الدفاع عن اللقب تتطلب من البافاريين جهوداً كبيرة وتركيزاً عالياً في فترة يشهد فيها الفريق البافاري بعض التغييرات المفاجئة.
عودة قوية لروبين ورحيل فان بومل
فما لبث الفريق البافاري أن احتفل بعودة نجمه الهولندي آريين روبين بقوة إلى الملاعب، أعلن البافاريون بشكل مفاجئ انتقال نجمهم الهولندي الآخر مارك فان بوميل إلى فريق إي سي ميلان الإيطالي. وفي الفترة ذاتها تعرّض المدرب الهولندي لويس فان خال إلى انتقادات لاذعة من المدير الرياضي كرستيان نيرلنغر، وقبلها من رئيس النادي البافاري أولي هونيس.
ومن شأن نشوب خلافات بين المدرب والمسؤولين في إدارة النادي البافاري أن يؤثر سلباً على الفريق وأدائه على العشب الأخضر، وهو ما قد يكون له تداعيات على أهداف النادي في الموسم الحالي. ويُحمّل البعض في ميونخ مسؤولية النتائج المتواضعة ،التي حققها بايرن ميونخ في مرحلة ذهاب البوندسليغا والتي تسببت في تخلفه بداية إلى مراكز متدنية على قائمة الدوري، إلى المدرب لويس فان خال، الذي يتّهمه الكثيرون بالعناد وصلابة مواقفه وعدم أخذ آراء الآخرين بعين الاعتبار، حتى أن الكثيرين يُحمّلون فان خال مسؤولية انتقال النجم الهولندي الكبير مارك فان بومل إلى فريق إي سي ميلان الإيطالي.
فقائد بطل الدوري الذي فاز بثنائية الدوري والكأس ووصل إلى نهائي دوري أبطال أوروبا في الموسم الماضي فقد مكانه في التشكيلة الأساسية لبايرن ميونخ تحت قيادة المدرب فان خال. ولا أحد يستطيع إنكار الأداء القوي لفان بومبل والدور القيادي الذي قام به خلال الموسم الماضي الحافل بالنسبة للفريق البافاري، لكن المدرب فان خال له فلسفته الخاصة واستراتيجيته الكروية الخاصة به، ومن غير المرجح أن ينصاع فان خال إلى هذا أو ذاك، بل سيواصل خططه التي وضعها للفريق البافاري خلال الموسم الحالي.
فيردر بريمن يواجه خطر الهبوط
في حين يكافح فريق بايرن ميونخ العريق من أجل البقاء ضمن فرق الصدارة ومواصلة حلمه في الدفاع عن لقبه حتى آخر أسبوع من منافسات البوندسليغا، يواجه فريقٌ عريقٌ آخر حالياً مصاعب كبيرة، ألا هو فريق فيردر بريمن العريق الذي يبدو أنه ابتعد كثيراً عن مكانه الطبيعي ضمن فرق الصدارة وأصبح يعيش أجواءً قريبة من أجواء الفرق المهددة بالهبوط إلى دوري الدرجة الثانية. فباحتلاله المركز 14 برصيد 22 نقطة، لم يعُد يفصل فيردر بريمن عن مراكز الهبوط سوى 3 نقاط. وكل ذلك جاء بسبب سلسلة من النتائج المخيبة للفريق كانت آخرها هزيمته القاسية بصفر لثلاثة أهداف أمام فريق كولونيا ضمن منافسات الأسبوع الـ 19 للبوندسليغا.
وما يُثير قلق المسؤولين في إدارة نادي فيردر بريمن بشكل خاص هو المستوى المتواضع للفريق الأخضر في مبارياته الأخيرة والتي أثارت تساؤلات عديدة، خاصة حول مستقبل المدرب توماس شاف، الذي يُشرف على تدريب الفريق منذ أكثر من عشر سنوات. وقد أظهرت الهزيمة في كولونيا ضعفاً كبيراً لخط هجومه المكوّن من البيروفي كلاوديو بيتسارو وأرناوتوفيتش والذي لم يُسدد طيلة المباراة أمام كولونيا إلا مرة واحدة على مرمى الفريق الخصم. كما أظهرت المباراة جلياً ضعفاً في خط الدفاع أيضا الذي سمح بهزّ شباكه ثلاث مرات.
على الرغم من كل ذلك لا يتحدث أحدٌ في بريمن عن احتمال إقالة المدرب توماس شاف واجتذاب مدرب آخر، بل وعلى العكس من ذلك حظي توماس شاف بدعم كبير من لاعبي فريقه، وعلى رأسهم قائد الفريق تورستن فرينغس. كما أن مدير أعمال الفريق كلاوس ألوفس لا يُفكّر حالياً بإمكانية استبدال المدرب. لكن شاف نفسه ألمح إلى أن استبدال المدربين في عالم كرة القدم أمرٌ عادي.
صحيحٌ أن فريق فيردر بريمن أثار بأدائه الهجومي القوي خلال السنوات الأخيرة حماس الكثيرين من عشاق كرة القدم الألمانية، لكن مشجعي الفريق الأخضر يشعرون الآن بخيبة أمل كبيرة جراء سلسلة النتائج المخيبة التي حققها فريقهم. وهم يأملون بالطبع في استعادة فريقهم الأخضر لبريقه وأمجاده، بغض النظر عن هوية المدرب.
علاء الدين موسى البوريني
مراجعة: لؤي المدهون