بداية فصل جديد من العلاقات الألمانية الإسرائيلية
١٧ مارس ٢٠٠٨فتحت إسرائيل وألمانيا فصلا جديدا من علاقاتهما اليوم الاثنين 17 مارس/آذار، عندما عقد 17 وزيرا من كلا الجانبين بينهم رئيس الوزراء الإسرائيلي إيهود أولمرت والمستشارة الألمانية أنجيلا ميركل اجتماعا مشتركا "تاريخيا" في القدس. وقال أولمرت في افتتاح الاجتماع المشترك "إنها المرة الأولى التي تجلس فيها الحكومة الإسرائيلية أمام المستشارة الألمانية وقسم كبير من الحكومة الألمانية". وقالت ميركل إن العلاقات الألمانية الإسرائيلية يمكن أن "تظل خاصة عندما نضع مشروعات للوقت الحالي والمستقبل" بينما قال أولمرت إن إسرائيل لن تنسى الماضي لكنها لن "تتخلى عن الفرصة" لأن تبني مع ألمانيا مستقبلا أفضل بجانب "المصالحة والتسامح والسلام".
اتفاقية ثنائية لتعزيز التعاون بين البلدين
ووقع الجانبان خلال الجلسة اتفاقية ثنائية لتعزيز التعاون العسكري والسياسي والثقافي والاقتصادي. وصرحت ميركل بأن "بلادها تعي أن إسرائيل مضطرة إلى المحاربة يوميا للحفاظ على حقها في الوجود. إن الوضع في المنطقة يبدو أكثر تعقيدا مما يمكن لأحد أن تصوره من بعيد". وأكد الزعيمان في بيان مشترك صدر في ختام مباحثاتهما أن إسرائيل وألمانيا ملتزمتان بمواصلة التعاون بينهما في "محاربة الإرهاب الدولي". جاء ذلك في اليوم الثاني من زيارة المستشارة الألمانية لإسرائيل بمناسبة حلول العيد الستين لتأسيس دولة إسرائيل، والتي تستغرق ثلاثة أيام.
وفي الإطار نفسه، اتفق وزير الدفاع الألماني فرانس يوزيف يونج ونظيره الإسرائيلي إيهود باراك اليوم في القدس على التفكير في مشروعات تكنولوجية مشتركة بين الجانبين في عدة مجالات من بينها حماية القوات المسلحة. وذكرت مصادر الوفود المشاركة في المباحثات أن مجالات التعاون قد تشمل مواجهة تهديدات مثل الصواريخ الباليستية، بالإضافة إلى تعزيز تبادل الزيارات بين عناصر جيشي البلدين.
من ناحية أخرى، تقرر تأسيس "منتدى ألماني إسرائيلي حول المستقبل" خلال العام الجاري، يهدف إلى تعزيز التعاون بين القيادات الشابة في البلدين بالإضافة إلى افتتاح منشآت لدراسات خاصة بألمانيا في جامعات بالقدس وحيفا. وتعتزم ألمانيا وإسرائيل في الوقت ذاته تدريب خبراء أفارقة لتولي مشروعات خاصة بالري في بلادهم. كما اتفق الجانبان الإسرائيلي والألماني على عقد هذه المشاورات الحكومية غير الرسمية بشكل منتظم، ومن المنتظر أن تعقد الجلسة المقبلة عام 2009.
زيارة النصب التذكاري لضحايا الهولوكوست
ووضعت ميركل في حضور أولمرت باقة من الزهور على نصب ياد فاشيم التذكاري لضحايا الهولوكوست. ورافق ميركل خلال زيارتها للنصب التذكاري سبعة من وزراء حكومتها من بينهم نائبها ووزير الخارجية فرانك فالتر شتاينماير بالإضافة إلى العديد من وزراء الحكومة الإسرائيلية. وكتبت ميركل في سجل زوار النصب: "اعترافا بمسئولية ألمانيا تجاه الشواه (كلمة عبرية تعني الهولوكوست)، تؤكد الحكومة الألمانية من خلال أول جلسة مشاورات حكومية ألمانية إسرائيلية إصرارها على صياغة المستقبل بشكل مشترك (مع الجانب الإسرائيلي)".
ميركل تدعو الإسرائيليين والفلسطينيين إلى الوفاء بالتزاماتهم
تناولت ميركل أيضا قضية الاستيطان الإسرائيلي في القدس الشرقية والذي أثار غضب الفلسطينيين الذين اعتبروا هذا القطاع من المدينة عاصمتهم المستقبلية. ووصفت مثل هذا الاستيطان بأنه "مشكلة" في عملية السلام مع الفلسطينيين، كما دعت كلا الجانبين إلى "الوفاء بالتزاماتهم" بموجب خطة السلام "خارطة الطريق" والتي تدعو إسرائيل إلى تجميد بناء المستوطنات والجانب الفلسطيني إلى نزع السلاح واعتقال النشطاء. وأعلن أولمرت أن إسرائيل لا تقوم ببناء مستوطنات جديدة ولم تعد تصادر الأراضي الفلسطينية وذلك ردا على انتقادات فلسطينية باستمرار التوسع الاستيطاني.
كذلك أكد أولمرت في تصريحات له نقلتها الإذاعة الإسرائيلية في ختام الاجتماع المشترك للفيف من الوزراء الإسرائيليين والألمان بحضور المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل أن إسرائيل تفي بالتزاماتها، مطالباً الفلسطينيين بالوفاء بالتزاماتهم أيضا. وشدد أولمرت على أهمية المضي قدما في المفاوضات مع السلطة الفلسطينية. ومن جانبها قالت ميركل إن "الأبعاد العملية الخاصة بالنقاط الاستيطانية العشوائية معقدة أكثر مما يبدو لأول وهلة." وأكدت أنه "يتوجب على الجانبين الإسرائيلي والفلسطيني الوفاء بالتزاماتهما"، مشيرة إلى أن "ألمانيا ستبذل كل جهد مستطاع من جانبها للحيلولة دون حدوث حالات من سوء الفهم.