برلين تدين عنف طهران وتدرس تصنيف الحرس الثوري إرهابيًا
٣١ أكتوبر ٢٠٢٢أعلنت الحكومة الألمانية اليوم الإثنين (31 تشرين الأول/أكتوبر 2022) أنها تدين "بأشد العبارات" الحملة العنيفة التي شنتها قوات الأمن الإيرانية على المحتجين وقمع الدولة للصحفيين، متوعدة طهران بإجراءات عقابية، ومؤكدة أنها تتابع الموقف في إيران.
وقال المتحدث باسم الحكومة شتيفن هيبيشترايت في برلين اليوم الإثنين: "ندين بشدة الاستخدام غير المتناسب للقوة من قبل قوات الأمن الإيرانية ضد المتظاهرين هناك"، مشيرًا إلى صدمة برلين من مقتل العديد من المتظاهرين السلميين في الاحتجاجات المستمرة منذ أسابيع على مقتل جينا (مهسا) أميني.
وأضاف هيبشترايت أن ألمانيا ترحب بالعقوبات الإضافية التي فرضها الاتحاد الأوروبي على إيران، وقال إن برلين تنظر في اتخاذ مزيد من الإجراءات، دون توضيح مواعيد لها، مشيرًا إلى أن الحكومة الألمانية تستخدم "إمكانياتها لدعم الناس الذين نزلوا إلى الشوارع في إيران من أجل حقوقهم".
وأوردت وكالة تسنيم شبه الرسمية للأنباء نقلًا عن رئيس السلطة القضائية في العاصمة الإيرانية طهران قوله اليوم الإثنين إن نحو ألف شخص وجهت إليهم تهم ارتكاب أعمال شغب وإنهم سيحاكمون علنًا هذا الأسبوع. وقالت وكالة أنباء نشطاء حقوق الانسان (هرانا) يوم السبت إن 283 محتجًا قتلوا في الاضطرابات بينهم 44 قاصرًا. كما قتل نحو 34 من أفراد قوات الأمن.
مساع لإدراج الحرس الثوري على قائمة الإرهاب
وكانت وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك أعلنت أمس الأحد أنه من المحتمل إدراج الحرس الثوري الإيراني على قائمة المنظمات الإرهابية بسبب التعامل الحاد من جانب السلطات الإيرانية مع الحركة الاحتجاجية في إيران.
وفي مقابلة مع القناة الأولى بالتلفزيون الألماني تم بثها يوم الأحد، قالت السياسية المنتمية إلى حزب الخضر إنها أوضحت في الأسبوع الماضي "أننا نعد حزمة عقوبات أخرى وأننا سنبحث في الكيفية التي يمكن لنا بها أن ندرج الحرس الثوري أيضًا كمنظمة إرهابية".
لكن إيران حذرت اليوم الإثنين على لسان المتحدث باسم وزارة خارجيتها، من المقترح الذي تدرسه ألمانيا والاتحاد الأوروبي لإدراج الحرس الثوري على قائمة بروكسل للمنظمات "الإرهابية"، معتبرة أنه "غير مسؤول". وشدد المتحدث باسم الخارجية الإيرانية ناصر كنعاني على أن "حرس الثورة الإسلامية قوة عسكرية رسمية للجمهورية الإسلامية، وهذه الخطوة (الأوروبية المطروحة) غير قانونية بالكامل". وأضاف في مؤتمر صحافي إن فرض ألمانيا عقوبات على الحرس سيكون "استمرارًا للخطوات غير المسؤولة وغير البناءة لهذا البلد بحق الجمهورية الإسلامية".
وكانت الولايات المتحدة تحت إدارة الرئيس السابق دونالد ترامب صنفت الحرس الثوري الإيراني في عام 2019 كمنظمة إرهابية. يذكر أن الحرس الثوري الإيراني غير مدرج على قائمة الاتحاد الأوروبي للمنظمات الإرهابية. وسيسمح إدراج الحرس الثوري على هذه القائمة لدول التكتل بتجميد أصول الحرس الموجودة في الاتحاد الأوروبي. وكانت تصريحات سابقة لبيربوك أفادت بأن الاتحاد الأوروبي يعد حاليًا تدابير عقوبية أخرى ضد إيران.
ويعد الحرس الثوري وحدة النخبة في القوات المسلحة الإيرانية وأكثر أهمية من الجيش التقليدي الإيراني، ويخضع الحرس مباشرة لأمر المرشد الأعلى للثورة آية الله علي خامنئي الذي له الكلمة الأخيرة في كل الملفات الاستراتيجية، ويتمتع الحرس الثوري بنفوذ سياسي واقتصادي كبير في إيران.
وكان قائد الحرس الثوري الإيراني حسين سلامي طالب في خطاب ألقاه السبت الماضي بإنهاء المظاهرات وقال إنه "ينبغي على المتظاهرين ألا يختبروا صبر النظام"، وذلك حسبما ذكرت وكالة أنباء "إرنا". وتشهد إيران احتجاجات منذ وفاة الشابة الكردية جينا (مهسا) أميني البالغة من العمر 22 عامًا في الحجز لدى "شرطة الأخلاق" في الشهر الماضي، ما أثار أحد أجرأ التحديات للقيادة الدينية منذ 1979.
م.ع.ح/ح.ز (د ب أ ، أ ف ب ، رويترز)