بروكسل ـ قمة تسعى لإعادة بناء الشراكة الأوروبية الإفريقية
١٧ فبراير ٢٠٢٢فرض التوتر مع روسيا بشأن أوكرانيا نفسه على قمة الاتحادين الأوروبي والإفريقي في اجتماع يستغرق ساعة تحضره الدول الـ27 الأعضاء في الاتحاد الاوروبي حول "التطورات الأخيرة" قبل بدء اللقاء مع القادة الأفارقة. وسيلتقي أربعون من قادة الدول الـ55 الأعضاء في الاتحاد الإفريقي مع نظرائهم في الاتحاد الأوروبي لتحديد هذه الشراكة الجديدة.
وقال رئيس المجلس الأوروبي البلجيكي شارل ميشال ورئيس الاتحاد الأفريقي السنغالي ماكي سال في مقال مشترك إن "الشراكة تفترض التبادل والتقاسم". وذكر منظمو القمة أن المناقشات ستجرى في سبع طاولات مستديرة "لتجنب سلسلة الخطب خلال جلسة كاملة طويلة بلا نتائج"، موضحين أنهم يتوقعون "مناقشات تتسم بالحيوية".
وجعل ماكرون من هذه القمة حدثا كبيرا للرئاسة الفرنسية لمجلس الاتحاد الأوروبي. وقالت مصادر في باريس "نريد قمة تغير الوضع". لكن وزير خارجية الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل أكد أن أوروبا لن تكون قادرة على مساعدة إفريقيا بينما يسود عدم الاستقرار وانعدام الأمن. وقال إن الانقلابات العسكرية والنزاعات والإرهاب والاتجار بالبشر والقرصنة تجتاح القارة وتؤثر على أوروبا.
وعلّق الاتحاد الأفريقي عضوية مالي وبوركينا فاسو وغينيا والسودان بعد انقلابات. ولن يشارك القادة الجدد لهذه البلدان في قمة بروكسل التي ستنتهي ظهر الجمعة ببيان مشترك حول العلاقة الجديدة.
يُتوقع صدور إعلان من الإليزيه عن انسحاب القوات الفرنسية "برخان" العملية المناهضة للجهاديين في منطقة الساحل، والتجمع الأوروبي للقوات الخاصة تاكوبا الذي أطلقته باريس في 2020، من مالي. وتجري دراسة إعادة انتشار في دولة أفريقية أخرى.
ورأى بوريل أن زعزعة الاستقرار في القارة الأفريقية تغذيها "الجهات الفاعلة الجديدة" الصينية والروسية "التي تختلف أساليبها وأجنداتها اختلافا كبيرا عن أساليبنا".
وقال مسؤول أوروبي إن تحركات مرتزقة مجموعة فاغنر الروسية الخاصة في العديد من البلدان الأفريقية بقيادة رجال مقربين من الكرملين، وهو ما تنفيه موسكو، "هي مثال على جهود زعزعة الاستقرار التي تبذلها روسيا في مناطق مهمة بالنسبة للاتحاد الأوروبي".
وتشهد هذه القارة الغنية بالمواد الخام صراعا على النفوذ بين القوى العظمى وعلى رأسها الصين.
وقالت مصادر في بروكسلإن "إفريقيا محط طموحات ويمكن أن تختار شركاءها"، موضحة أن الاتحاد الأوروبي يريد أن تكون الشراكة التي يقترحها "مبتكرة" و"تحترم" الدول الأفريقية.
وأضافت "من غير الوارد تأجيل مسائل احترام سيادة القانون وحقوق الإنسان لأنهما أساس علاقاتنا مع إفريقيا".
ومكافحة وباء كوفيد-19 هي أولوية أخرى. وقال إدوين إيكوريا المسؤول في المنظمة غير الحكومية "وان" إن "هذه القمة تشكل فرصة فريدة لاتخاذ خطوات ملموسة تجعل إفريقيا أقرب إلى الاكتفاء الذاتي في مكافحة كوفيد-19". ولم يتلق سوى 11 بالمئة من سكان القارة لقاحا كاملا ضد كورونا.
ويؤكد بوريل أنه "لا يمكن لإفريقيا ولا لأوروبا الاعتماد على جهات خارجية للحصول على منتجات على هذه الدرجة من الحيوية". وسيدعم الاتحاد الأوروبي مراكز إنتاج اللقاحات في السنغال ورواندا وغانا وجنوب إفريقيا.
وعرضت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين الأسبوع الماضي في داكار استراتيجية شاملة للاستثمار بقيمة 150 مليار يورو على مدى سبع سنوات لأفريقيا.
ولم تذكر سوى تفاصيل قليلة عن مصدر الأموال لكنها أكدت "نحن لا نقتطع أي شيء من أي شخص في الميزانية الأوروبية"، حسب مكتبها.
وقال مصدر في المفوضية الأوروبية إن هذا التمويل يهدف إلى "مساعدة مشاريع يريدها الأفارقة وينفذونها من أجل تغيير اقتصاداتهم". وأضاف "لم يعد من الوارد أن نقول لهم ما يجب عليهم فعله، وهذا هو الوضع الجديد في الشراكة".
في سياق متصل، أعلن وزير خارجية الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل أن الاتحاد سيتحقق ما إذا كان الشروط والضمانات متوافرة لإبقاء مهمات التدريب التي يقوم به في مالي بعد الانسحاب العسكري لفرنسا وشركائها من هذا البلد. وقال بوريل "أوفدت بعثة الى مالي للتحقق مع السلطات المالية بأي شروط وبأي ضمانات سنتمكن من التفكير في احتمال إبقاء او عدم إبقاء عمل بعثة التدريب". وأضاف "سيأتي الرد في الأيام المقبلة".
ح.ز/ و.ب (أ.ف.ب)