بعد زخم مونديال قطر.. مفاجآت كبيرة في كاس العالم 2026!
٢١ ديسمبر ٢٠٢٢ربما أثارت كثافة وضغط مباريات مونديال قطر 2022 إعجاب الكثيرين حول العالم، لكن خبراء يقولون إن المونديال المقبل عام 2026 سيحمل الكثير من المفاجآت التي قد تسعد الكثيرين من عشاق الساحرة المستديرة حول العالم.
ففي الوقت الذي كانت فيه بطولة 2022 أول مونديال يُقام في مدينة واحدة تقريبا، إذ كانت معظم الملاعب في العاصمة القطرية الدوحة أو بالقرب منها، فإن المونديال المقبل في 2026 سيكون أول بطولة تُجرى في ثلاث دول هي الولايات المتحدة و المكسيك وكندا.
لكن هذه ليست المفاجأة الوحيدة التي تحملها بطولة كأس العالم المقبلة بل هناك مفاجآت أخرى، لا سيما مشاركة 48 فريقا بدلا من 32 فريقا؛ في معدل غير مسبوق. وإزاء ذلك، يُتوقع أن تحمل البطولة المقبلة في طياتها نتائج مفاجئة أكثر من مفاجآت مونديال قطر على غرار فوز السعودية على الأرجنتين وفوز الكاميرون على البرازيل.
من جانبه، قال أسطورة ألمانيا يورغن كلينسمان الذي يرأس مجموعة الفيفا للدراسات الفنية لكأس العالم 2022، "سوف نرى المزيد من المفاجآت بأقدام منتخبات أفريقيا وآسيا في البطولة القادمة عام 2026".
المونديال يعود لموعده المعتاد
من المقرر أن تستغرق بطولة 2026 وقتا أطول من مونديال قطر الذي جرى تنظيمه في فترة قصيرة نسبيا امتدت لأربعة أسابيع، نظرا لأن البطولة نُظمت في منتصف معظم الدوريات. لكن بطولة 2026 ستعود إلى موعدها المعتاد في شهري يونيو/ حزيران ويوليو/ تموز بعد قرار إقامة مونديال قطر في نوفمبر/ تشرين الثاني وديسمبر/ كانون الأول.
وقد أعلن الفيفا ومنظمو مونديال 2026 عن المدن التي سوف تستضيف البطولة في الدول الثلاث، لكن لم يتم الكشف عن عدد المباريات التي سوف تُقام في كل مدينة.
وكانت الخطط المسبقة لمونديال 2026 تقوم على تقسيم الفرق الـ 48 على 16 مجموعة تضم كل منها ثلاثة فرق فيما سوف يتأهل فريقان من كل مجموعة الى دور الـ 32 ما يعني أن دور المجموعات لن يسير حسابيا بشكل جيد مقارنة بدور المجموعات في مونديال قطر.
ولذلك، يخشى مسؤولو الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) من احتمالية ألا تحسم العديد من المباريات النهائية في دور المجموعات بأقدام الفريقين المتنافسين فضلا عن مخاوف من حدوث تلاعب في نتائج المباريات، خاصة في حالة احتياج الفريقين المتنافسين إلى التعادل من أجل التأهل إلى الأدوار التالية.
ومتحدثا للصحافيين، قال جياني إنفانتينو، رئيس الفيفا، إنه بعد "اختتام مونديال قطر ونجاح 8 مجموعات، كل مجموعة تضم 4 أربعة فرق، أعتقد أننا بحاجة إلى إعادة النظر أو إعادة مناقشة الشكل على الأقل".
وجرى طرح خطة تتضمن تقسيم الفرق المشاركة إلى 12 مجموعة تضم أربعة فرق مع استمرار بعض الفرق التي تحتل المركز الثالث في مجموعتها، فيما ذكرت تقارير إعلامية أن هناك اقترحا آخر ينطوي على تقسيم الفرق المشاركة إلى قسمين يضم كل منهما 24 فريقا يتم تقسيمهم على ست مجموعات تضم كل مجموعة أربعة فرق بما يشمل أن يلعب الفريق المتصدر من كل قسم النهائي.
ويرى خبراء أن هذا الأمر يعد تغييرا جذريا، فيما يتفق كثيرون على أن الهدف وراء زيارة عدد الفرق المشاركة زيادة حصيلة الفيفا والدول المنظمة من الإيرادات.
ومن شأن إضافة جولة جديدة إلى دور المجموعات أن يزيد من عدد المباريات، وهو الأمر الذي سوف يمثل عبئا على اللاعبين. إذ من المقرر أن يزيد أمد البطولة بأسبوع فيما يُتوقع ان يصدر القرار النهائي حيال مسار البطولة العام المقبل. وقد جرى البت في عدد المقاعد المخصصة لكل قارة. فيما يرى الخبراء أن البطولة المقبلة سوف تشهد مشاركة دول لأول مرة مثل الصين أو كينيا في ضوء زيادة عدد المنتخبات المشاركة.
وفي ذلك، قال أسطورة الكرة النيجيرية صنداي أوليسيه "هذا الأمر بالنسبة لنا كأفارقة يمثل هدية من السماء. نحن قارة تتألف من 54 دولة واعتقدنا لفترة طويلة أنه يجب أن يكون تمثيل أفريقيا في البطولة أكثر. وكلما زادت الفرق، كلما زادت فرص الفوز. ولا أعتقد أن جودة كرة القدم سوف تقل، بل أرى عكس ذلك".
وكان مونديال 2002 أول وآخر بطولة كأس عالم تُقام في أكثر من دولة إذ نُظمت البطولة في اليابان وكوريا الجنوبية.
السياسة تلعب دورا
وخلال نسخة 2002، وقعت خلافات بين اليابان وكوريا الجنوبية حيال المدن التي استضافت المباريات، وهو ما دفع رئيس الفيفا السابق سيب بلاتر إلى القول بأن هذه البطولة ستكون أخر بطولة يتم تنظيمها في أكثر من دولة.
ورغم ذلك، سوف تقام بطولة 2026 ليس فقط في دولتين بل في ثلاث دول، فيما كان من الممكن أن تستضيف الولايات المتحدة كافة المباريات. لكن يبدو أن إشراك المكسيك وكندا في تنظيم بطولة كأس العالم المقبلة يرجع لأسباب سياسية أكثر من كونها أسبابا كروية.
وفي ذلك، يرى خبراء أن المونديال المقبل سيكون مختلفا عن مونديال قطر في ظل الغموض حيال مسار البطولة.
مارك ميدوز / م ع