بن طالب لـDW: وحده شالكه منحني الفرصة التي جعلتني "مجنونا"
٣١ مارس ٢٠١٧خلال لقاء حصري لـDW مع اللاعب الجزائري نبيل بن طالب (22 عاما)، بدا نجم وسط شالكه الألماني مختلفا، حيث كان يرد على الأسئلة بأسئلة، وعند إجابته على معظم الأسئلة كان عفويا ولا مكان في كلامه للعبارات والجمل المحفوظة مسبقا. فمثلا عند سؤاله عما إذا كان يحب الفوز في مباراة الديربي أمام دورتموند في البوندسليغا، التي تقام عصر السبت أول أبريل/ نيسان، أم الفوز بالدوري الأوروبي "أوروباليغ"، أجاب بن طالب: "أريد الفوز بالدوري الأوروبي، ثم اللعب الموسم المقبل في دوري أبطال أوروبا، فهل يمكن أن يكون هناك شيء أفضل من ذلك؟" وأضاف بن طالب بلغة انجليزية تتأرجح بين لهجة شمال لندن ولكنة فرنسية "طبعا لا توجد لدي رغبة إطلاقا في خسارة الديربي."
قصة بن طالب مع شالكه جاءت سريعة فقد انتقل إليه على سبيل الإعارة لمدة عام من نادي توتنهام هوتسبير الإنجليزي في 25 آب/ أغسطس الماضي، وبعدها بيومين فقط خاض مباراة فرانكفورت، في الجولة الأولى من الدوري الألماني هذا الموسم، ليترك انطباعا جيدا رغم أنه لم يلعب سوى 17 دقيقة وأن فريقه خسر المباراة صفر-1. واستمرت خسائر الفريق في المباريات الأربعة التالية لكن شالكه وبن طالب انتفضا وفي خمس مباريات متتالية تألق بن طالب وكان يصنع على الأقل "أسيست" (تمريرة اسفرت عن هدف) في كل واحدة منها. والسر في ذلك يعود إلى الدور الجديد الذي بدأ يقوم به في الفريق الألماني.
يعرب نبيل بن طالب، الذي يحمل الجنسيتين الجزائرية والفرنسية عن شكره الكبير لتوتنهام، الذي أعطاه فرصة "لم يرد أحد في فرنسا أن يعطها لي"، يقول اللاعب. وكان لاعب خط الوسط يقوم بمهام دفاعية في توتنهام، لكن موهبته ظهرت أكثر عندما أعطاه مدرب شالكه فرصة المشاركة في الهجوم "في شالكه يمكنني أن أساهم أكثر في شكل الأداء وبشكل أكثر حسما في نجاح الفريق، وللأسف لم يكن ذلك ممكنا في توتنهام"، يوضح نجم المنتخب الجزائري.
"أصبحت في شالكه مجنونا قليلاً"
ويؤكد النجم الذي يقوم حاليا بدور صانع الألعاب أنه في غاية الامتنان لشالكه على ثقة النادي في الطاقة الكامنة لدى اللاعب. فعندما منحه النادي الألماني فرصة اللعب الهجومي إضافة إلى ما تعود عليه في اللعب الدفاعي "أدركت أنني أجيد في الحالتين. في الواقع كنت أعرف ذلك من قبل لكن قبل (اللعب لدى) شالكه لم أحصل قط على فرصة لإظهار ذلك."
ويتذكر بن طالب في حديثه مع DW أنه في أول ظهور له مع شالكه كان احتياطيا في فرانكفورت وكان فريقه على وشك خسارة المباراة، فنادى عليه المدرب وقال أدخل المباراة وسجل هدفا "ومنذ ذلك الحين تغير وضعي تماما فوق أرض الملعب عما كان في إنجلترا لأن ما ينتظر مني صار مختلفاً"، يقول نبيل بن طالب.
في إنجلترا كان ينظر إليه على أنه لاعب وسط مدافع، ولا يطلب منه أحد تسجيل أهداف أو عمل "أسيست"، لكنه عندما جاء إلى هنا في ألمانيا، لم يكن معروفا لدى الأغلبية، ولذلك "كان يجب علي أن أعطي الانطباع الأول عني، ويتمثل في إمكانية قيامي بأشياء تحرك الناحية الهجومية (لفريقي)" يوضح بن طالب. ويؤكد اللاعب الشاب "لم أعد نبيل الذي يخطف الكرات وإنما نبيل المبدع، مختلف تماما عما كان في إنجلترا ومجنون بعض الشيء."
المواهب الشابة في البوندسليغا فاجأت بن طالب
هنا في شالكه أصبح بن طالب يؤدي الدور الدفاعي والهجومي بالنسبة للاعب خط الوسط، وكل ذلك وفقا لما يريده المدرب، والخطة التي يلعب بها. غير أنه يلعب هنا دورا هجوميا أكثر على عكس الحال مع توتنهام. ومن يرى اللاعب الجزائري خلال التدريبات يعرف أن التحول بين الدفاع والهجوم مسألة سهلة بالنسبة له فهو: سريع ولديه براعة لا يتوقعها الآخرون وعلى ما يبدو شالكه أطلق العنان له فيما يخص موهبته في التهديف. ويوضح نجم شالكه أنه جاء إلى مدينة غيلزنكيرشن (معقل شالكه) ولم يفكر هل من الجيد أم من السيئ أن يترك إنجلترا، وإنما ما كان يفكر فيه هو "أن أكون جزءً من فريق جيد به من يؤمن بقدراتي وأن يكون لي دور في الفريق."
ينظر بن طالب إلى الديربي بين شالكه ودورتموند، السبت، متذكرا التنافس بين توتنهام وأرسنال، حيث الندية الكبيرة. وقد أبهره حضور آلاف الجماهير لمشاهدة تدريب شالكه قبل المباراة، ويقول إن البوندسليغا فاجأته هذا الموسم، بالمواهب الشابة الكثيرة والأندية التي تحاول دائما لعب كرة قدم جميلة "وسوية مع الدوري الإسباني والدوري الإنجليزي تنتمي البوندسليغا إلى أكثر الدوريات الأوروبية جاذبية"، يعتقد بن طالب.
لم ينتظر شالكه حتى نهاية إعارة بن طالب فدفع لتوتنهام هوتسبير الإنجليزي مبلغ 19 مليون يورو ليتعاقد النادي الألماني مع الدولي الجزائري بعقد يمتد لأربع سنوات، حسبما أعلنت مجلة "كيكر" الشهر الماضي. وسيكون الأمر مثيرا لنرى في السنوات القادمة ما الذي يمكن أن يقدمه نبيل بن طالب لنادي شالكه بعدما فتح النادي أمامه الطريق ليلعب أخيرا بالطريقة التي كان يتمناها دائما لنفسه.
جوناثان هاردينغ/ صلاح شرارة