بن علي "يأسف" لأحداث سيدي بوزيد ويدين توظيفها سياسيا
٢٨ ديسمبر ٢٠١٠قال الرئيس التونسي في خطاب موجه للشعب التونسي بثه التلفزيون الحكومي "إن لجوء أقلية من المتطرفين والمحرضين المأجورين ضد مصالح بلادهم إلى العنف والشغب في الشارع وسيلة للتعبير أمر مرفوض وهو مظهر سلبي وغير حضاري يعطي صورة مشوهة عن بلادنا تعوق إقبال المستثمرين والسياح بما ينعكس على إحداث مناصب العمل التي نحن في حاجة إليها للحد من البطالة وسيطبق القانون على هؤلاء بكل حزم."
ويذكر أن مدينة سيدي بوزيد وبعض البلدات الأخرى في جنوب البلاد عرفت مظاهرات شعبية طالبت بتوفير فرص العمل وبتحقيق العدالة الاجتماعية. ووقعت خلال هذه المظاهرات اشتباكات
بين المحتجين والشرطة أدت لسقوط قتيل ومصابين. وتجدر الإشارة إلى أن تونس تقدم عادة كنموذج في إفريقيا والمغرب العربي من حيث سياستها الاقتصادية وانفتاحها الليبرالي، إلى أن المنظمات الحقوقية الدولية تنتقد بانتظام أوضاع حقوق الإنسان في تونس وغياب الحريات وقمع المعارضة.وهذه أول مرة تشهد فيها البلاد احتجاجات واسعة وبهذا الشكل في العقدين الأخيرين.
وأعرب الرئيس التونسي عن تفهمه لظروف العاطلين عن العمل بقوله "البطالة شغل شاغل لسائر بلدان العالم المتقدمة منها والنامية ونحن في تونس نبذل كل الجهود للحد منها. وستبذل الدولة جهودا إضافية في هذا المجال خلال المدة القادمة." إلا أنه ندد بمن أسماهم بالذين "لا يريدون الخير لبلدهم" وأيضا ب "تلفزات أجنبية تبث الأكاذيب والمغالطات دون تحر بل باعتماد التهويل والتحريض والتجني الإعلامي العدائي لتونس".
وكانت مدينة سيدي بوزيد الواقعة على بعد 265 كلم جنوب العاصمة تونس قد شهدت يوم الجمعة 17/12/2010 احتجاجات سلمية، ثم تحولت في اليوم التالي إلى اشتباكات مع قوات الأمن إثر إقدام شاب على إحراق نفسه أمام مبنى المحافظة بسبب البطالة. ثم اتسعت الاحتجاجات لتشمل مدنا مجاورة مثل المكناسي وبوزيان والرقاب والمرونة بعد أن أقدم شاب ثان على الانتحار يوم 22/12/2007 احتجاجا على البطالة أيضا عبر تسلق عامود كهرباء ولمس أسلاك التوتر العالي. وأمام موجة الاحتجاجات هذه سارعت الحكومة التونسية إلى الإعلان عن مشاريع لصالح هذه المنطقة.
(ص.ش/ رويترز/ أ ف ب/ د ب أ)
مراجعة: حسن زنيند