بوتين في مصر في محاولة لتوسيع النفوذ الروسي
٩ فبراير ٢٠١٥بدأ الرئيس الروسي فلاديمر بوتين زيارة رسمية لمصر تستغرق يومين يناقش فيها مع نظيره المصري الأوضاع في الشرق الأوسط بالإضافة إلى سبل تعزيز التعاون الاقتصادي الروسي المصري وذلك في إشارة إلى تقارب موسكو مع القاهرة.
وكان الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي في استقبال بوتين عند وصوله إلى مطار القاهرة الدولي، مساء الاثنين (التاسع من شباط/ فبراير 2015)، حيث عقدا محادثات لمدة نصف ساعة كما قال مسؤولون. وتوجها بعدها من المطار إلى دار الأوبرا بوسط القاهرة لحضور حفل موسيقي.
ويعتبر بوتين أحد الداعمين البارزين خارج العالم العربي لنظام الرئيس عبد الفتاح السيسي. ويواجه الرئيس المصري انتقادات حادة من واشنطن بسبب حملته الدامية على المعارضين منذ إطاحته، حينما كان قائدا للجيش، بالرئيس الإسلامي محمد مرسي في تموز/يوليو 2013. وأسفرت هذه الحملة عن مقتل مئات من أنصار مرسي وتوقيف الآلاف منهم.
ويقول خبراء إن بوتين يريد أن يثبت بهذه الزيارة كذلك أنه ليس معزولا دوليا على الرغم من الأزمة الأوكرانية. وقال الكرملين إن السيسي وبوتين "سيوليان اهتماما خاصا لتعزيز التجارة والعلاقات الاقتصادية بين البلدين". ويتوقع أن يناقشا كذلك الأوضاع في العراق وليبيا وسوريا والنزاع العربي-الإسرائيلي.
وسيجري السيسي وبوتين محادثات رسمية الثلاثاء ويوقعان على عدة اتفاقات، وبعدها سيعقدان مؤتمرا صحافيا مشتركا حسبما أعلن مكتب الرئيس المصري.
وكان بوتين قد قال في مقابلة مع صحيفة الأهرام نشرت الاثنين: "روسيا ومصر تقفان مواقف متقاربة من الوضع في سوريا... القاهرة تحتضن لقاءات المعارضين السوريين التي من شأنها وضع القاعدة المشتركة التى بإمكانهم الاعتماد عليها في المفاوضات مع الحكومة السورية".
وسبق للسيسي زيارة روسيا بعد إطاحته بمرسي حينما كان وزيرا للدفاع. ثم قام بزيارة ثانية لموسكو في آب/أغسطس 2014 بعد انتخابه رئيسا.
هل ستوقع مصر على صفقة أسلحة جديدة مع روسيا؟
ومنذ الزيارة الأولى، بحث الرجلان بيع أسلحة روسية إلى مصر التي تواجه موجة غير مسبوقة من الاعتداءات تستهدف الجيش والشرطة وخصوصا في شمال سيناء، المنطقة التي باتت معقلا للجهاديين من أنصار تنظيم الدولة الإسلامية.
واستقبلت القاهرة كذلك في تشرين الثاني/نوفمبر الماضي وزيري الدفاع والخارجية الروسيين لمناقشة صفقة سلاح محتملة.
وأكدت وسائل الإعلام الروسية آنذاك أن الجانبين على وشك توقيع صفقة سلاح روسية لمصر قيمتها 3 مليارات دولار تتضمن صواريخ وطائرات، بينها مقاتلات ميغ-29 ومروحيات هجومية.
وتقول أنا بورتشيفسكايا، وهي خبيرة في الشؤون الروسية في معهد سياسات الشرق الأدنى بواشنطن، "بوتين يواصل الاستفادة من غموض وتناقض السياسات الغربية تجاه الشرق الأوسط". وأضافت أنه طالما استمرت واشنطن في انتقاد "انتكاس الديمقراطية في مصر، فإن الأبواب تبقى مفتوحة أمام بوتين ليكسب نفوذا في مصر على حساب مصالح الولايات المتحدة".
هـ.د/ ف. ي ( أ ف ب، رويترز)