بوتين يستقبل الأسد في موسكو.. فهل اقترب اللقاء بأردوغان؟
٢٥ يوليو ٢٠٢٤استقبل الرئيس الروسي فلاديمير بوتين مساء الأربعاء في موسكو الرئيس السوري بشار الأسد، وفق مشاهد بثها التلفزيون الروسي الخميس (25 تموز/يوليو 2024).
وذكر التلفزيون أن بوتين بحث مع الأسد "التصعيد" في الشرق الأوسط والعلاقات الاقتصادية الثنائية.
وروسيا حليف أساسي لسوريا منذ تدخلها العسكري في النزاع في هذا البلد دعما للأسد عام 2015، كما أنه من المحتمل أن تقوم بدور وساطة من أجل تقارب تركي سوري.
وكان الرئيس التركي رجب طيب أردوغان قد تحدث في مطلع الشهر على هامش قمة في كازخستان، عن احتمال حصول لقاء ثلاثي لمباشرة تطبيع العلاقات التركية-السورية.
وبوتين حليف رئيسي للأسد ويقيم علاقات معقدة لكنها تتسم بالبراغماتية مع أردوغان مع انهما على صعيد ملفات عدة مثل سوريا، يدعمان معسكرات متخاصمة.
وقال بوتين متوجها لنظيره السوري "يهمني كثيرا رأيكم حول تطورات الوضع في المنطقة برمتها. للأسف، يميل الوضع إلى التصعيد، هذا ما نشهده. وسوريا معنية مباشرة بذلك" في إشارة إلى الحرب في غزة والتوتر على الحدود بين إسرائيل ولبنان.
من جانبه قال الأسد في تصريح أوردته وكالة سانا السورية الرسمية للأنباء "هذا اللقاء سيكون مهما جدا لمناقشة كل التفاصيل والاحتمالات والحلول الممكنة من أجل مواجهة الظروف والتعقيدات التي تمر بها منطقتكم منطقة أوراسيا، ومنطقتنا بشكل خاص".
في المقابل، لم يذكر أي من الرئيسين الوضع في سوريا أو اليد التركية الممدودة أخيرا بمبادرة من أردوغان. وردا على سؤال لوسيلة إعلام روسية حول لقاء ثلاثي بين الأسد وأردوغان وبوتين، اكتفى الناطق باسم الكرملين بالقول "الوضع في المنطقة نوقش في إطار واسع"، على ما أوردت وكالة انترفاكس.
وقال أردوغان الشهر الحالي إنه قد يدعو الأسد الى تركيا "في أي وقت"، بعدما كان أرسل مؤشرات إيجابية تجاه الرئيس السوري في العام 2022. وأبدى الأسد إيجابية تجاه مبادرة أردوغان، لكنه قال إن المشكلة ليست في حصول اللقاء بحدّ ذاته إنما في مضمونه. وسأل "ما هي مرجعية اللقاء، هل ستكون إلغاء أو إنهاء أسباب المشكلة التي تتمثل بدعم الإرهاب، وانسحاب (القوات التركية) من الأراضي السورية؟"، مضيفاً "هذا هو جوهر المشكلة".
في آذار/مارس 2012 أغلقت تركيا سفارتها في دمشق على خلفية النزاع في سوريا وقدمت دعماً للمعارضة السياسية، قبل أن تبدأ بدعم فصائل معارضة مسلحة.
وتشترط دمشق منذ العام 2022 أن تسحب تركيا قواتها التي سيطرت بفضل عملياتها العسكرية على شريط حدودي واسع في شمال البلاد وتحظى بنفوذ في شمال غربها، كمقدمة للقاء الأسد وأردوغان. لكن تركيا تعتبر أن هدف وجودها في سوريا، وفق ما يوضح مصدر في وزارة الدفاع، هو "القضاء على الهجمات الإرهابية والتهديدات ضد أراضيها ولمنع إنشاء ممر إرهابي" قرب حدودها، في إشارة إلى المقاتلين الأكراد الذين يقودون قوات سوريا الديمقراطية، الذراع العسكرية للإدارة الذاتية الكردية.
وشنّت تركيا عمليات عسكرية عدة داخل سوريا منذ العام 2016، استهدفت بشكل رئيسي الوحدات الكردية، التي تصنّفها "إرهابية" وتعتبرها امتداداً لحزب العمال الكردستاني الذي يخوض تمرداً ضدها منذ عقود.
ولا تزال تركيا تستضيف نحو 3,2 ملايين لاجئ سوري، يشكل مصيرهم قضية حساسة في السياسة الداخلية مع تعهد خصوم أردوغان إعادتهم الى بلدهم.
خ.س/ع.ج.م (أ ف ب، د ب أ، رويترز)