بين ذروة النجاح وهاوية السقوط - حياة إيمي واينهاوس
حياة الفنانة الإنجليزية إيمي واينهاوس وقصة نجاحها الصاروخي وسقوطها في دوامة الإدمان تلهم المخرج البريطاني آصيف كاباديا لتصوير فيلم وثائقي يصور أهم محطاتها الفنية ومعاناتها ورحلة بحثها عن نفسها.
كانت شابة مفعمة بالحياة وذات موهبة فنية نادرة.ولكن حياتها كانت بمثابة تراجيديا: مليئة بالنجاحات الفنية ولكنها اتسمت بالفضائح والسقوط السريع. حياة قصيرة لفنانة لن تنسى. المخرج البريطاني آصف آباديا حاول في فيلم وثائقي أن يصور حياة مطربة "سول" في رحلة البحث عن نفسها.
الفيلم يتناول حياة إيمي واينهاوس، التي تنحدر من عائلة يهودية وتعيش في شمال لندن. الصورة تظهر إيمي، التي انفصل والداها عن بعضهما البعض وهي طفلة في سن التاسعة.
اتسمت فترة مراهقة إيمي بالتمرد، حيث كانت تعاني من مشاكل في مدرستها، الأمر الذي دفعها إلى الانتقال من مدرسة لأخرى. كما أنها انقطعت بعد سنة فقط من التحاقها بمدرسة المسرح في لندن. بيد أن الغناء كان دائما رفيقها الوفي، حيث بدأت بكتابة الأغاني وهي لا تزال مراهقة.
وقعت إيمي واينهاوس أول عقد لها لإنتاج أول ألبوم وهي لا تزال في سن الـ19. وباستثناء أغنيتين فقط، كتبت جميع أغانيها من أول ألبوم لها بنفسها دون الاستعانة بشاعر أو بكاتب للأغاني.
وتمكنت إيمي بسرعm من كسب شهرة واسعة في بريطانيا حيث غنت أمام جماهير عريضة على غرار جمهور ويمبلدون. ومنذ بداية مشوارها الفني ووالدها يقف إلى جانبها مشجعا ومواسيا. (الصورة تعود إلى عام 2004).
وسرعان ما تمكنت إيمي من كسب شهرة على الصعيد العالمي، حيث تصدر ألبومها الثاني "باك تو بلاك" (Back to Black) عام 2007 المراتب العشر الأولى في ترتيب الأغاني. كما أصبح مظهرها يلائم نمط موسيقى السول التي تغنيها من خلال التسريحة المعروفة من الستينات والوشم على جسدها.
وفي نوفمبر/تشرين الثاني 2007 حصلت إيمي على أولى جوائزها العالمية من أم.تي.في يوروب في حفل أقيم في مدينة ميونخ الألمانية. المطربة الشابة لم تتمكن من إنتاج سوى ألبومين خلال ثمانية أعوام من العمل الفني.
المطربة الشابة حصدت الكثير من الجوائز العالمية وتصدرت أغانيها الترتيب العالمي للأغاني، لكن حياتها المتقلبة وتعاطيها للمخدرات والإسراف في شرب الكحول تسبب لها في فضائح كثيرة. الصورة التقطت لها خلال حفل غنائي في مدينة دبلن.
وفي ذروة نجاحها الفني بدأت في السقوط، خاصة بعد زواجها من بلايك فيلدر-سايفل (من 2007 إلى 2009) والذي يقال إنه هو من دفعها لتعاطي المخدرات وحال دون علاجها لنفسها من الإدمان.
كانت إيمي عام 2007 من أنجح المطربات البريطانيات. وفي عام 2008 حصلت على جائزة غرامي للمرة الخامسة، بيد أنها لم تتمكن من المشاركة في حفل تسلميها الجائزة، إذ إنها لم تحصل على تأشيرة سفر للولايات المتحدة بسبب إدمانها المخدارت.
وتزامنا مع عيد ميلاد نلسون مانديلا التسعين شاركت إيمي في حفل غناني أقيم في هايد بارك في لندن لدعم حملته ضد مرض الإيدز وتوفير العلاج للمرضى، فيما ظلت صحتها في تدهور مستمر.
بدأت مظاهر المرض تظهر بوضوع على جسد الفنانة الشابة إيمي واينهاوس بداية من عام 2008، حيث كانت تعاني من تبعات الإدمان على المخدرات ومرض البوليميا.
أقامت إيمي من يناير/كانون الثاني إلى أغسطس/آب عام 2009 في جزيرة سانتا لوسيا في البحر الكاريبي للعلاج من الإدمان وكان والدها معها. وقد أجبرت في يوليو/تموز من العام نفسه على الوقوف أمام القضاء في لندن بتهمة الاعتداء على إحدى المعجبات بها.
وفي يناير/كانون الثاني من عام 2010 عادت آيمي واينهاوس للوقوف مرة أخرى أمام محكمة انجليزية بتهمة الاعتداء بالعنف على مدير أعمال أحد المسارح هناك. آيمي اعترفت حينها بذنبها.
وبعد سنوات من النجاح الفني، كانت آخرها حفلات غنائية في البرازيل عام 2011، تحولت بداية جولتها الأوروبية والتي انطلقت في بلغراد إلى فضيحة، حيث جاءت إيمي إلى المسرح وهي في حالة سكر واضح إلى درجة أنها لم تكن قادرة على الوقوف على قدميها.
وبعد سنوات من العطاء الفني، ولكن أيضا الإدمان على الكحول والمخدرات، وفي 25 من يوليو/تموز عام 2011 عثر على إيمي وقد فارقتها الحياة في شقتها وهي لم تتجاوز سن الـ27 عاما.
وفي خريف عام 2014 نصب ميتش واينهاوس، والد إيمي، نصبا تذكاريا لابنته في كامدن تاون في قلب العاصمة البريطانية لندن. وقد ساعد مخرج الفليم آصف كاباديا من خلال توفير أشرطة وتسجيلات فنية وصور، ولكنه لم يكن راضيا عن نتيجة الفليم، متهما المخرج بأنه أظهر جانبا خاطئا عن ابنته.