تحذيرات من الأسلحة الكيمائية ودمشق تتخوف من "مسرحية"
٦ ديسمبر ٢٠١٢قال الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون الخميس (6 ديسمبر/ كانون الأول 2012) إنه طالب الرئيس السوري بشار الأسد بالامتناع عن أي استخدام محتمل لأسلحة كيميائية، محذراً من أن مثل هذا الإجراء سيكون "جريمة شنعاء وله عواقب وخيمة".
وأضاف بان أنه أرسل مؤخراً خطاباً للأسد يطالبه بعدم استخدام أسلحة كيميائية "تحت أي ظرف، ويؤكد المسؤولية الأساسية للحكومة السورية عن ضمان سلامة وأمن أي من هذه المخزونات". وطالبت منظمة حظر الأسلحة الكيميائية بالمراقبة الوثيقة للوضع في سوريا.
وكان وزير الدفاع الأمريكي ليون بانيتا قد كشف الخميس عن أن الولايات المتحدة حصلت على معلومات استخباراتية تفيد بأن نظام الرئيس الأسد يدرس استخدام أسلحة كيميائية، إلا أنه لم يذكر تفاصيل بشأن طبيعة المعلومات.
وأضاف بانيتا للصحافيين في واشنطن: "أعتقد ... أننا ما زلنا نشعر بقلق شديد من أنه، مع تقدم المعارضة لاسيما باتجاه دمشق، قد يدرس بقوة استخدام الأسلحة الكيميائية". وخلال اجتماع للحلف الأطلسي في بروكسل الأربعاء، اعتبر وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس أن "التحركات" داخل مخازن الأسلحة الكيميائية السورية تحتاج إلى "تأكيد".
من ناحيته قال فيصل مقداد نائب وزير الخارجية السوري اليوم الخميس إنه يخشى أن يكون تعبير الدول الغربية عن خوفها من احتمال استخدام دمشق أسلحة كيماوية هو للتمهيد للتدخل في بلاده التي أعلنت المتكرر أنها لن تستخدمها. وأضاف مقداد في مقابلة مع تلفزيون المنار اللبناني التابع لحزب الله أن التقارير الإعلامية التي نقلت عن مسؤولي مخابرات أمريكيين وأوروبيين قولهم إن سوريا تجهز أسلحة كيماوية ويحتمل أن تستخدمها "مسرحية". وأوضح "إذا كانت هنالك أسلحة كيماوية لدى سوريا فان هذه لأسلحة حتما لن تستخدم ضد شعب سوريا نحن حقيقة نخاف من وجود مؤامرة لاستخدام هذه الأسلحة سواء كان من قبل الولايات المتحدة الأمريكية أو من قبل بعض الدول الأوروبية تزويد التنظيمات الإرهابية في سوريا بهذه الأسلحة والادعاء بان سوريا هي التي استخدمت هذه الأسلحة."
من ناحية أخرى لم يسفر لقاء بين كل من وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف ونظيرته الأمريكية هيلاري كلينتون والمبعوث الدولي بشأن سوريا الأخضر الإبراهيمي هامش اجتماعات منظمة الأمن والتعاون في أوروبافي دبلن عن أي "قرار مثير" حول الأزمة السورية على قول الإبراهيمي. وأضاف الموفد الدولي للصحافيين اثر الاجتماع "لكنني اعتقد أننا توافقنا على أن الوضع سيء وان علينا مواصلة العمل معا لنرى كيفية إيجاد سبل لوضع المشكلات تحت السيطرة قبل معالجتها إذا أمكن ذلك".
ومن المتوقع أن تجتمع مجموعة "أصدقاء سوريا"، التي يدعمها الغرب، في مراكش الأسبوع القادم، لبحث زيادة الدعم للمعارضة المسلحة التي تقاتل من أجل إسقاط الرئيس الأسد.
على صعيد الداخل السوري، دعا ناشطون معارضون للنظام إلى التظاهر الجمعة تحت عنوان "لا لقوات حفظ السلام على أرض الشام"، بحسب دعوة على صفحة "الثورة السورية ضد بشار الأسد" على موقع "فيسبوك" للتواصل الاجتماعي الخميس.
وأرفقت الدعوة برسم كاريكاتيري يصور الرئيس السوري يحمل فأساً مضرجة بالدماء، وهو يصافح الموفد الدولي السابق إلى سوريا كوفي عنان، وأرجلهما مغمسة في جثث مضرجة بالدماء أمام لافتة كتب عليها "سوريا". وأظهر الرسم الكاريكاتيري، الذي كتب عليه بالعربية والإنجليزية والكردية، ثلاثة جنود من قوات حفظ السلام يلتقطون صوراً لبشار الأسد وعنان.
وكان الأخضر الإبراهيمي، الذي خلف عنان كموفد إلى سوريا، شدد يوم الجمعة الماضي على أن إعلان وقف إطلاق النار في سوريا هو "ضرورة ملحة"، مؤكداً على ضرورة أن تشرف عليه بعثة مراقبة كبيرة.
ي.أ/ ع.ج.م (د ب أ، أ ف ب، رويترز)