تحذير من تصاعد التوتر في السودان بعد تأجيل الانتقال السياسي
٨ أبريل ٢٠٢٣أعرب المفوض السامي للأمم المتحدة لحقوق الإنسان فولكر تورك اليوم السبت (الثامن من نيسان/أبريل 2023) عن قلقه من تصاعد التوتر في السودان، داعيًا جميع الأطراف إلى تكثيف جهودهم من أجل عودة حكومة المدنيين. ودعا تورك جميع الأطراف المعنيين إلى التهدئة والامتناع عن اللجوء إلى العنف.
وقال في بيان: "إن البلد يقف عند منعطف حاسم. تم إنجاز الكثير من العمل وتم اتخاذ العديد من الخطوات الإيجابية نحو التوقيع على اتفاق نهائي - يجب بذل كل الجهود الآن لإعادة الانتقال السياسي إلى مساره الصحيح".
وطالب المسؤول الأممي السلطات بتجنّب مزيد من التأخير في توقيع اتفاق للانتقال إلى حكومة مدنية، بينما دعا الأطراف غير الموقعة للانضمام إلى العملية.
وقال تورك: "أحث السلطات على ضمان الاحترام الكامل لحقوق الناس في حرية التعبير والتجمع السلمي وأن يتم توجيه قوات الأمن بوضوح للرد على التظاهرات بما يتماشى مع قوانين ومعايير حقوق الإنسان"، وأضاف: "يجب ألا نرى تكرارًا لاستخدام القوة غير الضرورية وغير المتناسبة".
وانطلقت تظاهرات في السودان يوم الخميس الماضي في ذكرى انتفاضتين أسقطتا رئيسين انقلابيين بعدما أدت الخلافات بين العسكريين وقوات شبه عسكرية إلى تأجيل جديد لاتفاق يمهد لخروج البلاد من الأزمة.
وكان تحالف قوى الحرية والتغيير، الذي يمثل القوى المدنية، قد دعا إلى التظاهر بعد هذا التأجيل الجديد لتوقيع الاتفاق الذي من شأنه إحياء عملية الانتقال الديموقراطية بعد انقلاب العام 2021.
وأعلنت السلطات الخميس عطلة رسمية كون تاريخ السادس من نيسان/أبريل له دلالات في تاريخ السودان الذي يحكمه عسكريون بشكل شبه دائم منذ الاستقلال العام 1956. ففي هذا التاريخ من العامين 1985 و2019 أطاح السودانيون برئيسين وصلا إلى السلطة بانقلابين.
في العام 2019 وفيما كان السودان، أحد أفقر بلدان العالم، يبدأ مسيرة الانتقال الديموقراطي ويحظى بدعم المجتمع الدولي بعد حكم ديكتاتوري استمر 30 عامًا، شكلت قوى الحرية والتغيير حكومة مدنية تقاسمت حكم البلاد مع العسكريين وكان يفترض أن تقود البلاد إلى انتخابات حرة لتسليم السلطة كاملة للمدنيين.
لكن في 25 تشرين الأول/أكتوبر 2021 وفيما كان استحقاق الانتخابات يقترب، أغلق قائد الجيش عبد الفتاح البرهان الباب أمام هذا التحول الديموقراطي على نحو مفاجئ. قاد البرهان انقلابًا واعتقل معظم الوزراء والمسؤولين المدنيين. منذ ذلك الحين، تغوص البلاد في أزمة سياسية واقتصادية، فيما علق المجتمع الدولي كل مساعداته بعد الانقلاب.
وشكل التدهور الاقتصادي في السودان عامل ضغط على جميع الأطراف للتوصل إلى الاتفاق، وهو شرط مسبق لاستئناف المساعدات الدولية للدولة الإفريقية الفقيرة.
م.ع.ح/أ.ح (أ ف ب)