تحركات دولية لتشديد الضغط على نظام القذافي
٢٨ فبراير ٢٠١١أفادت صحيفة نيويورك تايمز أن الولايات المتحدة وحلفاءها الأوروبيين يدرسون إقامة منطقة حظر جوي فوق ليبيا لمنع ارتكاب الطيران الليبي الموالي لمعمر القذافي مجازر بحق المدنيين. وأوردت الصحيفة نقلا عن مسؤول رفيع في الإدارة الأميركية طلب عدم كشف اسمه أن أي قرار في هذا الصدد لم يتخذ بعد. وأشارت نيويورك تايمز إلى أن منع تحليق الطائرات فوق ليبيا يتطلب نقاشا وتصويتا من جانب الأعضاء الـ15 في مجلس الأمن الدولي.
ومن المقرر أن يلتقي الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون الاثنين الرئيس الأميركي باراك أوباما في البيت الأبيض للتباحث في تدهور الأوضاع في ليبيا. وذكرت الصحيفة بأن الولايات المتحدة والحلف الأطلسي يملكان قواعد عسكرية عدة في إيطاليا قد يتم استخدامها لشن عمليات ضد ليبيا إضافة إلى وجود مقر للأسطول السادس في البحرية الأميركية في مدينة نابولي.
مرحلة ما بعد القذفي
يأتي هذا فيما يحتل الوضع في ليبيا الاثنين قلب الاهتمام في النقاشات التي ستدور خلال افتتاح الدورة السنوية لمجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة حيث سيجتمع ممثلو الدبلوماسية الدولية لزيادة الضغط على معمر القذافي. وسيشهد اليوم الأول من دورة تستمر عادة قرابة الأربعة أسابيع اعتلاء وزراء خارجية الولايات المتحدة هيلاري كلينتون والاتحاد الأوروبي كاثرين اشتون وروسيا سيرغي لافروف وايطاليا فرانكو فراتيني منصة المجلس.
وأشارت وزيرة الخارجية الأميركية من على متن الطائرة التي أقلتها إلى جنيف إلى أن الولايات المتحدة "مستعدة" لتقديم "أي شكل من أشكال المساعدة" لمعارضي نظام الزعيم الليبي معمر القذافي، إلا أنها أبدت حذرا حيال تطور الأوضاع في وقت لا يظهر الزعيم الليبي أي مؤشر للتخلي عن الحكم الذي يعتلي سدته منذ نحو 42 عاما.
وصرحت كلينتون قبيل توجهها إلى جنيف بأن الحكومة الأمريكية "تتواصل مع مختلف الليبيين الذين يسعون لتنظيم أنفسهم في الشرق وحيث تتحرك الثورة نحو الغرب أيضا". وتستعد المعارضة الليبية التي تسيطر على جزء كبير من شرق ليبيا ويتقدمون صوب العاصمة طرابلس في الغرب، لمرحلة انتقالية حتى مع استمرار تشبث القذافي بالسلطة.
أوروبا تتحسب لموجة المهاجرين
من جانبه أعلن الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي الأحد أنه طلب من الاتحاد الأوروبي عقد قمة لاعتماد "إستراتيجية موحدة" في مواجهة الأزمة الليبية والتحديات التي تطرحها في مجال الهجرة. وقال ساركوزي في مداخلة عبر الإذاعة والتلفزيون إن "فرنسا طلبت أن يجتمع المجلس الأوروبي كي تعتمد أوروبا إستراتيجية موحدة في مواجهة الأزمة الليبية التي قد تحمل تبعات ثقيلة جدا على استقرار المنطقة برمتها".
وكان الرئيس الفرنسي طرح خلال زيارة إلى تركيا الجمعة فكرة عقد اجتماع لمجلس أوروبا حول الثورات العربية ومنتدى التعاون المعروف باسم "الاتحاد من أجل المتوسط" ومستقبل العلاقات بين أوروبا وبلدان الشرق الأوسط. وأشار ساركوزي مساء الأحد إلى مخاطر حصول انفلات أمني خطير في البلدان العربية بعدما تدهور الوضع في ليبيا بشكل كبير.
وقال إن الانتفاضات الشعبية "يمكنها أيضا أن تغرق في العنف وتنتج أنظمة ديكتاتورية أسوا من سابقاتها. نعرف ما يمكن أن تكون عواقب هكذا مآس على التدفق غير القابل للسيطرة للمهاجرين والإرهاب". وفي الأيام الماضية، حذرت ايطاليا شركاءها الأوروبيين من خطر أزمة إنسانية "كارثية" وتدفق للاجئين الليبيين.
(ي ب / ا ف ب . د ب ا . رويترز)
مراجعة: طارق أنكاي