Die neue deutsche Ramadan-Kultur
٢٠ سبتمبر ٢٠٠٩يقدر عدد المسلمين في ألمانيا بحوالي أربعة ملايين مسلم تعيش غالبيتهم في مدن رئيسية مثل برلين وشتوتغارت وفرانكفورت. وخلال شهر رمضان تشهد العديد من أسواقها حركة خاصة، لاسيما قبيل عيد الفطر بأيام قليلة. وفي سوق "مايباخ اوفر" الأسبوعي في ضاحية نيوكولن البرلينية الذي يطلق عليه أهل برلين "سوق الأتراك" يكون الازدحام على أشده خلالها. ويتميز هذا السوق ببضاعته الشرقية التي لا تقتصر على الخضار والفواكه والحلويات والتوابل، بل تتعداها إلى الأقمشة والألبسة.
حركة تسوق حثيثة تسبق العيد
"يورو واحد للكيلو".. ينادي رايف إرديم البائع التركي الأصل وهو يهم بوزن فاكهة الأجاص لإحدى المتسوقات. الكثير من الباعة في هذا السوق من أصول تركية، وكذا الحال بالنسبة للزبائن الذين يسحب معظمهم خلفه الحقائب ذات العجلات المخصصة للتسوق، ويمكن للمرء أيضا ملاحظة أن قسما كبيرا من النساء يرتدين الجلابيب الطويلة وأغطية الرأس. ويشير إرديم بصوت خفيض إلى أن الإقبال على الشراء كبير للغاية في الفترة التي تسبق الأعياد، ويأتي في مقدمتها المنتجات المستوردة من الخارج كالتمر الطازج، وهي منتجات لا تلقى إقبالا كبيرا في العادة.
الصيام أصبح أسهل في ألمانيا
ويبدو أن شهر رمضان يجدد الحنين إلى الوطن بشكل خاص ، فكما تقول نورا أسطى التي تعمل بدورها كبائعة في السوق "سأسافر العام المقبل إلى عائلتي في تركيا، فالصيام بين الأهل والأقارب له نكهة خاصة وهو ببساطة أجمل". وتعيش عائلة نورا في مدينة سامسون الواقعة على البحر الأسود، لكن بالنسبة للكثير من المسلمين فإن الصيام في ألمانيا حتى مع وجود الأهل فيها، يختلف عن الصيام ضمن مجتمعاتهم الإسلامية. وبصفته أحد أركان الإسلام الخمسة فإن للصيام مكانة هامة لدى المسلمين، لذا يتغير إيقاع الحياة اليومية في البلدان الإسلامية تماما خلال شهر الصوم، فهناك أصناف خاصة من الطعام تعد حصرا في هذا الشهر، وبرامج تلفزيونية ومسلسلات يتم إنتاجها قبل فترة كافية ليتوافق بثها مع رمضان، وتقام كذلك احتفالات وفعاليات خاصة بشهر الصيام. وكما يقول برهان كيسيشي الأمين العام للمجلس الإسلامي، أحد أكبر التجمعات الإسلامية في برلين، فإن هناك فرق كبير بين الصيام في مصر أو تركيا وبين الصيام في ألمانيا، لكنه يستدرك قائلا إن الصيام في ألمانيا أصبح في الفترة الأخيرة أسهل مما كان عليه في السابق. وفي هذه الفترة يزداد ضغط العمل على برهان، ويتحول مكتبه الذي لا يبعد كثيرا عن السوق إلى خلية نحل، فالعمل جار هناك على قدم وساق لطباعة دعوات التهاني بمناسبة عيد الفطر.
"قد يصبح عيد الفطر قريبا عطلة رسمية في ألمانيا"
وتركت الأسابيع القليلة الماضية انطباعا بأن هناك قبولا كبيرا في المجتمع الألماني وتفهما لصيام الأقليات المسلمة، ويجد برهان أن هذا يمثل مؤشرا على تطور ثقافة رمضانية ألمانية خاصة. وهو لا يستبعد أن يصبح يوم عيد الفطر عما قريب يوم عطلة رسمية في ألمانيا، ويستشهد برهان بالتهاني التي تقدم بها رئيس الأساقفة الكاثوليك في ألمانيا روبرت زوليتش والرئيس الألماني هورست كولر. وكما يرى برهان: "فإن هذا يوضح لنا نحن المسلمين بشكل جيد بأننا جزء من المجتمع الألماني وبأننا نحظى بالقبول في ألمانيا".
الكاتب: هاينر كيسل/ نهلة طاهر
مراجعة: ابراهيم محمد