تنظيم القاعدة الإرهابي يخطط لهجمات في العراق انطلاقاً من ألمانيا
كشفت مصادر النيابة العامة الألمانية في مدينة كارلسروهه اليوم الاثنين أن الشخصين اللذين اعتقلتهم السلطات الأمنية أمس الأحد في مدينتي ماينس وبون خططا لتنفيذ هجمات في العراق. كما كشفت عن أن أحدهما عضو رفيع المستوى في تنظيم القاعدة الذي يتزعمه أسامة بن لادن. وذكر النائب العام الألماني كاي نيهم إن المعتقلين هما العراقي إبراهيم محمد (ك) ويبلغ من العمر 29 عاما والفلسطيني ياسر (س) الذي يحمل وثيقة سفر مصرية ويبلغ من العمر 31 عاما. واوضح نيهم أن العراقي يعتبر الشخصية الرئيسية في عملية الاعتقال. وقد سبق له أن زار معسكرات تدريب تابعة لتنظيم القاعدة في أفغانستان وشارك في هجمات ضد القوات الأمريكية المرابطة هناك. وأكد المسؤول الألماني أن المعتقل العراقي دخل الأراضي الألمانية عام 2002 حاملا جواز سفر ألماني. وتفيد مصادر النيابة العامة الألمانية كذلك أن العراقي قال إنه أراد الموت كشهيد ولكن قيادة تنظيم القاعدة ألقت على عاتقه مهام أخرى، ومن بين هذه المهام تجنيد أشخاص لتنفيذ هجمات ارهابية في العراق ومحاولة الحصول على مواد تدخل في صناعة أسلحة نووية. أما الفلسطيني فتقول المصادر إنه تزوج فتاة ألمانية بعد تجنيده لخدمة القاعدة عام 2004. كما وقع عقود بنكية للتأمين على الحياة بقيمة أكثر من 830 ألف يورو لصالح عائلته.
يورانيوم مخصب للقاعدة
أكد النائب الألماني العام أن المتهم العراقي كلف من قبل القاعدة بمحاولة الحصول على اليورانيوم المخصب. وفي هذا الخصوص علق إيكرت فيرتيباخ الرئيس السابق لدائرة مكافحة الجريمة في ألمانيا بالقول "إن الخطر بدأ يأخذ اتجاها جديدا". وقال فيرتيباخ في أحاديث صحفية أن عملية الاعتقال تؤكد أن تنظيم القاعدة يسعى للحصول على مواد نووية مخصبة. في هذه الأثناء قال النائب الألماني العام إن المعلومات المتوفرة لدى السلطات لا تشير إلى أن المتهمين عملا على تشكيل تنظيم ارهابي مستقل في ألمانيا أو أنهما خططا لتنفيذ هجمات في الأراضي الألمانية.
الخوف من "خلية هامبورغ" جديدة
أثارت الاعتقالات الأخيرة المخاوف من احتمال نشوء خلايا جديدة تخطط لأعمال إرهابية انطلاقاً من الأراضي الألمانية كما هو حال ما اصبح يعرف بخلية هامبورغ. ومن المعروف أن أعضاء هذه الخلية لعبوا دورا مركزيا في تنفيذ هجمات سبتمبر/أيلول 2001. وتقول مصادر أمنية ألمانية أنها تكونت من العقل المدبر لها وهو المصري محمد عطا إضافة إلى اللبناني زياد جراح واليمني رمزي بن الشيبة والمغربيين سعيد بهاجي وزكريا الصبار والإماراتي مروان الشيحي. وتضيف المصادر أن أربعة من منفذي هجمات 11 سبتمبر/أيلول أقاموا في مدينة هامبورغ الألمانية الشمالية ودرسوا في جامعاتها. تجدر الإشارة إلى أن اسم اليمني رمزي بن الشيبة يظهر في كثير من سجلات التحقيق. ويعتقد الأمريكيون أنه كان حلقة الوصل بين منفذي الهجمات وقيادة تنظيم القاعدة، وهو الأمر الذي يدفع عدد كبير من المحققين الألمان إلى القول إن بن الشيبة كان العقل المدبر لـ " خلية هامبورغ" وليس المصري محمد عطا.
ناصر جبارة