تسيبراس: "ما فعلته مقدونيا مع اللاجئين عار على أوروبا"
١١ أبريل ٢٠١٦اندلع توتر بين مهاجرين والشرطة اليونانية اليوم الاثنين (11 نيسان/ أبريل 2016) بعد أن حاول العشرات دفع عربة قطار على خط للسكك الحديدية يؤدي إلى مقدونيا. وخلال اضطرابات اليوم وقف رجال فوق عربة القطار وصاحوا ولوحوا بعلمي اليونان وألمانيا للتعبير عن احتجاجهم. وسار آخرون صوب الحدود ولوحوا بأغصان الزيتون للجنود المقدونيين الذين وقفوا للحراسة على الجانب الآخر من سياج الأسلاك الشائكة.
ولم يستمر التوتر طويلا ولم يشبه ما حدث أمس الأحد حين أصيب عشرات المهاجرين واللاجئين بعد أن أطلقت شرطة مقدونيا الغاز المسيل للدموع والطلقات المطاطية على الحشود على الجانب اليوناني من الحدود.
وقد عبر رئيس وزراء اليونان الكسيس تسيبراس عن أسفه لما حدث في مقدونيا الأحد بوصفه "عارا على الحضارة الأوروبية." واتهم تسيبراس مقدونيا في تصريحات الاثنين أنها تصرفت بشكل "معيب" عندما صدت بالقوة والقنابل المسيلة للدموع مئات اللاجئين، الذين كانوا يحاولون عبور الحدود بالقوة بين اليونان ومقدونيا.
وقال تسيبراس إن قوات الأمن المقدونية استخدمت "الغاز المسيل للدموع والرصاص المطاطي بمواجهة أشخاص لم يشكلوا أي تهديد ولم يكونوا مسلحين" مضيفا إنه لأمر "يمثل عارا كبيرا على الحضارة الأوروبية وعلى الدول التي تريد أن تكون جزءا من الحضارة الأوروبية." ومن المعلوم أن مقدونيا مرشحة للانضمام لعضوية الاتحاد الأوروبي منذ عام 2005.
وكان مئات اللاجئين من أصل نحو 11 ألفا يضيق بهم الطرف اليوناني من الحدود مع مقدونيا حاولوا العبور إلى مقدونيا الأحد، ما دفع قوات الأمن المقدونية إلى استخدام القنابل المسيلة للدموع لصدهم، في حين قالت اليونان إنه تم أيضا استخدام الرصاص المطاطي، الأمر الذي نفته سكوبيي. وأكدت منظمة "أطباء بلا حدود" أنه حصل بالفعل استخدام للرصاص المطاطي.
وقال المتحدث باسم المنظمة جوناس هانسن الموجود في المكان لوكالة فرانس برس "لقد عالجنا ما بين 30 و40 شخصا من الرجال و أيضا من النساء والأطفال اثر إصابتهم بالرصاص المطاطي في أنحاء مختلفة من أجسادهم، بينهم ثلاثة أطفال تقل أعمارهم عن عشر سنوات أصيبوا في الرأس". ومن أصل 260 جريحا كان اثنان لا يزالان الاثنين في المستشفى.
من جهتها اتهمت وزارة الداخلية المقدونية "الشرطة اليونانية بأنها لم تحاول التدخل لإنهاء هذه الأحداث". وتؤكد اليونان أنها تستقبل على أراضيها نحو 53 ألف مهاجر ولاجئ. وتوافقت أثينا وسكوبيي على تحميل مطلقي الشائعات عن قرب فتح الحدود، مسؤولية أحداث الأحد. وكانت الشائعات عن قرب فتح الحدود وراء محاولة واسعة للعبور إلى مقدونيا في الخامس عشر من آذار/ مارس الماضي ما أدى أيضا إلى صدها بالقوة. وتوفي يومها ثلاثة أفغان غرقا لدى محاولتهم عبور أحد الأنهار.
في غضون ذلك، أعربت المفوضية العليا للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين عن قلقها الشديد جراء استخدام الشرطة المقدونية قنابل مسيلة للدموع ضد مهاجرين على الحدود مع اليونان. ورأى المتحدث باسم المفوضية أدريان ادواردز أنه "من الخطأ في كل الأحوال استخدام العنف"، حسب بيان للمفوضية اليوم الاثنين في نيويورك. وجاء في البيان أن العنف أدى لإصابة أشخاص وإلحاق أضرار بالممتلكات وأنه يضر اللاجئين ويضر سمعة أوروبا.
وقال ادواردز إن هناك تزايدا في الشعور باليأس وانعدام الفرص في أوساط اللاجئين البالغ عددهم نحو 11 ألف العالقين منذ أسابيع كثيرة تحت ظروف خانقة في معسكر إدوميني في اليونان.
ورغم هذه المشاكل فإن تدفق المهاجرين إلى اليونان تراجع بشكل واضح، ولم يسجل بين الأحد وصباح الاثنين في اليونان سوى وصول 18 شخصا.
ص.ش/ح.ع.ح (أ ف ب، رويترز)