توتر فلسطيني إسرائيلي في الذكرى الثانية لحرب غزة
٢٧ ديسمبر ٢٠١٠تتزامن الذكرى الثانية لبدء عملية "الرصاص المصبوب" العسكرية الإسرائيلية في قطاع غزة عام 2008 مع تصعيد جديد في منطقة الشرق الأوسط. وفيما تشهد الحدود الإسرائيلية مع قطاع غزة في الآونة الأخيرة تصعيدا ميدانيا عقب إطلاق مكثف للصواريخ على الأراضي الإسرائيلية ورد فعل الجيش الإسرائيلي عليها بضربات عسكرية، صعّد وزير الخارجية الإسرائيلي أفيغدور ليبرمان لهجته ضد السلطة الفلسطينية بزعامة محمود عباس. وقال ليبرمان مساء أمس الأحد خلال لقاء في القدس مع سفراء إسرائيل في الخارج إنه "من المستحيل بالنسبة إلينا توقيع اتفاق شامل اليوم مع الفلسطينيين". وأضاف زعيم حزب "بيتنا" اليمني المتشدد أن "حكومتهم غير شرعية".
السلطة الفلسطينية تؤكد التزامها بحدود 67
ولفت ليبرمان إلى أن حركة فتح بزعامة عباس خسرت الانتخابات العامة في العام 2006 أمام حركة حماس، التي سيطرت على قطاع غزة بالقوة في حزيران/يونيو 2007. أما حركة فتح فقد ردت على لسان المتحدث باسمها فهمي الزعارير بأن "السلطة الوطنية تمتلك الشرعية اللازمة وفق القانون الفلسطيني" بحسب ما نقلت عنه وكالة الأنباء الفلسطينية "وفا".
وقال ليبرمان إن الفلسطينيين "سيرفضون أي اتفاق مع إسرائيل مهما كان سخيا وان هناك فجوات لا يمكن تجاوزها في الملفات المتعلقة بأمن إسرائيل". فيما أكد الزعارير أن ما وصفه ب"المحاولات المحمومة" من إسرائيل لن "تهز موقف ومكانة السلطة الوطنية وتأييد وتعاطف الدول المختلفة للاعتراف بحقوقنا ومساندته عبر الاعتراف في دولته على حدود 1967 وحق تقرير المصير".
ولا تزال المحادثات المباشرة بين إسرائيل والفلسطينيين، التي انطلقت مجددا في الثاني من أيلول/سبتمبر الماضي في واشنطن، معلقة حاليا منذ انتهاء سريان قرار تجميد الاستيطان الإسرائيلي في الضفة الغربية في 26 أيلول/سبتمبر، ورفضت اسرائيل تجديده.
ليبرمان يرفض الاعتذار لتركيا
وعلى صعيد آخر، رفض ليبرمان عرضا تركيا لاستئناف العلاقات إذا اعتذرت إسرائيل عما وصفته تركيا ب"الغارة" على أسطول الحرية في أيار/ مايو الماضي وهو في طريقه إلى غزة واعتبره بأنه "وقاحة"، قائلا إن "على أنقرة أن تبادر بإصلاح تلك العلاقات". وتأتي هذه التصريحات ردا على طلب تركي أعاد فيه وزير الخارجية التركي أحمد داود أوغلو يوم السبت مطالبة إسرائيل ب"الاعتذار وتقديم تعويضات عن قتل قواتها البحرية لتسعة أتراك في اشتباكات على سطح سفينة المساعدات مافي مرمرة في أيار / مايو الماضي.
ويذكر أن مبعوثين أتراك وإسرائيليين اجتمعوا في جنيف في وقت سابق هذا الشهر لإجراء محادثات تقارب. وكان مسؤولون إسرائيليون قالوا إنهم يسعون إلى اتفاق يتضمن إعراب إسرائيل عن "أسفها" للعنف الذي وقع على السفينة ودفع تعويضات عن القتلى والمصابين مقابل التزام تركيا بتأمين أفراد البحرية الإسرائيلية من أي دعاوى قضائية ذات صلة.
(ش.ع / أ.ف.ب، رويترز)
مراجعة: منصف السليمي