توخل.. مدرب كبير تحرمه برودة أعصابه من ولع الجماهير
١ يونيو ٢٠١٦كان نادي بروسيا دورتموند هو أول ناد ألماني يفوز بكأس أوروبا للأندية أبطال الكأس، وكان ذلك في عام 1966. وبمناسبة اليوبيل الذهبي (مرور 50 عاما) لهذا الحدث، أقام الفريق احتفالا حضره 400 ضيف من مختلف أجيال دورتموند. ورغم أن المدرب توماس توخل لم يكن حاضرا، إلا أن الحديث الدائر حول موائد الضيوف كان يتناول توخل سواء بالمديح الكبير أو بالشكوك تجاهه أو حتى بانتقاده.
"مدرب ذكي بقلب من حديد"
ويقول المحرر توماس هينكه في عدد هذا الأسبوع من مجلة "كيكر" الألمانية، إن توخل لقي اعترافا كبيرا وسط الضيوف للتطور الرياضي لفريق دورتموند، والأفكار "الطازجة" للعب والكرة الجذابة، التي يقدمها الفريق والتكتيك والمرونة. لكنه لم يلق "حبا حقيقيا"؛ فتوخل "برجماتي بارد" يكسب مباريات، لكنه لا يثير بالضرورة ولع الجماهير، حسب هينكه. فصورة توخل في أذهان الناس هي صورة مدرب ذكي بقلب من الحديد، حسب كيكر. وهي تختلف تماما عن سلفه يورغن كلوب، الذي كان يؤثر قلوب الجماهير واللاعبين عبر انفعالاته سواء بالفرح أو الغضب، والتي اشتهر بها في جميع أنحاء العالم.
حين ينظر المرء من بعيد إلى توماس توخل (42 عاما) ربما يعتقد أنه يسير على خطا كلوب (48 عاما)؛ فكلاهما درب ماينز أولا وأحدث به طفرة ثم انتقل إلى دورتموند بعدها وأحدث نقلة كبيرة في أداء فريق الأصفر والأسود. ثم إن توخل وحسب قول رئيس النادي هانز يوآخيم فاتسكه واصل البناء على الأساس الذي وضعه كلوب. لكن الحقيقة أن توخل قدوته هو الإسباني بيب غوارديولا، وفريق بايرن ميونيخ. وأنه استطاع أن يدخل تحسينات كبيرة على دورتموند في كافة النواحي المهمة تقريبا، مقارنة بآخر عامين قاد فيهما يورغن كلوب الفريق. وقال رئيس النادي إن "كل واحد (في دورتموند) لديه شعور بأن المدرب (توخل) سيطور (من أدائه)".
مشهد الخسارة بين توخل وكلوب
لقد استطاع توخل أن يجعل لاعبا عبقريا مثل هينريك مخيتاريان ينفض الغبار عن نفسه ويقدم أفضل ما لديه هذه الموسم، بحيث أصبحت تتهافت عليه أكبر الفريق الأوروبية، بينما يحاول توخل التمسك به. وعرفانا منه بجميل المدرب يشترط مخيتاريان بقاء توخل كمدرب لتمديد عقده مع دورتموند، أو السماح له بالرحيل، إذا رحل المدرب.
أولاف ماينكينغ، وكيل أعمال توخل، محام كبير من هامبورغ ويعرف تماما المآخذ على توخل، ولذلك رتب له من أجل تصحيح صورته. لكن من الناحية الرياضية أيضا يقع توخل في أخطاء تكتيكية تؤدي إلى خسارة فريقه مثلما حدث أمام بايرن في الدوري الألماني عندما خسر دورتموند 1-5، أو أيضا الخسارة أمام ليفربول، الذي يدربه كلوب، في الدوري الأوروبي (أوروبا ليغ).
عزز سلوك توخل بعد خسارة نهائي الكأس أمام بايرن ميونيخ هذا الموسم بضربات الترجيح الاتهامات الموجهة إليه بأنه يفتقد إلى "الذكاء الاجتماعي". إذ إنه لم يكن قادرا على مواساة لاعبيه ولم يظهر تعاطفا واضحا مع قائد الفريق ماتس هوميلس، الذي خرج مصابا في تلك المباراة، كما أنه لم يبد شعورا أصلا بالحزن لفقد المباراة.
بينما كان الموقف في نفس الملعب العام الماضي مختلفا، حينما خسر يورغن كلوب نهائي الكأس أمام فولفسبورغ. حيث دمعت عيناه وأخذ يواسي اللاعبين والجماهير ويحيي الجميع في منظر لا يمكن نسيانه بسهولة، فقد كانت آخر مباراة له مع الفريق وكان يريد ختام مشواره معه بنهاية غير تلك النهاية.
لكن أرقام توخل كمدرب مع دورتموند هذا الموسم تتحدث عن نفسها. فقد خاض 56 مباراة رسمية فاز في 40 مباراة وخسر فقط سبع مباريات، وسجل فريقه 138 هدفا وحصدت شباكه 50 هدفا وهو بهذا يقف في الصف الأمامي وسط جميع مدربي دورتموند. علاوة على أنه حقق مع النادي أكبر عدد نقاط في بطولة للدوري في تاريخه (87 نقطة)، رغم فوزه بالمركز الثاني خلف بايرن. وقاد الفريق لنهائي الكأس رغم خسارته أمام بايرن أيضا. وقد كال رئيس نادي دورتموند المديح لتوخل وقال: "لقد صنع توخل أعظم (ما يمكن)، ولم ننتظر منه أكثر ولا أقل من ذلك"، حسب ما نقلت مجلة كيكر.