كلينسمان قد يدرب الأمريكيين

لم يكن وقع الأخبار التي نقلتها الصحف الألمانية المختصة في الأسابيع الأخيرة عن احتمال تسلم مدرب المنتخب الألماني السابق يورغن كلينسمان (42 عاما) مهام تدريب المنتخب الأمريكي لكرة القدم، لم يكن وقعها قويا على مسامع مشجعي عشاق كرة القدم الألمان والمراقبين. فبعد انتهاء مباريات المونديال الأخير واكتفاء المدرب وفريقه بالمركز الثالث، بدأت الإشاعات تتسرب عن تقديم اتحاد كرة القدم الأمريكي عروضا سخية لكلينسمان الذي يعيش منذ سنوات في كاليفورنيا وعلى اطلاع مقبول بشؤون كرة القدم الأمريكية وثقافتها. وفي حين تحدثت صحف ألمانية عن وصف كلينسمان للمحادثات التي جرت بينه وبين المسؤولين في اتحاد كرة القدم الأمريكي بأنها "إيجابية جدا" وأنها تعطيه جميع الحريات التي يحتاجها من أجل ممارسة مهامه الجديدة، تحفظت صحف أخرى بالقول إن هذه المحادثات "لم تسفر عن الإعلان عن قرار موافقة رسمي أو عن اتفاق نهائي."

جولاتي: كلينسمان لديه اهتمام كبير

في غضون ذلك، جاءت هذه الأخبار ومقابلة أعرب فيها كلينسمان للصحيفة الأمريكية "نيويورك تايمز" عن "اهتمامه الكبير" بتدريب المنتخب الأمريكي، جاءت لتزيد من حدة النقاش الدائر في الأوساط الكروية الألمانية حول مستقبل كلينسمان الذي قال في المقابلة المذكورة إن لديه اهتماما كبيرا بتدريب المنتخب الأمريكي "وإنه على اتصال دائم مع رئيس الاتحاد الأمريكي لكرة القدم سونيل جولاتي" بهذا الخصوص وإنه سبق له وأن أجرى محادثات مع الرئيس جولاتي وإن جميع هذه المحادثات "كانت إيجابية". من جانبه، أكد رئيس الاتحاد جولاتي أنه أجرى محادثات جادة ومكثفة مع كلينسمان، ولكنه في الوقت ذاته نفى توصل هذه المحادثات إلى اتفاق رسمي. وأكد جولاتي أن كلينسمان "أظهر اهتماما كبيرا بالعروض التي قدمها الاتحاد له، ولكن المحادثات لم تتوصل إلى اتفاق رسمي في هذا الخصوص.

ولوف يعرب عن تفهمه

وعلى صعيد ردود أفعال الأوساط الكروية الألمانية، أعرب مرافق كلينسمان في مونديال 2006 والمدرب الحالي للمنتخب الألماني يوأخيم لوف عن تفهمه لسعي كلينسمان إلى تسلم هذه المهام. وقال لوف إن كلينسمان "أعرب منذ فترة طويلة عن استعداده لتقديم رد إيجابي عن العرض الأمريكي." وأضاف لوف إنه ينطلق من أن كلينسمان "سيجمع جميع القوى من أجل قيادة المنتخب الأمريكي إلى مونديال 2010 في جنوب إفريقيا." أما الدولي الأمريكي ستيفن شوروندولو ولاعب الفريق الألماني هانوفر 96 فقد أيد تسلم كلينسمان هذه المهام في بداية العام المقبل خلفا للمدرب المستقيل بروس أرينا. وقال شوروندولو في تصريحات صحفية إنه يرحب بقرار محتمل في هذا الخصوص وإن كلينسمان الذي يعيش في الولايات المتحدة منذ سنتين "لن يواجه صعوبات في فهم الثقافة الأمريكية واستحسانها." وأضاف لاعب الفريق الألماني إن المسؤولين الكرويين واللاعبين في الولايات المتحدة "لا يتعاملون بصرامة" مع الأمور الكروية، مضيفا أن كلينسمان "سيتعود بلا شك على ذلك."

قرار مفاجئ

وكان كلينسمان قد أكد في مؤتمر صحفي عُقد بعد نهاية المونديال في مدينة فرانكفورت خبر تنحيه عن منصبه وتعيين مساعده يوأخيم لوف خلفا له. وعزا كلينسمان في حينها خبر الاستقالة المفاجئ إلى أسباب شخصية وهي الرجوع إلى عائلته وحياته الطبيعية. أما بخصوص المدرب الألماني الجديد يوأخيم لوف، فقد قال كلينسمان إن لوف لم يكن في يوم من الأيام مساعدا له، بل شريكا. وأضاف أن لوف كان مسؤولا عن مهام معينة في الفريق وأنه قام بهذه المهام باستقلالية، سواء دار الحديث عن مهام تدريبية أو إدارية. وقاد كلينسمان منتخب بلاده إلى الفوز بالمركز الثالث في المونديال الذي استضافته ألمانيا من 9 حزيران / يونيو الماضي إلى 9 تموز / يوليو الماضي وقدم عروضا رائعة وذلك بعد أن تعرض لانتقادات لاذعة في الصحف الألمانية قبل انطلاقه. وكان المسؤولون الألمان وعلى رأسهم فرانس بكنباور والرأي العام الألماني طالبوا كلينسمان أن يستمر في منصبه لكن الأخير طلب بعض الوقت للتفكير بذلك مع زوجته الأميركية.