جائزة ألمانية لحقوق الإنسان للتونسي سليم عمامو والمصري خالد سعيد
١٩ سبتمبر ٢٠١١"بوصفهما ممثلان للحركة الديمقراطية في تونس ومصر"، وكونهما "من أهم الفاعلين ومن رموز النضال من أجل الحرية"، كرَّمت مؤسسة فريدريش إيبرت الألمانية كل من المدون التونسي سليم عمامو والمدون والناشط المصري الراحل خالد سعيد بمنحهما جائزة حقوق الإنسان لعام 2011م. وأضافت المؤسسة الألمانية في بيان صحفي بمناسبة منح الجائزة بأن "تغيير النظام في كل من مصر وتونس لم يكن ممكناً دون الإسهام الكبير الذي قدمه من شاركوا في الاحتجاجات، معرضين حياتهم للخطر". هذه الاحتجاجات ارتبطت ـ وفقا للبيان ـ إلى حد كبير "بالتنظيم والتنسيق عن طريق شبكة لإنترنت والشبكات الاجتماعية الجديدة".
وفي حفل أقيم الاثنين (19 سبتمبر/ آيلول) في مقر المؤسسة الألمانية في برلين تسلم عمامو الجائزة بنفسه، فيما تسلمت، زهرة قاسم، شقية خالد سعيد، الجائز الممنوحة لأخيها الراحل.
وفي لقاء مع الصحفيين في برلين، حضره موفد دويتشه فيله، تحدث سليم عمامو وزهرة قاسم عن واقع الثورة في بلديهما والتحديات التي تواجهها.
"الثورة لم تنته بعد"
زهرة قاسم شقية خالد سعيد، "ملهم الثورة المصرية" وفقا لتعبير هايجو لانس مسؤول الشرق الأوسط وشمال إفريقيا في مؤسسة فريدريش إيبرت، تحدثت عن نشاط أخيها عبر شبكة ألإنترنت الذي لم "يكن له نشاط سياسي في البداية كما أنه لم يكن يقول لنا الكثير عن نشاطه على الإنترنت"، حسب قول زهرة. ومن خلال صفحة " كلنا خالد سعيد"، التي أسسها باسمه ناشطون على موقع على الفيسبوك، تحول خالد إلى إيقونة لنضال الشباب المصري ضد الظلم والقمع ومن أجل الحرية. وحول دور خالد في الثورة قالت زهرة "إنه كان بمثابة قطرة الماء التي سقط في كوب ملئ فأفاضته". وفي رد على سؤال عما إذا كانت تشعر بأن هناك "خيانة للثورة المصرية" قالت زهرة إن "الثورة لم تنتهي بعد". وكشفت شقيقة خالد سعيد بأن هناك سلوكيات تتعارض مع الأهداف التي قامت من أجلها الثورة مثل التضييق على الحريات الإعلامية، وعودة التعذيب والاعتقال وتسهيل الفوضى لتبرير العمل بقانون الطوارئ، مشيرة إلى أن "المجلس العسكري، وليس الجيش، يمارس السياسة بعقلية العسكر"، متوقعة أن الناس سوف تنزل للشارع مرة أخرى. لكنها قللت من المخاوف من سيطرة التيار الإسلامي على الوضع، مؤكدة بأن الشعب المصري يعرف دور وحجم الإخوان المسلمين وبالتالي فإن المخاوف منهم ليست مبررة، في رأيها.
مطالب ومخاوف
من جانبه تحدث المدون سليم عمامو عن الثورة التونسية، معتبرا أن الشعب التونسي أثبت شجاعة عالية في مواجهة نظام الرئيس زين العابدين بن علي وخرجه إلى الشوارع مطالبا بـ"إسقاط النظام"، مشيدا بدور المدونات ووسائل الإعلام الجديدة في الثورة رغم "تشديد السلطات لقبضتها على هذه الوسائل والرقابة التي كانت تفرضها عليها". لذا فإن عمامو يطالب بأن يتضمن الدستور التونسي الجديد قواعد "لضمان حق المواطن في الحصول على المعلومات وحق التواصل والاتصال"، كما أن الدستور الجديد يجب ـ وفقا لعمامو ـ أن يحمي حقوق وحريات الأقليات في البلاد. الناشط والمدون التونسي يبدي تخوفا كبيرا إزاء ظاهرة عزوف الشباب في بلاده عن ممارسة السياسة، مشيرا إلى أن نحو خمسين في المائة من هؤلاء الشباب عازفون عن المشاركة في العملية الانتخابية، اعتقادا منهم أن هذه الانتخابات قد تأتي "بحاكم جديد يسيطر على كل شيء في البلاد ويتحكم بكل شيء".
عبده جميل المخلافي
مراجعة: يوسف بوفيجلين