جهادي أم جاسوس؟ تفاصيل قضية "سمسم" بين الدنمارك وسوريا
٢٦ يناير ٢٠٢٣بينما تفيد المحاكم الإسبانية بأن أحمد سمسم قاتل في صفوف تنظيم الدولة الإسلامية (المعروف إعلاميا بداعش)، يؤكد هو من زنزانته أنه كان يعمل سرّا لصالح أجهزة التجسس الدنماركية التي تخلّت عنه.
تعد القضية محرجة بالنسبة لأجهزة الاستخبارات الدنماركية بينما رفضت الحكومة مرارا الدعوات لفتح تحقيق.
ويقول سمسم إنه عمل في سوريا لصالح جهازي الأمن والمخابرات والاستخبارات العسكرية الدنماركيين عامي 2013 و2014، إذ تجسس على جهاديين أجانب. وأكّدت عدة تحقيقات أجرتها وسائل إعلام دنماركية صحة أقواله وخلصت إلى أن الدنماركي من أصل سوري والبالغ 34 عاما لم ينضم قط لتنظيم "الدولة الإسلامية". لكن الوكالتين الاستخباريتين رفضتا الإفصاح عمّا إذا كان عمل لصالحهما.
وسافر سمسم، صاحب السجل الإجرامي الطويل، إلى سوريا عام 2012 برغبته من أجل مواجهة النظام.
وبينما فتحت السلطات الدنماركية تحقيقا بشأنه بعد عودته، إلا أنها لم توجّه له أي اتهامات. وأُرسل بعد ذلك إلى سوريا في عدة مناسبات مع أموال ومعدات قدّمها له جهاز الأمن والمخابرات ومن ثم الاستخبارات العسكرية، بحسب ما ذكرت وسيلتان إعلاميتان دنماركيتان هما "دي آر" و"برلنسكي" بناء على تصريحات شهود عيان لم تكشف هوياتهم وحوالات مالية مرسلة إلى سمسم.
وبعدما تعرّض عام 2017 لتهديدات من قبل عصابات في كوبنهاغن إثر خلافات لا علاقة لها برحلاته إلى سوريا، توجّه سمسم إلى إسبانيا. وهناك، أوقفته الشرطة الإسبانية التي تفاجأت بالعثور على صوره رافعا علم تنظيم "الدولة الإسلامية "على فيسبوك. في العام التالي، صدر حكم بسجنه ثماني سنوات لإدانته بالانضمام إلى صفوف تنظيم "الدولة الإسلامية". ثم تم تخفيض العقوبة إلى ست سنوات.
وقال محاميه في الدنمارك إربيل كايا لفرانس برس "عندما تم توقيفه في إسبانيا عام 2017، كان على يقين تام بأنه سيلقى مساعدة من السلطات الدنماركية". لكن الدنماركيين لم يتدخلوا إطلاقا. ويقضي سمسم عقوبته في الدنمارك منذ العام 2020. والعام الماضي، رفع دعوى قضائية ضد أجهزة الاستخبارات الدنماركية لإجبارها على الإقرار بعلاقته بها. ومن المقرر أن تعقد جلسة الاستماع في القضية في آب/اغسطس.
ا.ف/ ف.ي (أ.ف.ب)