جيف كونز... فنان يمزج الإبداع بالتميز
نجح الفنان الأمريكي جيف كونز في تثبيت مكانته في عالم الفن والإبداع. أحيانا بأعمال فنية مبهرة وأحيانا أخرى بإبداعات متميزة لطالما أثارت نقاشات في الأوساط الفنية، فيما تباع أعماله في المزادات ملايين الدولارات.
لجأ الفنان جيف كونز إلى مزج أعماله الفنية بالمفاهيم التجارية، وكونز هو من الفنانين المعاصرين، وتحصل أعماله على أسعار مرتفعة في مزادات الفن العالمية، وفي عام 2015 أقام الفنان معرضاً في متحف غوغنهايم بمدينة بلباو الإسبانية.
الحجم الضخم للتمثال الذي يُمثل جرواً يقف على مدخل متحف غوغنهايم في مدينة بلباو الإسبانية والذي أنجزه في فترة تسعينيات القرن الماضي. قام جيف بتصميم تمثال "الجرو" الذي يصل إرتفاعه إلى 13 متراً وهو مصنوع من عشرين ألف زهرة مختلفة الألوان. وقد تفاجىء السياح الذين حضروا في عام 1992 لمشاهدة فعاليات معرض دوكيومنتال بهذا التمثال ربما لأنه لم يكن بالأصل من المدعوين.
تطورت أعمال الفنان جيف كونز وأصبحت أكثر إثارة من ذي قبل، وإرتفعت أسعار الأعمال الفنية التي ينجزها، ومن بين المعجبين بأعماله الملياردير الأوكراني فيكتور بينتشوك، والملياردير الفرنسي فرانسوا بينولت الذي يمتلك معظم أسهم صالة كريستي للمزادات. وفي عام 2013 بيع في مزاد العمل الفني المُسمى "الكلب المنطاد" بـ 58.4 مليون دولار.
تتباين آراء النُقاد حول ما إذا كان ينبغي تقييم أعمال كونز على أنها أعمال فنية بحق؟ يقول الفنان كونز أنه كان على الدوام يرغب بالوصول إلى شريحة كبيرة من الجمهور، وبالفعل تمكنت أعماله من الوصول إلى شريحة عريضة من المهتمين بعالم الفن بل إن العديد من أعماله أصبح يُعاد نسخها وتقليدها من قبل الفنانين الصينيين.
أثناء وجود كونز في معهد بالتيمور للفنون وفي أكاديمية شيكاغو للفنون كان شغوفاً بمواضيع تتعلق بتاريخ الفن، وتعج أعماله الفنية بالكثير مما إقتبسه من الأعمال الفنية التي تعود إلى العصور القديمة والحديثة. قام كونز بنسخ عدد من اللوحات واستخدمها في أعماله الفنية، وقد رُفِعَت بحقه أكثر من دعوى قضائية بسبب إنتهاكه حقوق الملكية الفكرية.
ولد جيف كونز في 21 كانون الثاني / يناير 1955. باع أول لوحة من عمله وهو في الحادية عشرة من عمره، وكان والده يمتلك صالة لبيع الأثاث،. إلى ذلك كان يعمل في ميدان التصميم الداخلي. كان مطلعا على التقنيات الفنية التي تُستخدم في مجال الديكور والتصميم الداخلي، وقال في إحدى المقابلات إنه حصل على خبرته من خلال عمله في طفولته.حيث عمل بعد تخرجه في متحف الفن الحديث بمدينة نيويورك.
كل ما يُنتجه كونز من أعمال فنية يتم إعداده في استوديو كونز الذي يشبه مصنعا يعمل به 128 فناناً. 64 منهم يعملون في قسم الرسم، فيما يعمل 44 فناناً آخر بقسم التماثيل. إسم كونز هو العلامة التجارية وهوأحياناً أكثر أهمية من جميع المنتجات التي يطرحها في الأسواق بما في ذلك كرات رياضة، ككرة السلة التي تطفو فوق صفحة الماء.
قام جيف كونز في مرحلة مبكرة من حياته بالتدرب على ممارسة العمل التجاري إلى جنب عمله الفني، أثبت خلال قدراته على التواصل مع جمهوره، وقد تعمد الإستعانة بالشعبية التي تتمتع بها الشخصيات التي يتناولها في أعماله كمثل هذا العمل الذي يصور نجم أغاني البوب مايكل جاكسون، وليدي غاغا التي قام بتصميم غلاف ألبومها عام 2013.
تعرض جيف كونز بإستمرار للإنتقاد بسبب كيفية تعامله مع المواضيع التي يُثيرها، غير أن زوار المعرض الذي نظمه في برلين عام 2008 تحت شعار "عبقرية الفنان" لقي إعجاب زوار المعرض. بالإضافة لعمله الفني المسمى بـ "القلب المتدلي" الذي استأثر أيضا باهتمام الزوار. الكاتب: هايكه موند/ غالية داغستاني