حريق موريا.. شتاينماير يجدد الدعوة لحل أوروبي لقضية الهجرة
١١ سبتمبر ٢٠٢٠قال الرئيس الألماني فرانك-فالتر شتاينماير خلال زيارة الرئيس الكرواتي زوران ميلانوفيتش اليوم الجمعة (11 أيلول/سبتمبر 2020) في برلين إن موافقة دول على نحو منفرد حالياً على استقبال بعض الأفراد من المخيم (موريا) لا تعني أنه يجب التخلي عن محاولة "التوصل إلى سياسة أوروبية مشتركة حتى بشأن هذه القضية الصعبة". وفيما يتعلق برئاسة ألمانيا لمجلس الاتحاد الأوروبي، قال شتاينماير: "نحن مطالبون بشكل خاص، بل مضطرون، للبحث عن إجابة أوروبية مشتركة".
وذُكر في وقت سابق اليوم أن تسع دول من الاتحاد الأوروبي، من بينها ألمانيا، بالإضافة إلى سويسرا أعلنت حتى الآن استعدادها لاستقبال 400 لاجئ قاصر من المخيم. وقال زيهوفر إن هناك محادثات تُجرى حالياً مع دول أخرى، مضيفاً أن العدد الأكبر من القصر - ما يتراوح بين 100 و150 لاجئ - ستستقبله كل من ألمانيا وفرنسا، مشيراً إلى أنه لا يمكن تحديد عدد معين إلا عقب إتمام المحادثات مع الدول الأخرى.
أوضاع مأساوية في الجزيرة
وفي جزيرة ليسبوس نفسها، أمضى آلاف من طالبي اللجوء ليلتهم الثالثة في العراء بالقرب من مخيم موريا الذي دمره حريقان حيث تواجه حكومة اليونان صعوبات في مساعدتهم. وقد عززت الشرطة التي منعت مهاجرين من الوصول إلى ميناء قريب، وفرق الإغاثة انتشارها الكثيف على الجزيرة منذ أن أتت حرائق في وقت متقدم من الثلاثاء والأربعاء على أجزاء كبيرة من مخيم موريا.
وكان موريا، وهو واحد من عشرات المخيمات التي أقيمت في اليونان بعد تدفق المهاجرين إلى أوروبا في العام 2015، يعاني من اكتظاظ شديد إذ يؤوي عددا يعادل أربعة أضعاف قدرته الاستيعابية. وبات مصدر استياء للسلطات والسكان في الجزيرة.
وأقام سكان الجزيرة حواجز على الطرق قرب المخيم المحترق لوقف محاولات تنظيف الموقع وإعادة توزيع طالبي اللجوء في أماكن أخرى.
واشتكت اليونان من أن شركاءها في الاتحاد الأوروبي لم يفعلوا الكثير للمساعدة منذ أصبح هذا البلد واحدة من البوابات الرئيسية إلى أوروبا بالنسبة إلى المهاجرين وطالبي اللجوء في العام 2015. وانهار نظام اللجوء على مستوى الاتحاد الأوروبي تحت ضغط مئات آلاف الوافدين بحيث لم تقبل دول أوروبية أخرى سوى عدد قليل من اللاجئين وتُرك الآلاف في المخيمات اليونانية.
وتعيش العديد من العائلات اليائسة بدون خيام أو فراش، ما جعلها تقيم ترتيبات نوم موقتة على جوانب الطرق. وتقول فاطمة الهاني وهي سورية من دير الزور "خسرنا كل شيء". وتضيف وهي تحمل طفلها البالغ من العمر سنتين على الطريق المؤدي من موريا إلى مرفأ بانيودا "تركنا لمصيرنا بلا طعام ولا ماء أو دواء". وسألت هاني "هذه أوروبا؟ (...) كفى! أريد فقط أن يكبر طفلي بسلام".
وشددت الحكومة اليونانية المحافظة قيودها في ما يخص اللجوء وشروط الإقامة وخفضت المخصصات النقدية في محاولة لوقف تدفق المهاجرين. كذلك أقرت الحكومة قانونا يهدف إلى الحد من وصول المنظمات غير الحكومية والجمعيات الخيرية إلى المخيمات وتعزيز السيطرة الرسمية. وقال بعض العاملين في المنظمات غير الحكومية لوكالة فرانس برس إنهم اضطروا للاختباء من القوات الأمنية أثناء مساعدة المهاجرين الذين تقطعت بهم السبل بسبب القواعد الجديدة.
خ.س/ع.ش (د ب أ، أ ف ب)