حماس تحدد شروط الاعتراف بإسرائيل
٢٦ فبراير ٢٠٠٦حددت حركة المقاومة الإسلامية "حماس" شروط الاعتراف بإسرائيل، في خطوة منها لتلبية الشروط التي وضعتها الدول الغربية على السلطة الفلسطينية من أجل مواصلة تقديم المساعدات للشعب الفلسطيني بعد فوز الحركة الإسلامية بأغلبية كبيرة في الانتخابات التشريعية الأخيرة. قال إسماعيل هنية عضو حركة المقاومة الإسلامية والمكلف بتشكيل حكومة فلسطينية جديدة إن حماس "مستعدة للاعتراف" بإسرائيل إذا أعطت الشعب الفلسطيني حقوقه بالكامل ودولة في الأراضي المحتلة منذ عام 1967 بما في ذلك الضفة الغربية والقدس الشرقية. وكانت "حماس" اختارت هنية البالغ من العمر 43 عاما والذي يعتبره فلسطينيون كثيرون رجلا عمليا ليصبح رئيس الوزراء الجديد بعد اكتساحها الانتخابات التي جرت في 25 يناير كانون الثاني. وتأمل "حماس" بالانتهاء من تشكيل حكومة فلسطينية في غضون أسبوعين .وقال هنية في تصريحات أدلى بها لصحيفة واشنطن بوست إنه "اذا أعلنت إسرائيل أنها ستعطي الشعب الفلسطيني دولة وتعيد إليه كل حقوقه فإننا سنكون مستعدين حينئذ للاعتراف بهم ."ولم يحدد هنية الشكل الذي سيأخذه هذا الاعتراف.
"مستعدون لإجراء محادثات"
وفي التصريحات ذاتها، أكد هنية أيضا أن حماس مستعدة لبحث إجراء محادثات مع إسرائيل إذا انسحبت الدولة العبرية من الضفة الغربية والقدس الشرقية واعترفت"بحق العودة" للاجئين الفلسطينيين الذين شردوا في حرب عام 1948.وفي أول رد فعل على تصريحات "حماس" الجديدة، قال ديفيد ماكوفسكي مدير مشروع عملية السلام في الشرق الأوسط في معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى إن"هذه المقابلة مليئة بالتناقضات ويمكن تشبيهها بوضع نبيذ معتق في زجاجات جديدة." ورفضت "حماس" التي يدعو ميثاقها إلى تدمير إسرائيل إجراء محادثات مع الدولة العبرية بوصفها مضيعة للوقت ولكنها قالت في الآونة الأخيرة إنها قد تحترم بعض جوانب اتفاقيات السلام المؤقتة المبرمة في التسعينات والتي كانت قد رفضتها كلها في الماضي .وفي هذا السياق، قال هنية"فلتقل إسرائيل إنها ستعترف بدولة فلسطينية على طول حدود 1967 وتفرج عن السجناء وتعترف بحقوق اللاجئين في العودة لإسرائيل. و"حماس" سيكون لها موقف إذا حدث هذا."
"سلام على مراحل"
يشار إلى أن إسرائيل انسحبت من قطاع غزة في سبتمبر أيلول بعد احتلال دام38 عاما ولكنها تعهدت بالاحتفاظ بالقدس الشرقية والمستوطنات الرئيسية بالضفة الغربية وعدم السماح أبدا لملايين الفلسطينيين الذين يعيشون في الخارج بالعودة إلى إسرائيل .واندلعت انتفاضة فلسطينية في عام 2000 بعد انهيار المحادثات بين الفلسطينيين والإسرائيليين . ومن بين القضايا التي تعثرت بسببها المحادثات قضية اللاجئين الفلسطينيين .إلى ذلك، قال هنية " إذا انسحبت إسرائيل إلى حدود 1967 فإننا سنقيم حينئذ السلام على مراحل." وأضاف "سنحقق وضع استقرار وهدوء يعطي الأمان لشعبنا." ومهد فوز "حماس" في الانتخابات على حركة "فتح" التي يتزعمها الرئيس الفلسطيني محمود عباس الطريق أمام تشكيل "حماس" حكومة جديدة وأحبط آمال احتمال إحياء عملية إحلال السلام في الشرق الأوسط. وسئل هنية عما إذا كانت حماس ستلتزم بالاتفاقيات المؤقتة الموقعة بين إسرائيل والفلسطينيين، فأجاب قائلا إن حركته "ستراجع كل الاتفاقيات وستلتزم بالاتفاقيات التي تصب في مصلحة الشعب الفلسطيني." وأردف قائلا إن "حماس" ستلتزم بالاتفاقيات التي تضمن إقامة دولة فلسطينية وعاصمتها القدس بحدود 1967." وعن اتهام الإسلاميين الفلسطينيين بالعداء لإسرائيل قال هنية في المقابلة ذاتها إنه ليس لدى الحركة أي مشاعر عداء تجاه اليهود.لا نرغب في إلقائهم في البحر .كل ما نسعى إليه هو إعادة أرضنا إلينا وليس إيذاء أحد." وشنت "حماس" نحو 60 تفجيرا انتحاريا في إسرائيل منذ اندلاع الانتفاضة ولكنها التزمت إلى حد كبير بوقف لإطلاق النار أبرم قبل عام.
دويتشه فيله/ وكالات