حملة في المغرب ضد بناء مسجد.. تعرّف على الأسباب
٢٨ نوفمبر ٢٠١٧وصل عدد المصوتين ضد بناء مسجد في حي "أنزا العُليا" بمدينة أكادير، جنوب المغرب، إلى 813 شخصاً، حسب أرقام العريضة المنشورة على موقع أفاز، اليوم الثلاثاء 28 نوفمبر/تشرين الثاني. تصل تكلفة بناء هذا المسجد إلى 35.800.000 درهم مغربي (أي 3.2 مليون يورو) حسب أرقام رسمية قدمتها الجمعية التي تشرف على عملية جمع التبرّعات.
"دور الشباب مُغلقة في الحي بسبب قلة الموارد المالية. المركزان الصحيان في الحي لا يفتحان سوى لساعة أو ساعتين يومياً بسبب قلة الأدوية والأجهزة الطبية. البنيات التحتية الرياضية تقريباً غير موجودة. الأمر ذاته بالنسبة للمسارح والخزانات ومراكر غسل الكلى ومدارس الأطفال المخصصة لذوي الاحتياجات الخاصة، بل لا يتوفر الحي حتى على مفوضية أمنية" وفق ما جاء في النص المرافق للعريضة.
العريضة وراءها محمد رضا الطاوجني، الذي كان يدير سابقاً جريدة أسبوعية محلية. وقد كنب ضمن نص العريضة: "نريد أن نلفت عناية السلطات العمومية بأن بناء مسجد ضخم بهذا المبلغ الباهظ ليس أولوية بالنسبة لحي يحتاج لكل شيء. نتمنى أن يُستثمر مثل هذا المبلغ في ما يخصّ رفاه السكان".
وحازت الحملة على تشجيع مجموعة من الشخصيات، من بينها الباحث في المجال الديني، محمد عبد الوهاب رفيقي، إذ كتب على حسابه بفيسبوك، إن العريضة "تستحق كل تقدير".
غير أن الجمعية التي تشرف على بناء المسجد، المُنتظر تسميته بـ"مسجد يوسف بن تاشفين"، قالت في بيان أصدرته إن المحسنين المهتمين ببناء المساجد هم المساهمون في عملية التبرعات، بينما تقوم سلطات الدولة بالجانب التأطيري. كما استنكرت الجمعية ما اعتبرته "عرقلةً للعمل الخيري المشروع قانوناً ودينياً"، وكذا ما وصفته بـ"التشويش على العمل الجمعوي".
وتحدث البيان عن أن تحويل أموال المحسنين لإنجاز مرافق اجتماعية أخرى إلى جانب المسجد، يعدّ "بالنسبة للجمعية خيانة للأمانة الموكولة لها من طرف المحسنين"، فـ"هذه الأموال وصلت إلى الجمعية لأجل بناء المسجد دون أغراض أخرى". وتابع البيان أن المبلغ المطلوب لم يتم بعد جمعه بالكامل، لافتاً أن الجمعية تحتفظ لنفسها بحق المتابعة القضائية.
ورّد صاحب العريضة على بيان الجمعية، إذ كتب على حسابه بفيسبوك إن هذا البيان لا معنى له، مشيرًا إلى أن العريضة لم تطلب من الجمعية تحويل أموال المحسنين نحو مرافق أخرى. وتساءل الطاوجني عن سبب تشييد بناية دينية في حي "يفتقر لكل شيء"، فالحي "هش ويحتاج لفت انتباه الجميع، وإذا كان هناك محسنون، فيجب توجيههم نحو تمويل المدارس، والجمعيات التي ترافق مرضى السكري والمعاقين والمصابين بالسرطان، والخزانات، والمستشفيات وغير ذلك".