حينما يكون اللص حارسا !
٢٦ يونيو ٢٠١٤بدأ صدام حملته الإيمانية بقطع رؤوس من سماهن عاهرات وقوادات. اندفع المغفلون من العراقيين وبعض المثقفين مباركين خطوة صدام، بعد حين اكتشفوا ان من قطعت رؤوسهن لسن العاهرات فقط ، بل شملت جريمة قطع الرؤوس شريحة واسعة من النساء الشريفات ، اللاتي عارضن سياسة صدام وكن من اسر معارضة . كان من بينهن طبيبات ومحاميات وأستاذة جامعية ، هكذا ضرب صدام عصفورين بحجر ، تخلص من المعارضات وأساء إلى أسرهن .
استغربت تصرف احد معارفي الذي ينحدر من قرى الموصل ، حين امتدح داعش والبعثيين وتكلم: "عن استتباب الأمن والأمان في الموصل وعودة بعض الأسر المهجرة إلى بيوتها" .
أجبته: حينما يكون اللص حارسا والإرهابيون والمجرمون وأصحاب سوابق السطو واخذ الإتاوات والتعرض لشرف العفيفات، يكون كل هؤلاء مسؤولون عن الأمن. من سيسرق ومن سيفجر ومن سيأخذ الإتاوات ومن ومن ومن ؟.
الإعلام البعثي ومن يتبنى خطابه
يمارس الإعلام البعثي والعربي وحتى بعض وسائل الإعلام العالمية والبعض من وكالات الأخبار المحترمة دور صدام السابق .يضربون ألف عصفور بخبر واحد. جل الأخبار كاذبة أو مضخمة ومثال على ذلك خبر روجته قبل أيام السي ان ان والـ بي بي سي ورويترز وجل وسائل إعلام الدواعش الخليجية. قالوا عن احتلال كامل لتلعفر وبعضهم قال"عن اعتقال أبو الوليد".
في اليوم التالي كشف كذب هؤلاء. جل وسائل الإعلام هذه تشيطن دفاع الجيش عن الوطن وتعطي الشرعية لجرائم داعش وتقلب التسميات ، فالجيش أما ان يسمى جيش المالكي أو مليشيات الشيعة ، أما داعش لم يسمها إلا القليل جدا بالاسم ، ثمة من يسميهم "ثوار العشائر" أو "المنتفضون السنة" أو "الثورة الشعبية".
هؤلاء اغلبهم سقطت مصداقيتهم كما تسقط أقنعت الشرف عن المومس وكما يسقط الزيف أمام الحقيقية ، لكن ما يؤلم حقا ويحز بالنفس ، ونحن ننعم بثورة تكنولوجيا الاتصالات والفضاء المفتوح ، لكن ان يعود بعض المثقفين العراقيين وبعض الكتاب والإعلاميين للعب دور المغفل الذي استغفله صدام وبارك إجرامه بذبح عراقيات اغلبهن بريئات دون محاكمة ، أو أن يلعب بعضهم أدوارا اشد خبثا ودهاء وهم يدعون الحرص على الوطن !.
سلسلة كتابات "كتاب من الطائفة الشيعية"
تصلني رسائل كثيرة من أصدقاء وزملاء كتاب وإعلاميين اقل ما يقال عن بعضها أنها تخدم البعث والدواعش، بالإضافة إلى حملات التضليل وقلب الحقائق وإشاعة الذعر وبث الرعب ثمة موضة جديدة تبناها كتاب يصفون أنفسهم إنهم: "كتاب من الطائفة الشيعية". كتاباتهم تسلسلت كأنها حملة وزعت أدوارها.
يحّمل هؤلاء "الكتاب الشيعة" الطائفة الشيعية بالمجمل مسؤولية ما جرى ويجري في العراق!. دون تخصيص جهة معينة من الشيعة ، كأن يتهمون الساسة الشيعة أو الأحزاب الشيعية أو رجال الدين الشيعة أو المثقفين أو يتهمون كل شيعة العراق وحتى بعض الشيوخ من الشيعة غير العراقيين ، يحملوهم جميعا مسؤولية ما حدث ويحدث في العراق وهم بذلك يخلون طرف داعش والبعث من التسبب بالأحداث !.
هل ستبدل القاعدة والوهابية عقيدتها حتى لو تخلى الشيعة عن الحكم ؟.
هل سيقبل عزت الدوري وحزبه بالتعددية والديمقراطية ويقبل بأقل من العودة للحكم من جديد لسحق الصفويين ؟ .
ان ما يكتبونه يصب في مصلحة البعث وداعش ولا تساوي كتاباتهم أي شيء عند الدواعش والبعثيين ، كتاباتهم ليست أكثر من عملية جلد للذات وانتحار. يأخذون المظلوم مكبلا ومغطى بذنوب لم يرتكبها إرضاء للظالم .
"الموضوعية لا تعني، أن تخلي سبيل المذنب"
هذه الكتابات تسهم باللقاء مزيدا من اللوم لعموم الشيعة وهذا اللوم يخدم داعش ويزيد من التناحر والفرقة وان كان بعناوين أخرى .
الاتزان والموضوعية لا تعني، ان تخلي سبيل المذنب وتختلق الأعذار والأسباب لتبرير إجرامه.
طائفة أخرى من أصحاب النوايا الحسنة ، لكنهم يخدمون الدواعش دون أن يعلموا بذلك ، يوزعون وينشرون على الفيس بوك والايميلات أخبارا غير صحيحة وغير دقيقة ، مصادرها وكالات أنباء وفضائيات تقف مع الإرهاب، وبعضهم ينشر فديوات القتل للجنود والمدنيين الذين يبدون مكبلين مذلولين!.
ما معنى ان تنشروا خبر كاذب باستيلاء داعش على سامراء وبعقوبه ؟.
وانتم تدعون الوطنية والعمل ضد الدواعش .
هزمونا في الموصل بإعلامهم وبحربهم النفسية ، فلا نعود للعب دور المغفل الذي انقاد وصدق إعلام صدام ويصدق ألان إعلام الدواعش والبعث.
أما ان ننشر ما يقوي الجبهة الداخلية أو نمتنع عن نشر الأكاذيب والشائعات التي تسهم بنشر رعب وخوف غير مبرر.
أو ان ننزع عن أنفسنا ثوب الوطنية ونعلن عن انتماء آخر.
ثياب الوطنية لا تليق بالذباحين الدواعش والفاشست البعثيين وفريقهم ..
"ألف ضربة لقطع أغصان شجرة الشر لا تعادل ضربة واحدة لقطع جذورها"