خارطة طريق الجيش المصري تتضمن تغيير الدستور وحل مجلس الشورى
٢ يوليو ٢٠١٣قالت مصادر عسكرية إن القوات المسلحة المصرية ستعلق العمل بالدستور الحالي وتحل مجلس الشورى الذي يسيطر عليه الإسلاميون بموجب مسودة خارطة طريق سياسية ستنفذ إذا لم يتوصل الرئيس الإسلامي محمد مرسي والمعارضة الليبرالية لاتفاق بحلول غد الأربعاء (الثالث من يوليو/ تموز 2013).
وقالت المصادر لرويترز إن المجلس الأعلى للقوات المسلحة ما زال يدرس التفاصيل والخطة الهادفة لحل أزمة سياسية دفعت ملايين المحتجين للخروج إلى الشوارع. وأضافت هذه المصادر أن من الممكن إدخال تغييرات بناء على التطورات السياسية والمشاورات. ودعت القيادة العامة للقوات المسلحة أمس في بيان مرسي إلى الموافقة خلال 48 ساعة على تقاسم السلطة مع القوى السياسية الأخرى وإلا فسيطرح الجيش خارطة طريق لمستقبل البلاد.
وقد أعلنت جبهة الإنقاذ الوطني المعارضة و"جبهة 30 يونيو" التي تشكلت قبل أيام وتضم كل الأحزاب والحركات المشاركة في التظاهرات ضد مرسي أنها فوضت رئيس حزب الدستور محمد البرادعي التفاوض مع الجيش حول المرحلة الانتقالية. وقال بيانان صادران عن "جبهة 30 يونيو" وجبهة الإنقاذ الوطني إنهما قررتا "تفويض البرادعي" بعرض رؤيتهما بشأن المرحلة الانتقالية على الجيش.
الحزب الحاكم يدعو لمقاومة "الانقلاب"
ومن جهته، دعا حزب الحرية والعدالة الذراع السياسية لجماعة الإخوان المسلمين الحاكمة في مصر أنصاره إلى التظاهر لمقاومة أي تحرك للجيش شبهه المتحدث باسم الحزب بالانقلاب الذي أدى إلى الحكم المدعوم من الجيش على مدى ستة عقود. وقال مراد علي المتحدث باسم الحزب لرويترز اليوم الثلاثاء "هذه لحظة حرجة للغاية في تاريخ مصر. نواجه لحظة مماثلة إلى حد بعيد لما حدث في عام 1952." (عندما أطاح جمال عبد الناصر والضباط الأحرار بالملك فاروق). وأضاف مراد قائلا "المصريون يدركون جيدا أن البعض يحاولون إعادة البلاد إلى الوراء وإلى الدكتاتورية."
وقال مراد "الشعب وافق على الدستور وهذا الدستور يضع الخارطة." وأضاف "نرفض أي محاولة للانقلاب أو أي محاولة لتجاهل الدستور الذي وافق عليه المصريون." وأضاف أن حزب الحرية والعدالة وهو جزء من تحالف لأحزاب إسلامية يدعو المصريين إلى "الدفاع عن الديمقراطية وعن حقهم في الحرية" مشيرا إلى أنه يتوقع خروج الناس بأعداد كبيرة في أنحاء البلاد. وقال تحالف الأحزاب الإسلامية في ساعة متأخرة من مساء أمس إنه يرفض أي محاولة من البعض لاستخدام الجيش "للانقضاض على الشرعية أو الانحياز لفصيل دون فصيل".
وقالت جماعة الإخوان المسلمين أمس إنها تدرس تحركا للدفاع عن نفسها بعد اقتحام مقرها العام وحرقه. ودعا قياديون في الجماعة منذ ذلك الحين إلى تحرك.
ألمانيا تشعر بـ "قلق كبير"
وفي برلين، قال وزير الخارجية الألماني غيدو فيسترفيله اليوم الثلاثاء إنه يشعر بقلق كبير لا يمكن إخفاؤه إزاء لأوضاع الحالية في مصر. جاء ذلك في معرض رد الوزير على سؤال حول مهلة الـ48 ساعة التي أعلنتها القيادة العامة للقوات المسلحة أمس الاثنين لجميع الأطراف للتوصل لحل للأزمة. وأضاف الوزير أنه كان قد توجه إلى مصر بعد فترة قصيرة من نجاح ثورة يناير/ كانون الثاني في مصر عام 2011 " و أذكر جيدا الآمال الكثيرة والأماني التي قرأتها في عيون الناس آنذاك".
وأشار فيسترفيله إلى أنه كان قد أجرى حوارات مع هؤلاء الذين تواجدوا في ميدان التحرير من أجل الحرية والديمقراطية. وأعرب الوزير الألماني عن أمله في أن تسلك مصر عبر الحوار والحلول التوافقية طريقا تواصل به البلاد مسيرتها نحو الديمقراطية. وقال فيسترفيله :"لكنني لا أستطيع أن أخفي أن الوضع في مصر والتقارير الواردة يسببان لي قلقا كبيرا".
م.س / أ.ح (رويترز، د ب أ)