كيف تؤثر أخبار أعمال العنف على مستخدمي الشبكات الاجتماعية؟
٢٣ يوليو ٢٠١٦DW : كيف يؤثر عرض الأخبار المستمرة عبر وسائل الاعلام والشبكات الاجتماعية عن اعمال العنف والعمليات الإرهابية على الناس؟
أوليفر كفيرينغ: بداية يجب أن نقول بأن شعور الخوف لدى الإنسان لا ينطلق من العقل. من الناحية الحسابية فالاحتمال لأن يصبح الإنسان ضحية أعمال عنف إرهابية أمر ضعيف ترجيحه. ولكن تلك الصور والمعلومات التي يتم نشرها من قبل الاعلام تبقى عالقة بمخيلة الانسان. وبذلك يحقق الارهابيون هدفهم.
أظهرت دراسات لجامعتي دارمشتات و دريسدن بأن أغلبية الاخبار والتقارير تتحدث عن أعمال عنف وجرائم. كيف نشرح ذلك؟
نعم، إن الأمر كذلك. الناس يتعاملون بشكل أقوى مع الاخبار السلبية والصور المتضمنة لأعمال عنف. ولاشك أن الرغبة في الاثارة تلعب دورا في ذلك، ولكن في نفس الوقت هناك شيء في طبيعة الانسان وهو أنه يكون غالبا أكثر اهتماما عندما يتعلق الامر بالمخاطر وبالتالي تكون مثل تلك الأخبار في مقدمة اهتماماته.
ما هو الدور الذي تلعبه شبكات التواصل الاجتماعي التي يستخدمها الناس باستمراربنشرها إشاعات وصور وفيديوهات ليست لها خصوصية العمل الصحفي وقد يرفض صحفيون نشرها؟
الصحفيون المختصون يقيمون النصوص والصور بشكل آخر. لكن العديد من الذين يستخدمون الشبكات الاجتماعية يتعاملون معها بمشاعر عاطفية. ونلاحظ ذلك مثلا في النقاشات الخاصة باللاجئين، حيث يعمل بعضهم على توظيف الخوف في تلك النقاشات عن وعي، فتنتشر الاخبار غير الصحيحة وتكون النقاشات بعيدة عن الحقيقة. فمثلا إذا كتبت صحيفة محترمة موضوعا بهذا الشأن فقد يتحول الأمر سريعا الى نقاشات حارة بعيدة عن مضامين النص وخارج سياقه وقد تأخذ تلك النقاشات أبعادا مختلفة بالكامل.
وما هو الدور الذي يلعبه الهاتف الذكي الذي يمكن من خلاله الحصول على أخر الأخبار في التطورات بشكل مستمر من خلال تطبيقات الاخبار؟
الناس تصلهم كثير من الأخبار بشكل يشبه اجتياح الفيضانات، بمعنى أن هناك ضغط دائم لتقديم الجديد، بما في ذلك الاخبار السلبية. في الماضي كان النقاش المرتبط بالاخبار يتم بين الناس حول طاولات المقاهي، أما في يومنا هذا فالنقاشات تتم في العموم وليس فقط من خلال الكلام بل أيضا من خلال النصوص والتواصل بالشبكات الاجتماعية. ولذلك يجب علينا أن ننتبه بشكل قوي لمعرفة مصدر الاخبار وهل هي حقا من مصادر جديرة بالثقة أم لا.
أوليفر كفيرينغ هو استاذ للدراسات الاجتماعية وعلوم الاتصال بجامعة مانيس. وتركز أبحاثه على قضايا تحولات الإعلام وعلى الابداعات الاعلامية والتواصل السياسي.