دراسة علمية تحذر من انعكاسات تحولات المناخ الدولي على ألمانيا
٣٠ يناير ٢٠٠٧حذرت نتائج دراسة أعدها معهد ماكس بلانك لأبحاث الأرصاد الجوية من التداعيات السلبية لتغيرات المناخ العالمي على ألمانيا مستقبلا. وقد جاءت هذه التحذيرات إثر صدور نتائج دراسة أعدها فريق أبحاث من المعهد بإشراف خبيرة الأرصاد الجوية دانيلا ياكوبس بعد أن قام الفريق بإجراء تصوير افتراضي، يعد الأول من نوعه في ألمانيا، بهدف رصد تغيرات مناخية محتملة في ألمانيا. البحث العلمي جاء بنتائج مذهلة تتحدث عن تغيرات ملحوظة في المناخ الألماني، حيث يتوقع الباحثون أن يترتب عن تغيرات مناخية خطيرة. فإلى جانب ارتفاع متوسط درجة الحرارة حتى العام 2100 ولا يستبعد الخبراء أن ترتفع نسبة الأمطار المصحوبة أحيانا بالعواصف. وعن ذلك تقول الخبيرة الألمانية ياكوبس: "يمكن الجزم بأن الأمطار والعواصف خلال فصل الصيف سوف تعرف تزايدا ملحوظا". فزيادة متوسط الأيام الممطرة في العام وارتفاع كمية الأمطار المتساقطة سوف يؤثران في نظر الباحثين سلبا بصورة خاصة على منطقة الألب ومنطقة الراين.
ألمانيا على عتبة التحولات المناخية
استنادا إلى تلك المعطيات العلمية تنبأت الخبيرة الألمانية في شؤون الأرصاد الجوية دانيلا ياكوبس بارتفاع معدل الأمطار بنسبة تتراوح بين 20 في المائة و30 في المائة. وتعتقد الباحثة أيضا أن هذه التحولات قد تطال بالدرجة الأولى المناطق الألمانية الجنوبية والجنوبية الشرقية التي قد تشهد تزايد عدد الأيام الممطرة مصحوبة بارتفاع ملحوظ في معدل درجة الحرارة خلال فصل الشتاء. وتتوقع الدراسة أن تكون كل من ولاية ميكلنبورغ فوربومرن وولاية ساكسن وولاية براندنبورغ أكثر المناطق الألمانية عرضة للعواصف. من ناحية أخرى، تظهر الدراسة بأنه ما بين العام 2020 و2030 سوف يزداد عدد الأيام الممطرة في ألمانيا بمعدل 10 أيام سنويا، ناهيك عن تحولات ستطرأ على درجات الحرارة التي قد ترتفع بمقدار خمس درجات مئوية إلى غاية العام 2100.
ضرورة الاستعداد للتحولات المناخية
وفي سياق متصل أوضحت دانيلا ياكوبس عن معهد ماكس بلانك أنه "على ألمانيا أن تكون مستعدة إلى غاية منتصف القرن الحالي لاستقبال أحوال جوية سيئة بشكل متنامي"، مشيرة في هذا الصدد إلى احتمال طول فترات الجفاف أو تعرض البلاد إلى عواصف صيفية.
وإلى جانب الأهمية العلمية لهذه الدراسة تساعد الأرقام والتكهنات التي عرضها المعهد الألماني من مقره في مدينة هامبورغ الأجهزة الألمانية المعنية، مثل المكتب الهيئة الاتحادية للبيئة، على تكوين فكرة عن حقيقة المخاطر البيئية التي قد تتعرض لها البلاد. هذا ما سيدفع هذه الهيئة وأجهزة حكومية أخرى إلى تعبئة الإمكانيات اللازمة لمواجهة أي طارئ أو كارثة طبيعية قد ينتجان جراء التحول المناخي العالمي. وحول أخطار التحولات المناخية يقول متحدث باسم تلك الهيئة من مقرها في مدينة دريساو: "يمكن لهذه التحولات المتسارعة والجذرية في المناخ الألماني أن يكون لها عواقب وخيمة على الإنسان والبيئة".