دعم الوقود الأحفوري يضر بالمناخ والمنافسة
٢٥ فبراير ٢٠١٤في قمة العشرين التي عقدت عام 2009 في مدينة بطرسبورغ بالولايات المتحدة اتفق رؤساء الدول والحكومات على إلغاء الدعم للنفط والغاز والفحم بالتدريج. وجاء في الإعلان الختامي المشرك للقمة: "إن الدعم غير الفعال للوقود الأحفوري يشجع على الإسراف ويصعب الاستثمار في مصادر الطاقة النظيفة ويقوض الجهود الرامية إلى مكافحة خطر تغير المناخ".
وتحاول منظمات عالمية مثل البنك الدولي وصندوق النقد الدولي والوكالة الدولية للطاقة إصدار تقارير دورية عن أبعاد مشكلة دعم الوقود الأحفوري وتقديم توصيات لإلغاء هذا الدعم. ووفقا لطرق الحسابات المختلفة لكل منها فإن الدعم السنوي للوقود الأحفوري يترواح بين 400 و 2500 مليار يورو سنويا على مستوى العالم. أي أن كل فرد على ظهر الأرض يحصل على دعم للوقود الأحفوري يتراوح بين 60 و360 يورو في العام.
وتشير الوكالة الدولية للطاقة إلى أن أكثر الدول دعما للوقود الأحفوري هي دول مصدرة للنفط والغاز مثل إيران والسعودية وروسيا وفنزويلا ونيجيريا وأن أسعار الوقود في هذه الدولة تقل كثيرا عن الأسعار العالمية وتسبب فقدان حكوماتها لأموال طائلة. وعلى الجانب الآخر تنفق دول مستوردة للنفط والغاز وخصوصا الدول النامية والصاعدة كالهند والصين واندونسيا أموالا طائلة لدعم الوقود حتى يتمكن المواطن البسيط فيها من الحصول على الطاقة.
ضرر على المناخ والمنافسة
ويوجد نزاع حاد بين السياسة والعلم بشأن التكاليف الناشئة عن احتراق الوقود الأحفوري. فانبعاثات ثاني أوكسيد الكربون الناتجة عن ذلك تسبب في المقام الأول تغيرا في المناخ. وتقدم ألمانيا ودول أوروبية عديدة توضيحات مفصلة حول الآثار الضارة بالمناخ نتيجة للدعم المباشر. ويوجد لدى منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية (OECD) بنك معلومات شامل حول الدعم في كل بلد في العالم على حدة، تصدر بناء عليه تقاريرها حول الدعم.
ويتفق علماء الاقتصاد وخبراء الطاقة والسياسيون على أن الدعم المقدم للوقود الأحفوري لا يعجل عملية تدمير المناخ فقط، وإنما أيضا يعيق المنافسة. ويؤكد آخيم شتاينر، مدير برنامج الأمم المتحدة للبيئة (UNEP) على أن إلغاء الدعم الأحفوري سيكون أداة هامة لحماية المناخ وقال في حديث مع DW: "إذا أصبحت هناك مساواة في المنافسة بين موردي الطاقة المختلفة، فسنرى من اليوم بالفعل أن الطاقة المتجددة ستتفوق سريعا جدا على الأحفورية.