ذهبية تاريخية للعرب في بكين
١٧ أغسطس ٢٠٠٨رغم أنها ليست الذهبية الأولى للرياضيين العرب في الدورات الأولمبية ولن تكون الأخيرة بالطبع، فإن الميدالية الذهبية التي أحرزها السباح التونسي أسامة الملولي اليوم الأحد في دورة الألعاب الأولمبية الحالية "بكين 2008" ستظل ذات طابع خاص ومميز على مدار التاريخ، كونها الذهبية الأولى للعرب في السباحة بالدورات الأولمبية، ومن ثم فإنها الأكثر أثراً لأنها في رياضة لم يتفوق فيها العرب من قبل. علاوة على أن الميدالية التي أحرزها الملولي اليوم جاءت في سباق 1500 متر حرة غير السباق الذي تخصص فيه وهو سباق 400 متر. لذلك كانت الميدالية الذهبية التي أحرزها اليوم مفاجأة كبيرة لم يتوقعها أكثر المتفائلين بعد فترة الإيقاف التي تعرض لها الملولي قبل الأولمبياد الحالي.
بداية مشوار الملولي
وولد الملولي في 16 شباط/ فبراير 1984 في المرسى، إحدى ضواحي العاصمة تونس، ولكنه غادر تونس وهو في الخامسة عشرة من عمره متجهاً إلى فرنسا للدراسة في مارسيليا، وبعدها استكمل دراسته في مجال هندسة نظم المعلومات بجامعة كاليفورنيا الجنوبية بالولايات المتحدة، حيث انضم لنادي يو إس سي تروجانز. وتخرج الملولي دراسيا في 11 أيار/مايو 2007 .
الملولي صاحب تاريخ لامع
ووضع الملولي نفسه على خريطة السباحة العالمية للمرة الأولى من خلال بطولة العالم 2003 في برشلونة بأسبانيا، فقد أحرز الميدالية البرونزية لسباق 400 متر متنوع. كما أحرز الميدالية الذهبية الأولى لتونس في السباحة على المستوى العالمي من خلال بطولة العالم بأحواض السباحة القصيرة (25 متر) في إنديانابوليس بالولايات المتحدة عام 2004، إثر فوزه بسباق 400 متر متنوع أيضاً، بالإضافة إلى فضية سباق 200 متر متنوع.
المركز الخامس في أثينا 2004
وخلال مشاركته في دورة الألعاب الأولمبية بأثينا 2004 أحرز الملولي المركز الخامس في سباق 400 متر متنوع محققاً رقماً قياسياً أفريقيا جديداً لهذا السباق، ثم نجح في تحسين هذا الرقم خلال بطولة العالم بمونتريال عام 2005، أحرز فيها الميدالية البرونزية للسباق. وفي 19 شباط/فبراير 2007 حطم الملولي رقمه القياسي الإفريقي في سباق 200 متر متنوع للمرة الرابعة منذ عام 2003، وذلك خلال مشاركته في بطولة الجائزة الكبرى بالولايات المتحدة والتي أقيمت في كولومبيا. كما حقق رقماً قياسياً أفريقياً جديدا في سباق 400 متر متنوع.
الملولي والمنشطات
وفي 25 آذار/ مارس فاز الملولي بالميدالية الفضية لسباق 400 متر حرة في بطولة العالم 2007 في ملبورن بأستراليا، وبعدها بثلاثة أيام فقط أضاف إليها الميدالية الذهبية لسباق 800 متر ليصبح أول بطل عالمي في السباحة من تونس محطماً الرقم القياسي الإفريقي لهذا السباق. ولكن سرعان ما أعلن عن تعاطيه مادة أمفيتامين المنشطة وصرح الملولي وقتها بأنه تناولها من خلال دواء لرفع درجة تركيزه في فترة استعداده للامتحانات وليس كمنشط رياضي، فتقرر إيقافه لمدة 18 شهراً فقط بدلاً من عامين.
تجريد الملولي من نتائجه السابقة
وفرضت عقوبة الإيقاف عليه في 11 أيلول/ سبتمبر 2007، ولكن تطبيقها كان بداية من 30 تشرين ثان/ نوفمبر 2006 ليجرد من جميع النتائج التي حققها في بطولة العالم 2007 ومن الميداليتين الفضية والذهبية، لكنه لم يحرم بذلك من المشاركة في الأولمبياد. وخلال تلك الفترة تدرب الملولي بجدية استعداداً لأولمبياد بكين. وجاءت الميدالية الذهبية التي أحرزها الملولي اليوم لتؤكد أنه يسير على الطريق الصحيح وأنه حقق حلمه بإحراز ميدالية ذهبية في أولمبياد بكين 2008 ليظل يوم 17 آب/أغسطس من هذا العام خالداً في تاريخ الرياضة التونسية والعربية.