ذوو الاحتياجات الخاصة في الفن والأدب
٢١ يناير ٢٠١٠في بلدنا عدد كبير من المعاقين أغلبهم بسبب الحروب الطويلة والكثيرة التي مرت على البلد. هؤلاء المعاقين يعانون في أحيان كثيرة من الإهمال، سواء من قبل الجهات الرسمية، أو من قبل الناس القريبين عليهم. ويهتم الفن والأدب والسينما عادة بهموم الناس. وهناك أعمال فنية كبيرة وروايات شهيرة تناولت ذوي الاحتياجات الخاصة كأبطال أو شخوص.
لكن بعض الأعمال الفنية تتناول موضوع الإعاقة والحاجات الخاصة بطريقة تسيء لهؤلاء الناس ...فهل يجوز للفن وهو الذي يروج للقيم السامية أن يتجاهل حقوق وآلام طبقة واسعة من المجتمع ؟
الأديبة بلقيس حسن وصفت وضع المعاقين في العراق بأنه محزن جدير بالرثاء مشيرة الى انهم صاروا في بعض الأحيان موضوعا للتندر والسخرية في برامج تلفزيونية، وفي المسرح وفي بعض الأفلام ،وعزت ذلك الى طبيعة الشخصية العراقية التي تمتاز بأنها عاطفية ولكنها متناقضة، واعتمدت السيدة بلقيس في تحليلها للشخصية العراقية على ما ذهب إليه الدكتور علي الوردي
( للاستماع اضغط على الرابط أسفل الصفحة: بلقيس حسن: العراقي عاطفي، يبكي بسرعة ويغضب بسرعة لحد القتل)
الكاتب العراقي سهيل احمد بهجت هو من ذوي الاحتياجات الخاصة ومعاق بدرجة 90 % ومع انه مكثر في الكتابة ، إلا أنه يكاد لا يكتب عن موضوع المعاقين، ويذكر انه قد كتب موضوعا واحدا عن هذه القضية إلا انه أشار إلا إن حالة المعاق تختلف في العراق من مدينة إلى أخرى لأن بلدنا بلد متنوع الثقافات متنوع الأجناس متنوع الأديان والارتقاء بوضع الإنسان المعاق متصل بدرجة كبيرة بدرجة ثقافة المجتمع
( للاستماع اضغط على الرابط أسفل الصفحة: سهيل احمد بهجت: المشكلة في ثقافتنا)
سرجون كرم أستاذ الترجمة واللغة العربية لمعهد الدراسات الشرقية والأسيوية في جامعة بون أشار إلى أن أوروبا تعتني بشكل بالغ بالمعاقين، مبينا أنهم مفضلون حتى في الوظائف وأن منهم فنانون كبار، من أشهرهم الموسيقار بيتهوفن الأصم، والشاعر الانجليزي بايرون، وآخرين، وعلى مستوى الأعمال الفنية أشار الأستاذ كرم الى دراسة كشفت عن وجود أكثر من 900 رواية وقصة في الأدب الألماني تناولت المعاق
( للاستماع اضغط على الرابط أسفل الصفحة: سرجون كرم: نماذج من البطل المعاق في الأدب الألماني)
الصحفي والكاتب سمير جريس لفت الأنظار إلى أن الأدب يصور الشخصيات المعاقة وفق الثقافة السائدة في المجتمع، وقد تغير هذا الأمر مع بدء القرن التاسع عشر حيث شرع الأدباء يتعاملون مع المعاقين بشكل خاص، وأول عمل أدبي كرس هذا المفهوم رواية أحدب نوتردام التي كتبها فيكتور هوغو. وتزايد الاهتمام في الإعاقة في القرن العشرين وصارت رمزا لأمور كثيرة، موردا مثالا من الأدب الألماني هو رواية طبل الصحفي.
( للاستماع اضغط على الرابط أسفل الصفحة: سمير جريس: اهتم فن القرن العشرين بقضايا المعاقين واتخذهم أبطالا)
وأشار جريس إلى رواية الأيام التي وثّقت حياة عميد الأدب العربي طه حسين، كما أورد رواية إبراهيم أصلان ( مالك الحزين) التي تحولت إلى فلم شهير عرف ب "كيت كات"، علاوة على فلم "رجل المطر" من بطولة دستن هوفمان كنموذج لبطل معاق لا يثير شفقة الناس.
وسألنا المستمعين :
هل تعتقد أن المعاقين يجدون عناية كافية في المجتمع؟
فتعددت الإجابات وجاء اغلبها من معاقين من بينهم احمد سليم مسؤول جمعية المكفوفين في ميسان الذي اكد أن المجتمع والدولة لا يعتنيان بالمعاق ومشاعره، رغم وجود فقرة في الدستور العراقي تنص على أن تخص الدولة والقانون ذوي الاحتياجات الخاصة بحقوق إضافية تراعي حالهم.
الكاتب : مُلهم الملائكة Mulham Almalaika .